ماذا لو أُجريت الانتخابات كل سنة؟
|
منى البغدادي
ثمة امنية تراود المواطن العراقي مع كلفتها للمال العام والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والامنية هي " لو تقام الانتخابات كل سنة او كل ستة اشهر في العراق" بل بعض المواطنين من الدخل المحدود او المتردي يتمنى لو كانت الانتخابات كل ثلاثة اشهر او شهرين!.
لماذا يتمنى المواطن العراقي ذلك رغم ان الاستعداد للانتخابات يحتاج الى فترة اطول وجهود وامكانات دعائية واعلامية وتحديث سجل الناخبين وكلفة باهضة وميزانية تكلف الدولة اموالاً كبيرة يمكن استثمارها في مشاريع خدمية وخصوصاً اموال الحملات الانتخابية والدعائية.
هؤلاء المواطنون الذين يتمنون ان تكون الانتخابات سنوية او نصف سنوية او حتى شهرية هم ليسوا من اصحاب المطابع الذين تنتعش ارزاقهم في ظروف الانتخابات بل هم مواطنون عاديون وبعيدون احياناً عن السنة بل لا تهمهم في اغلب الاحيان القائمة المغلقة او المفتوحة او الدائرة الواحدة او المتعددة بل لا يهمهم من يكون رئيساً للوزراء مازال ينفق الاموال قبيل اجراء الانتخابات بقليل.اذن من هم هؤلاء الداعون الى اجراء الانتخابات سنوياً وليس اربع سنوات ولماذا يرغبون بذلك؟
الاجابة بشكل سريع ومبسط ان هؤلاء يتفاجئون قبيل الانتخابات بحملة كبيرة من الهبات والمنح والمكافئات وزيادة الرواتب وتزداد كلما قرب وقت الانتخابات!.بعض رجالات الحكومة بخيلاً وشحيحاً بإفراط ولكن يتحول الى كريم وجواد في ظروف الانتخابات فيمنح الاموال والهدايا ويقيم الموائد على شرف كبار شيوخ العشائر ويوزع المنح المعطلة للسجناء والشهداء ويزيد رواتب المتقاعدين والموظفين.
في ظروف الانتخابات تنتعش جيوب المواطنين وبخاصة بعض الوجهاء .. واخص منهم من لديه الاستعداد لبيع ضميره وذمته مقابل حفنة من المال العام الذي سيوزع لكل من هب ودب دون مراعاة لميزانية او صلاحيات.وموسم الانتخابات السنوي او النصف سنوي سيكون موسم المداحين والمتملقين الذين يتاجرون بقصائدهم ومدائحهم اصحاب المال والقرار وسيصعدون في الثناء الزائف والمدح الكاذب ويخلقون لنا الف طاغية مستقبلي والف مستبد احتياطي وعند الطلب.
موسم الانتخابات سيكون موسماً مربحاً لاصحاب المدح والمولعين بالتصفيق وعقد المؤتمرات (...).لسنا ضد زيادة رواتب المتقاعدين والموظفين ومساعدة الفقراء والمحتاجين او دعم العشائر والمواطنين، بل توقيت ذلك والصرف غير القانوني من ميزانية لم توضع لهذه الموارد وتبديد المال العام لقضايا شخصية وحزبية.
ومشكلة الواقعية ان كل الوعود والعهود التي يقطعها المتنافسون في حملتهم الانتخابية تذهب ادراج الرياح بمجرد انتهاء الانتخابات وتنتهي معها كل الهدايا والهبات والمنح والمساعدات لكي ينتظر المواطنون اربع سنوات اخرى وهي مدة طويلة لا يمكن الاستمرار بانتظارها.اصبحت قناعة لدى المواطنين بان الموسم الانتخابي هو الموسم الانتعاشي للجيوب واحياء القلوب ونتوقع ان تخرج المظاهرات في عموم العراق للمطالبة باجراء الانتخابات كل سنة لتحقيق الحظ الاوفر للهدايا والمنح والمكافئات.
|
|