قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
جريمة النخيب المروعة..
طفلة تروي قصة هاتفها الذي أنقذ حياة المتبقين وجدّها يستذكر جانبا من تفاصيل المجزرة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة رجاء عبدالرحمن / الهدى:
نشرت مواقع الاخبار الكترونية والصحف، عربية وعراقية، أمس الاول، قصة طفلة كربلائية انجاها الله تعالى من يد وحوش الارهاب الجبناء الذي ارتكبوا مجزرة النخيب المروعة مساء الاثنين الماضي.وتروي الطفلة تبارك ثائر (10 سنوات) التي كانت على متن الحافلة التي اختطفت غرب محافظة الأنبار، جانبا من قصتها المليئة بالحزن والرعب، وكيف انها وبحركة ذكية اخفت هاتفها النقال (الموبايل) ليسهم بعد ذلك في انقاذ حياتها والمتبقين بعد ارتكاب المجزرة. وهي تأمل في أن ترى عالما بعيدا عن العنف والبؤس في العراق لكن الرحلة المأساوية جعلتها، بدلا عن ذلك، تقف في مواجهة الرعب عندما حاصر ارهابيون مسلحون الحافلة التي تستقلها وأجبروا الرجال على النزول من الحافلة ثم قاموا بقتلهم والتمثيل بجثث البعض منهم كما اظهرت ذلك بعض الصور البشعة التي تم تسريبها ونشرت أمس الاول.ورغم ارتداء القتلة الغدرة لأزياء عسكرية وادعائهم في البداية أنهم يقومون بتفتيش الحافلة فقط، فإن تبارك تقول انها شعرت بالخطر على الفور وقامت بوضع هاتفها الجوال في حذائها عندما أمر المسلحون الركاب بتسليم هواتفهم. وتضيف تبارك ذات الوجه الملائكي: لقد ادعوا انهم ارادوا مساعدتنا لكنني شككت في الامر وشعرت بالخطر عندما شرعوا في ضرب النساء والصراخ فيهم .وبالعودة الى تفاصيل هذا الحادث المأساوي، فأنه وبعد ان جابت الحافلة الطريق السريع في الصحراء توقفت عند نقطة بدت كأنها نقطة تفتيش تعترض الطريق وصعد المسلحون الذين يرتدون زيا عسكريا الى داخل الحافلة ثم طلبوا من النساء والاطفال ان يمكثوا في الحافلة بينما امروا الرجال بالخروج منها وكان جد تبارك (محمد علي) احد هؤلاء لكنه بقي في الحافلة.
وقاد الارهابيون باقي الرجال بعيدا عن مدى الرؤية لكن تبارك تمكنت من سماع اصواتهم وهم يتوسلون لهم حتى يطلقوا سراحهم وقالت :لكن الاجابة الوحيدة التي حصلوا عليها هي الرمي بالنيران ، وبعد نصف ساعة بدأ صوت اطلاق النار وكان هناك صوت ثابت للطلقات النارية التي تشبه القرع على الطبول حيث كانوا يطلقون واحدة تلو الاخرى وبعد أن غادر الارهابيون تناقش الناجون بإهتياج كيف يمكنهم ان ينبهوا السلطات الى ماحدث فصاحت تبارك بإنها لاتزال تحتفظ بهاتفها وقامت بتسليمه الى جدها الذي الذي يبلغ من العمر 65 عاما، و بدأ في عمل إتصالاته، ونقلت عنه وسائل الاعلام قوله: (لقد أنقذنا هذا العمل الرائع والعبقري الذي قامت به حفيدتي من مصير مجهول).
الحاج ابو ثائر يروي جانبا من تفاصيل الجريمة
ويفيد الناجون من المدزرة المروعة انه لم يتبقى من رجال القافلة المتوجهة لزيارة مرقد السيدة زينب (عليها السلام) بسوريا، الذين لقوا مصرعهم على يد الإرهابيين ، سوى رجلين مسنين من اصل (24 رجلاً) ، كان أحدهم جد الكفلة تبارك (محمد علي الوزني) الذي روى لوسائل الاعلام بعض التفاصيل قائلا: عند ذهابنا مساءَ يوم الاثنين الماضي قاصدين زيارة مرقد السيدة زينب (عليها السلام) مروراً بمنطقة النخيب، كنت برفقة زوجتي المريضة، ونحن نرافق حملتنا السياحية التي ضمت نساء ورجال من أبناء محلتنا، وقبل وصولنا إلى شارع (160) القريب من محافظة الأنبار اعترضت طريقنا سيطرة وهمية تضم عصابة إرهابية يرتدي أفرادها زياً عسكرياً، وصعد أحدهم إلى السيارة وأخذ يضرب سائقها وإنزاله منها، ومن ثم صعد بقية العسكريين المسلحين بحوالي (15) شخصاً إلى السيارة وقاموا بترهيب الركاب وأخذوا منهم أجهزة المحمول (الموبايل)، ومن ثم قاموا بإنزال الشباب منها وأبقوا عليّ مع رجل مسن آخر والنساء والأطفال في السيارة، ثم طلب مني أحد المسلحين النزول من السيارة وهو يشتم بي ويسبّني دون أي ذنب اقترفه بحقهم.
ويتابع حديثه، نزلت من السيارة فرأيت أفراد مجموعتي من الشباب وهم يقفون في طابور واحد وأيديهم فوق رؤوسهم واصطففت معهم، وبالرغم من توسّلنا المستمر بأعضاء هذه المجموعة الإرهابية بتركنا نذهب سالمين، إلا أنهم أصروا على موقفهم لتنفيذ عملهم الإرهابي المشين. ويضيف، خلال تواجدي مع الشباب أصبحت حينها مجذوباً بين شخصين أحدهم يقول لي أنزل من السيارة وآخر يأمرني بالصعود، وعند صعودي إلى السيارة، جاءت في هذه الأثناء سيارتي (تبريد) كبيرتين وعند وصولهما إلى مكان السيطرة أحسّا بوجود خرق أمني فأسرع سائقاها بالهروب بالرغم من إطلاق النار عليهما. ويتابع، بعد قليل قامت العصابة الإرهابية بإطلاق عيارات نارية على أفراد الحافلة من الشباب وأردوهم مقتولين والتمثيل بجثثهم؛ وقاموا بإطلاق سراح النساء والأطفال المتواجدين في حافلتنا وعددهم (15) شخصاً، وألحقوهم بأربعة نساء أخريات من حملة سياحية أخرى وقد قتلت العصابة الإرهابية ذاتها؛ أزواجهنّ في نفس الوقت وطلبوا منهن الذهاب مع حافلتنا والرجوع إلى كربلاء بينما فروا هم هاربين حتى جاءت سيارة بسائقين سوريين وآخر مصري الجنسية وساعدونا على الهرب حتى السيطرة الحكومية التابعة لمحافظة الأنبار، وأسرع أفراد الجيش إلينا ولكن في وقت متأخّر حيث حصلت المجزرة. ومن مفارقات الحادثة المفجعة، كما يشير (أبو ثائر) إلى إنّ؛ أفراد العصابة الإرهابية كانوا جميعهم عراقيين ويتكلّمون بلهجة عراقية وفعلوا فعلتهم الدنيئة ولم يفكروا للحظة واحدة بأننا مثلهم عراقيون ومسلمون، ولكن من أسرع إلى إنقاذنا هم أشخاص سوريون وسائقون جاءوا بعد حصول الحادثة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم. ويضيف بأنّ المنطقة التي حصلت فيها الحادثة كانت صحراء مظلمة وتخلو من قوات أمنية عراقية كان من المفروض تواجدهم فيها لحماية الزائرين ذهاباً وإياباً. واختتم حديثه والدموع تملأ عينيه وهو في حالة صحية متدهورة بهذا السن الكبير، قائلاً: بأنّ هؤلاء الشهداء المغدورين من جيرانه وأقاربه قد ذهبوا قرباناً لولاية محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) وسيخزي الله تعالى أولئك القتلة على فعلتهم الإجرامية النكراء.