قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

هكذا يكافأ المخلصون
فاضل عبد الرحمن
قرأت قصة جميلة قارنتها مع أوضاعنا اليوم، وسوف أترككم مع القصة ومن ثم لنا تعليق عليها، فقد مر شاب على احد الأنهار وكان شديد الجوع فرأى تفاحة فوق الماء فأكلها، وبعد ان أكلها وسد جوعه تذكر كيف أكلها دون إذن صاحبها؟ فسار بجانب مجرى النهر حتى وصل إلى بستان وإذا به يرى رجلا فطلب من ابراء ذمته على أكل التفاحة، فقال له الرجل إن هذا البستان نصفه لي ونصفه لأخي، وهو يسكن في الهند وأنا أبرئ ذمتك من نصف التفاحة، فتأثر الشاب كثيرا وشد الرحال إلى الهند، فلما وصل إلى العنوان الصحيح طلب من الرجل أن يبرئ ذمته من نصف التفاحة، فقال له الرجل أبرئ ذمتك ولكن بشرط! ما هو الشرط؟ الشرط هو أن تتزوج ابنتي المقعدة والعمياء والطرشاء والخرساء! فقال الشاب أتحملها ولا أتحمل نار جهنم، فلما عقد عليها ومن ثم دخل عليها وإذا بها واقفة على رجليها وفاتحة عينيها وسمعت سلامه وردت عليه، فرجع الشاب إلى عمه وقال له أنت زوجتني ابنتك الصاحية غير المقعدة وغير العمياء ولا الطرشاء او الخرساء وتريد ألا تبرئ ذمتي من أكل نصف التفاحة؟ فقال له عمه: هي البنت نفسها التي عقدتها لك فان قولي المقعدة فإنها لم تمض إلى الجيران وقولي العمياء فإنها لم تر أحدا من الرجال الأجانب وأما قولي الطرشاء فإنها لم تسمع كلام رجل أجنبي، وأما قولي الخرساء فإنها ما كلمت رجلا أجنبيا، وأنا رأيت أن أزوجكما لأنك رجل مؤمن وملتزم وتحاسب نفسك وقد جئتني من بلادك إلى الهند على أن أبرئ ذمتك فأنت تستحقها.
هذا ما يتمناه كل أب لابنته ورئيس الوزراء لوزرائه والشعب لنوابه، هؤلاء الرجال والنسوة الذين يؤدون أعمالهم بكل أمانة وصدق يستحقون المكافأة الدنيوية قبل الآخرة، وفي المقابل نجد من يعيثون في الأرض فسادا ويلعبون دورا كبيرا في قلب الموازين فعيونهم مفتوحة تترصد المناقصات وتتابعها إلى أن تصل إلى اليد الطولى فتفرش أذرعها كالاخطبوط لتمتص تلك المشاريع التي نهايتها لائحة مخالفات صريحة لبنود العقد، فتتعطل المشاريع إلى سنوات وسنوات لا حسيب ولا رقيب وتبقى الأحوال سيئة لا ترضي طموح المواطنين، ونوجه رسالة شكر وتقدير إلى كل مسؤول على حسن الاختيار والتمسك بالمخلصين المؤتمنين على حياة المواطنين وجيوبهم والبعد عن الخلافات والمهاترات ووسائل الضغط والمكاسب الانتخابية.. هذا والله من وراء القصد.