تتمة/ تبرّج الجاهلية السياسية..
|
بل حتى أصبحنا في حال قد نختلق معه المشاكل والازمات لتعجن كعكة السلطة والسياسية والازمات والإصلاح والاعمار والتشريع بخليط غريب وفق أمزجتنا، وبدلا من التنافس في فقه التمدن السياسي واستثماره للنهوض بأدائنا الحكومي و النيابي وواقعنا السياسي ككل، نعشق إدمان صراع الإرادات على حساب مصلحة شعبنا على شاكلة عشق الفتيات في البلاد العربية لمسلسل العشق الممنوع..!. لاشك أن معضلة السياسية والعملية السايسية برمتها عندنا، تؤثر فيها عوامل ذاتية وخارجية عدة لايمكن انكارها (وليس الحديث هنا عن ذلك)، ولكن هذه المعضلة تتحدد في احد اوجهها باصطدامها بـ(جاهلية) سياسية تؤدي عن قصد او بدون قصد الى اتخاذها وسيلة مناعة لاستكمال مسلسل التعطيل والتأزيم لكل حل وتجديد أو تغيير أو إصلاح، فجوهر السياسة عندنا لم ( يتمدن ) بعد أو يساير ما يجري من حوله من تطورات وإرهاصات إستراتيجية في التمثيل والتنفيذ السياسيين،حيث نجد ثلاث صيغ للسياسة عندنا: إما التمثيل النيابي يعرقل التنفيذ الحكومي، أو العكس الحكومي يشاكس النيابي، وإما كلا السلطتين (ولن يكون هناك خيار رابع) ضد حقوق الشعب في الحياة الكريمة العادلة المطمئنة. ببساطة: حتى تستطيع العملية السياسية بكل شخصوها ومكوناتها أن تصلح وتنجز، و تتنفس هواءا نقياً غير ملوث بما لا يناقض مقومات هويتنا وتطلعنا الحضاري، لابد من رجال يملكون موضوعية التقوى في الأداء السياسي، لأن السياسة ليست لعبة كرة قدم،لتسجيل الأهداف واستقطاب الجماهير بفنون الصد والهجوم، أو الاتفاق على نتيجة مفادها تضليل الشعب..أبدا، السياسة الحقيقية هي التقوى في تدبير أمور الناس بما يناسب كرامة الإنسان وعزته...لذا فبدلا من استعارة المسؤولين والنواب والوزراء من الخارج كما نستورد كل شيء، فليصلح رواد السياسة عندنا وعيهم ويوقظوا عقولهم وضمائرهم حتى يصلحوا ما أفسدت ولاتزال الجاهلية السياسية من حال شعبنا،بحيث يصبح الصدق والتقوى والتمدن السياسي ثقافة فاعلة وواقعة في الميدان يوميا من اجل البناء والتقدم ، وليس ديكورا.. والله من وراء القصد.
|
|