ظاهرة
بعد تثبيت النجف.. اليونسكو تتفرّج..
|
(نبش) في القدس (وهدم) في البقيع
حسن الحسني
ـ قلت لزميلي: ما رأيك بتثبيت وموافقة منظمة الثقافة العالمية (اليونسكو) على ادراج (مقبرة وادي السلام) قرب مرقد مولى الموحدين الامام علي (ع) في النجف الاشرف ضمن المواقع التراثية والآثارية عالميا؟
ـ قال: خطوة جيدة ولكنها (ادانة) واضحة بحاجة الى موقف صريح من اليونسكو.
ـ قلت: ضد من؟
ـ قال: ضد من لا يعترف بتكريم حقوق الانسان والبشرية بعد رحيلهم من الدنيا!
ـ قلت: تقصد..
ـ قال (مقاطعاً): نعم.. اقصد تلك الفرقة الشاذة التي لا تحترم الانسان بعد موته ولا تقيم وزناً للمقابر ولا للآثار التي دعانا القرآن الكريم للسير في الارض واخذ العبرة منها.
ـ قلت: الآن.. ما هو المطلوب؟
ـ قال: وفقني تعالى لزيارة مقبرة البقيع الغرقد في المدينة المنورة قبل سنوات فكنت اقف حسب الخريطة التي عندي ازاء مقابر العظام امثال ام البنين (ع) وزوجات الرسول (ص) وابراهيم (ع) ابن الرسول (ص)، فأرى مجاميع الوهابية تقف عند قبر هؤلاء العظام.. المفارقة اني سألت احدهم ذات مرة: من هو مدفون في هذا المكان؟ فكان يقول لي: ايها الحاج هذه مقبرة فيها اكثر من ثلاثة آلاف من الصحابة لا يمكن معرفة مقابرهم ومن هم.. فأجبته ساخراً: يا أخي كيف لا يمكن معرفتهم فيما كانت هذه المقبرة عامرة ومشخّصة قبل قرن او اقل، ثم ان علماء الآثار والتنقيب بامكانهم تشخيص آثار السابقين لالآف السنين.. فما ان قلت له ذلك، واذا به يصرخ بوجهي ويقول اذهب من هنا، وتجمهر الناس من حولي وكادت ان تقع واقعة..
ـ قلت: ماذا تريد ان تقول؟
ـ قال: اريد ان اقول، كيف يسمح اليونسكو لنفسه (التفرج) على هذه الافكار التي تنسف فلسفة تأسيس اليونسكو، بل تهدم كل اثر وتراث وابداع وانجاز بشري؟
ـ قلت له: بالتاكيد ما تقوله صحيح، والمفارقة الاكبر ان محمد علي باشا حاكم مصر في عهد المماليك وهو من ابناء السنة، يعبر البحر الاحمر ويحارب هذه الفرقة الضالة المسيطرة على تلك المقدسات والآثار الكريمة فيبني البقيع لمرتين بيده بعد هدمها من قبل الوهابيين!
ـ قال: المفارقة الاكبر مما قلت ـ في اعتقادي ـ هو ان اللوبي الصهيوني واعداء الاسلام نكتشف قمة مؤامرتهم على المسلمين، بحيث يدعمون حكومات ومذاهب تعتبر معالم الحضارة الدينية كقبور الاولياء والانبياء والمعصومين وبيوتهم ومساجدهم (شركاً) فهذا بالضبط ما يحلمون به هؤلاء الاعداء..
ـ قلت (ماقطعاً): في مقابل ذلك هذا اللوبي الصهيوني الداعم لهذه الفرقة الضالة يدعم مشروع (النبش) عن ما يسمى بهيكل سليمان في المسجد الاقصى للبحث عن (آثار) اليهود!
ـ قال: هذا ما يفسر القول (التناغم) بين (نبش) الاقصى لاظهار آثار اليهود وبين (هدم) وطمس آثار المسلمين..
ـ قلت: هذا على الصعيد الآثاري.. اما على الصعيد السياسي فحدّث ولا حرج، ولا تعجب من التفرج على مذابح وحصار غزة من قبل المهدمين لآثار المسلمين في مكة والمدينة، بل وتحريم مجرد (الدعاء) للمقاومين لاسرائيل.. أليس كذلك؟!
|
|