أين حصة أطفالنا من القرآن الكريم؟
|
*إيمان عبد الامير
(رمضان ربيع القرآن)، انه الحديث الشريف الحاضر في اذهاننا وقلوبنا، لذا يسارع الكبار لاسيما بعد ساعات الافطار الى اتخاذ زاوية في المنزل بعيداً عن ضوضاء العائلة وتناول كتاب الله المجيد لتلاوته حسب ترتيب الايام، فقد يحرص الكثير منّا على ختم القرآن الكريم خلال ايام شهر رمضان المبارك، وهوعمل حسنٌ ومسنون، ولو ان هنالك احاديث تشير الى امكانية ختم القرآن الكريم اكثر من مرة ومرتين في هذا الشهر الكريم.
لكن السؤال هنا؛ هل ان كتاب الله المجيد خاصٌ بالكبار والصائمين؟ وما هي حصة الاطفال الصغار منه؟ وقبل الاجابة تجدر بنا اشارة الى التسابق المحموم بين القنوات الفضائية لجذب اكبر عدد من المشاهدين وأخذ حصة اكبر في فترة ما بعد الافطار من وقت المشاهدين في شهر رمضان المبارك. فهؤلاء يفكرون بحصتهم بما لديهم من وصلات موسيفية او مسلسلات بعيدة عن الواقع ومشاهد مثيرة، بينما لن لا نفكر بحصة افطالنا من كتابنا العظيم، وهذه بحق تُعد مفارقة مؤسفة.
ان لاطفالنا الحق أن يتعلموا قراءة وحفظ القرآن الكريم وتعلّم معانيه، وليالي شهر رمضان المبارك بما تبث من اجواء ونسمات ايمانية على القلوب، تجعل عملية التعليم مسألة يسيرة جداً. وهذا الحق يفوق باهميته وخطورته الحقوق المادية المتوفرة طيلة ايام السنة. لانه يتعلق بمصير وعاقبة الانسان في حياته وبعد مماته. فمن هم القراء الكبار وحفاظ القرآن الكريم بل والعلماء والباحثين في الشأن القرآني الذين نراهم اليوم؟ انهم أولئك الصغار سابقاً الذين كانوا يتسورون حول آبائهم ويفتحون الكتاب المجيد أسوة بابيهم ويتلون الآيات بكل خشوع.
إذن؛ فنحن مدعوون لفتح الطريق امام الاطفال نحو القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتعليماً، ولا يقول البعض: ان هذا طفلٌ صغير لا يعرف مكانة القرآن وليس أهلاً بقراءته او لمسه او حتى حمل الكتاب المجيد. وعندما نتحدث عن الطفل نقصد به البالغ من العمر ست او سبع سنوات، والذي وضع قدمه على اعتاب المدرسة، بل هنالك بعض العوائل من تفتح الطريق وتمهده لاطفالها منذ الفترة التي يبدأ الطفل بالتكلم والنطق وهي بين الثانية والثالثة من العمر، فيبدأون مذاك بتحفيظه الآيات القرآنية والسور القصار ليخلقوا لديه الارضية الخصبة والصالحة لاستقبال الغيث القرآني مع مرور الزمن.
ويا حبذا لو يكون للطفل او لنقل الفتى اليافع نسخة من القرآن الكريم خاصة به في غلاف جميل مميز، كما تكون له قاعدة خشبية او غيرها تباع في الاسواق، ليكون هو المبادر الى لقاء كلمات الوحي والسماء، وهو الذي يدعو أبيه ليرافقه في هذه الرحلة والعروج الروحاني. ان هدية نسخة من الكتاب المجيد الى الفتى اليافع بالحقيقة تعد النقطة الكبيرة في صفحته البيضاء.
وبعد هذا لن نكون منزعجين ولا مضطربين من تأثير البرامج التلفزيونية ولا مواقع (النت) او سائر الالعاب ووسائل اللهو التي تجذب اطفالنا اليوم، لأن على الاقل قد ضمنا حصانة روحية واخلاقية لهم، فليشاهدوا ويتابعوا البرامج ويقضوا بعض الاوقات من باب التنويع في اكتساب المعرفة والمعلومة، فهم يحملون بين جنباتهم روح القرآن الكريم وتعاليم السماء، فعندما يسمعون نداء الوالدين بطلبهما يتذكرون آية البر للوالدين "وبالوالدين إحسانا" او اذا تجاذبا اطراف الحديث فيما بينهم يتذكرون الآية المحذرة من الغيبة والنميمة والكبر والحسد وغيرها من الرذائل.
وعليه لا نبعد اطفالنا عن اجواء القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل، لأن في هذه الحالة سنكون مسؤولون عن وجودهم ولساعات طوال أمام الشاشة الصغيرة وحتى خارج البيت ضمن شلّة الاصدقاء التي قد تتوجه الى (صالات الالعاب) وربما الالعاب المحضورة – لاسمح الله-.
|
|