المواطن... متى يـُـنصف ؟؟؟
|
علي الخياط
مضى على سقوط النظام المباد اكثر من ست سنوات، شكلت على اثرها ثلاث حكومات منها اثنين منتخبة فضلاً عن مجلس الحكم ،حملت هذه الحكومات الكثير من التناقضات السلبية والايجابية في مواجهة الاحداث والازمات التي مرت بمسيرة البلد، ومن اجل تقارب وجهات النظر بين الكتل المشتركة بالعملية السياسية للخروج من عنق الزجاجة، اخذت هذه الكتل تجتمع وتتباحث في موضوع اعادة تشكيل او ترقيع الحكومة والخروج من النفق المظلم الذي يحاول المتآمرون على العملية السياسية الجديدة التصيد فيه واضافة المعوقات والحفر و كما ان هناك اياد خفية اخرى تسعى لعرقلة اي تقدم في هذا المجال، وتبادل الاتهامات بين النواب على اشده وبخاصة بعد اقتراب الانتخابات النيابية .
الشعب بأطيافه وقومياته ومذاهبه كافة يتطلع الى حل الخلافات بين الكتل السياسية ويجمعهم التوافق والوئام بدل الجدل والاتهام المتبادل وتحقيق ولو جزء بسيط من آمال الشعب الذي انتظرها ومنها عدم تسييس الخلافات وحل المتعلقات بروية وحكمة والاهتمام بالقضاء على الازمات الموروثة والمستحدثة وبخاصة الفساد المستشري في مفاصل مختلفة من الدولة. الكتل السياسية بحاجة الى مراجعة حقيقية لادائها خلال السنوات الماضية كما انها بحاجة الى الجرأة الحقيقية لمواجهة اخطائها ومحاسبة كوادرها المسيئة والتي فشلت في تخفيف هموم المواطن .
ابتلينا ومنذ سقوط النظام المقبور ببعض المسؤولين الذين يسلبون الاموال بدون وجه حق. ،يستغلون مناصبم ووظائفهم للضغط باتجاه حصولهم على المشاريع وتنادر التجهيز والمقاولات، فضلاً عن الكثير من عمليات الفساد الاداري والمالي التي يقومون بها ،ويشرفون على ابسط حيثياتها ،كل هذا يحدث دون ان يتركوا خلفهم أي دليل لادانتهم ،ويخرجون مثل الشعرة من العجين من أي عارض او شك يمسهم ،هؤلاء الذين ارتضوا ان يكون المال والسحت الحرام من اولوياتهم ،غير آبهين بالامانة التي وضعت على اعناقهم اوشرف المهنة الواجب احترامه. المطلوب من الشرفاء من اصحاب الشركات والمقاولين ورجال الاعمال الذين رضخوا الى من ساومهم على عملهم ورزقهم ،بكشف هؤلاء المرتزقة السارقين وفضحهم على الملأ ليكونوا عبرة لغيرهم من المرتشين ،والمساومين ولانهم محال ان يتركوا ما تعلموا وتعودوا عليه ،ولن يردعهم وازع اخلاقي او ديني اوضمير، الا قبضة الحديد التي تفيقهم من ظلمهم وجبروتهم. اننا اليوم امام امتحان عسير للنهوض بواقع الخدمات والقضاء على الفساد في المشاريع السابقة ولن يتحقق كل هذا الا بصدق النوايا ونبذ الخلافات والاهتمام بالمواطن الذي ينتظر الخلاص والتوجه نحو الاعمار والبناء وانعاش البنى التحتية المهملة وتوفير فرص العمل وحل مشاكل السكن ..الخ من المشاكل المستعصية بدلا من توجيه الاتهامات المسيسة لهذا الطرف او هذا بقصد التسقيط الانتخابي لاغير ،والله من وراء القصد.
|
|