قال إن البشر باتوا يخادعون دون وعي منهم !
بحث علمي: الكذب صفة مكتسبة وآفة اجتماعية
|
رغم أن الكثير من الناس يرى أن الكذب آفة اجتماعية يجب تجنبها، حذر بحث علمي اجراه العالم النفسي الأميركي روبرت فيلدمان من أن الكذب بات "صفة سائدة" إلى درجة أن البشر باتوا يخادعون ويخاتلون من دون وعي منهم!، وكأن هذا الأمر بات طبيعيا. ومن ضمن أسباب الكذب برأي فيلدمان، أن الكثير من الناس عاجزون عن التقاط أكاذيب الآخرين، وبالتالي يقعون فريسة سهلة لهم، وذلك لأنهم يحكمون على الشكل الخارجي وعلى الإيماءات التي ترتسم على وجوه البعض من دون التدقيق فيها ومحاولة تفسيرها بشكل دقيق.
وبيّن البحث أنه لا توجد علاقة متبادلة بين ما يبدو على ملامح الشخص ودرجة صدقيته، إذ قد يبدو مبتسما، وهو في الواقع مشغول بأمر آخر غير المحادثة التي يجريها مع الآخرين، مؤكدا مقولة أن "المناظر خادعة". وإضافة إلى ذلك، رأى فيلدمان أن الكثير من الناس لا يكلفون أنفسهم عناء التفكير والتحليل الدائم لما يقوله لهم الآخرون، مما يفتح بابا واسعا أمام الكذابين والأفاقين كي يقولوا ما يشاؤون. ورأى فيلدمان أننا نعيش في زمن بات فيه الكذب والخداع من الأمور التي يمكن التجاوز عنها بصورة أكبر بكثير من السابق، بحيث بات يعتقد الكثيرون أنه لا بأس في الكذب، طالما لا ينكشف الشخص المخادع، إذ ظهر في البحث أن القليل فقط من الناس الذين ووجهوا بأكاذيبهم أبدوا الكثير من الأسف على الإقدام على مثل هذا التصرف.وحذر فيلدمان من أضرار الكذب، إذ رأى أن كثرة مديح الناس بعضهم لبعض من شأنها أن تحجب حقيقة الأشياء بينهم وتعيق تكوين صورة دقيقة عن أنفسهم وإنجازاتهم ومحيطهم، كما أنها تفتح الباب أمام الإقدام على كذبات من العيار الثقيل، مثل النصب والسرقة والاحتيال. وأكد فيلدمان أنه لا توجد أدلة علمية تؤكد أن الكذب يأتي ضمن الجينات والطبيعة البشرية، مبينا أن الناس يتعلمون خصلة الكذب والخداع من ضمن محيطهم بالدرجة الأولى منذ نعومة أظفارهم. وعلاجا لهذه المسألة رأى أنه من الضروري أن يقوم الناس بتقييم فعال للمصداقية، ولا تنحصر المسألة في أن يفترض الناس الصدق لدى الآخرين، وينسوا أنفسهم، ويصفوا ما يقولونه بـ "أكاذيب بيضاء"، لأنهم إن فعلوا ذلك فسيقدم الناس على فعل الشيء نفسه وتدور الأمور في الحلقة المفرغة نفسها التي يحاولون الفكاك منها.
|
|