قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
كرنفال) من الدموع و التضرع الى الله ومسارح مفتوحة تقدم ما يسمى(شايب عاشوراء)
عاشوراء في الجزائر: عطلة مدفوعة الاجر وعائلات تُحرّم الزواج في محرم
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ متابعات:
رغم محاولتها لتصوير شعائر عاشوراء على انها "بدع " شيعية، وانها اندثرت في الجزائر، الا أن صحيفة الشروق الجزائرية، كشفت من حيث لاتدري عن عمق ورسوخ محبة اهل البيت (ع) في نفوس شعوب المغرب العربي، وذلك في تحقيق اجتماعي مصور لها عن عاشوراء هذا العام، قالت في جانب منه ان " من العادات التي مازالت معششة في المجتمع الجزائري هي التطيّر من شهر محرم، إذ رغم أن يوم الخميس القادم المصادف لـ16 ديسمبر سيكون يوم عطلة متبوع بيومي العطلة الأسبوعية، إلا أن الجزائريين يرفضون الزواج فيه، إلا في النادر من العائلات .. وترفض الكثير من العائلات إقامة ولائم الأعراس في أيام عاشوراء وفي كامل شهر محرم". واضافت " كما أن زوار أضرحة أولياء الله الصالحين تتضاعف زياراتهم في شهر محرم وبشكل كبير في يوم عاشوراء، خاصة في غرب البلاد أثناء زيارات أضرحة سيدي الهواري في وهران الذي تشد إليه الرحال، خاصة في السنوات الأخيرة، منذ أن أصبحت الفضائيات العربية والعالمية تنقل مظاهر زيارات أهل الشيعة لمرقدي الحسين وعلي بن أبي طالب عليهم السلام عنهما في كربلاء والنجف في قلب العراق". وتضيف " أما في قسنطينة فإنها تتميز عن كل المدن بعادة "القشقشة"، حيث تتوقف بعض الأسواق عن بيع المواد الغذائية العادية..وفي ولاية الوادي يبدو السوافة متعلقون بحفيد الرسول صلى الله عليه واله وسلم في احتفالاتهم المتميزة في أيام عاشوراء منذ الفاتح من محرم، ورغم أن هذه الاحتفالات تراجعت في السنوات الأخيرة، إلا أن أبناء سوف يحفظون عن ظهر قلب أناشيد عاشوراء ويروون احتفالياته الكبرى وأهمها ما يسمى بـ شايب عاشوراء".
وتضيف صحيفة الشروق: يقوم أبناء وادي سوف من الأطفال الصغار بقطع غصن نخيل أو ما يسمى بالعرجون، ويبدأون منذ اليوم الأول من شهر محرم بطرق أبواب المنازل، حيث تمنحهم العائلات أشرطة نسيجية مختلفة الألوان أو قطع قماشية "خمارات أو محارم" يتم ربطها في الغصن وينتقلون من منزل إلى آخر وهم يغنون "ارفع لوكاس يا رب عن هاذ الناس"، وكلمة "لوكاس" تعني الأمراض ... وفي ليلة عاشوراء الكبرى يكون الغصن الكبير قد تزين بمختلف الأشرطة القماشية .. فتخرج النسوة ومعهن الأطفال بهذا الجذع المزركش ويصعدن إلى ربوة ويقابلن فجا عميقا محاطا بالشموع ويرمون هذا الجذع في كرنفال من الدموع والنواح، وهن تتضرعن لله أن يرفع عنهن وعن أهاليهن المصائب". ويقول التحقيق " أما احتفالية الرجال فهي كرنفالية منذ أول أيام محرم عبر مسارح مفتوحة تقدم ما يسمى "شايب عاشوراء"، وهو رجل بلحية بيضاء طويلة يلعب دور السيد الحسين بن علي عليه السلام أو دور رجل الخير، يتعارك وسط حماس أهل سوف من رجال وشيوخ وأطفال مع "السبع" وهو رجل يضع على وجهه قناع أسد يمثل الشر، وتنتهي المعركة الطاحنة بانتصار "شايب عاشوراء" في ساعة متأخرة من الليل .. ، كما في كل المدن والقرى الجزائرية التي تعد عاشوراء "موسما دينيا" واجتماعيا كبيرا.. وإذا كان كثير من الجزائريين لا يعلمون لماذا نحتفل بعيد عاشوراء فإنهم جميعا لا يعلمون لماذا هذا اليوم سنّته الدولة الجزائرية منذ الاستقلال عطلة مدفوعة الأجر، رغم أنها لم تفعل مع أيام دينية وذكريات إسلامية كبرى مثل اليوم الذي يسبق أو يلي ليلة القدر، أو الوقفة الكبرى في عرفة أو غزوة بدر، وقد سألنا عن سبب ذلك، فلم نجد جوابا".
وتشير الشروق إلى أنه تم إدراج عاشوراء ضمن أيام العطل الدينية منذ عهد بن بلة، " حيث يروي موظفون عام 1963 عندما كانوا في المدارس يزاولون عملهم بشكل عاد، إذ وصلهم تلكس حكومي يأمرهم بتسريح التلاميذ، ومنذ ذلك اليوم أصبحت عاشوراء يوم عطلة، ولم يحدث أن عارض أي برلماني أو حزب بما في ذلك الأحزاب الإسلامية التي ترفض عادات عاشوراء وعادات المولد النبوي الشريف أن انتقدت عطلة عاشوراء، ولكن الغريب أن الجزائر هي البلد السني الوحيد الذي يعد يوم عاشوراء عيدا وعطلة مدفوعة الأجر، وقد فشلت مساعي الشيعة الموجودين في المملكة المغربية والسعودية ومصر العام الماضي في إجبار حكوماتهم على منحهم عطلة في عاشوراء، ومن بين الدول التي تسن عطلة مدفوعة الأجر في عاشوراء نجد إيران والعراق ولبنان والبحرين وباكستان.. إضافة إلى بلدين في قارة أمريكا وهما ترينيداد وتوباغو وأيضا جمايكا، حيث توجد فيهما جالية لبنانية قوية منذ القرن الثامن عشر من الجعفريين". كما تشير الصحيفة الى ان الامام علي عليه السلام " يمثل في الذاكرة الشعبية الجزائرية أسطورة تحمل كل ميزات الرجولة ، علي بن أبي طالب شغل الناس عندما اعتنق الإسلام وهو صبي، وشغلهم وهو يشهد كل غزوات الرسول صلى الله عليه واله وسلم، ويبلي بلاء حسنا، وشغلهم في الفتنة الكبرى، وشغلهم بعد مقتله، ومازال يشغلهم بعد أربعة عشر قرنا، وقد قمنا في عهد الديكتاتور السابق صدام بزيارة ضمن وفد إعلامي جزائري إلى النجف، ولاحظنا كيف يسكن "الإمام" قلوب الذين يحجون إلى قبره في النجف الاشرف ومرقد ابنه الحبيب في كربلاء المقدسة من كل بقاع الدنيا، بما فيهم بعض الجزائريين القادم معظمهم من بلدة "جيفور" التي تبعد عن مدينة ليون الفرنسية بـ15 كلم، وينحدر معظم هؤلاء من منطقتي الغرب الجزائري الهضاب العليا . وفي جبل منقاس بسطيف، يوجد شبه أثر يعتقد البعض أنه أثر لفرس الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فيتبركون بهذا الأثر منذ تواجد الفاطميين بالجزائر.. أما حفيدا رسول الله الحسن والحسين صلوات الله عليهم اجمعين، فتلك قصة أخرى فقد كانت "حدوتات" لا تنتهي ،إضافة إلى أمهما الزهراء فاطمة عليها السلام، هذا العشق لآل البيت هو الذي جعل الجزائريين يتبركون باليد والخمسة (5) التي تعني بأصابعها الخمسة (محمد، فاطمة، علي، الحسن، الحسين) وهي اليد التي شاهدناها في المزارات المقدسة لدى الشيعة، ونشاهدها عندنا في أبواب المساكن وفي السيارات، وفي رقاب النسوة والأطفال الصغار، وبقيت أسماء آل البيت الأكثر شيوعا بين مواليد الجزائر إضافة إلى بقية الأئمة من أحفاد علي بن أبي طالب مثل جعفر والصادق وزين العابدين، وانتهاء بالمهدي وكلها من أسماء الأئمة الإثني عشر عليهم السلام..".