قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

برنامج سباق( إسقاط) البرلمان في قناة العربية
جعفر البياتي
من منكم تابع برنامج سباق البرلمان الذي يبث من قناة العبرية والذي تقدمه سهير القيسي ويستضيف في كل حلقة من حلقاتها اليومية عددا من المرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية المزمع اجراؤها في آذار المقبل, وهل سأل احدكم نفسه ماالذي يدعو مثل هذه القناة و التي آلت على نفسها محاربة الشعب العراقي والعملية السياسية القائمة والوضع العراقي الجديد برمّته منذ سنوات، ماالذي يدعوها الى عرض مثل هذا البرنامج حول الانتخابات العراقية واستضافة مرشحيها وخصوصا من القوائم الكبيرة والرئيسة؟ لا اعتقد بأن تحوّلا وصحوة مفاجئة قد حدثت للعربية والقائمين عليها دفعتهم الى الترويج للعملية السياسية في العراق ولمرشحي القوائم الكبيرة ورموزها.
الذي أقض مضجعي هو هذه الغفلة والسكر الذي اصاب بعض الشخصيات الوطنية المحترمة والمعروفة في الساحة السياسية العراقية الراهنة ونسيانهم لكل ما قامت وتقوم بها هذه الفضائية.. في محاربة كل ماهو قائم وجديد في العراق بعد سقوط نظام عز العرب المتمثل بصدام المقبور وحزبه اللقيط الساقط. هل لاحظتم كيف تختار سهير القيسي أو الذين يحركونها من وراء الكواليس كيف تختار ضيوفها في البرنامج وطبيعة الاسئلة والنقاشات التي تديرها وتجر مع كل الاسف المغفلين أو المستغفلين من مرشحي الانتخابات العراقية تجرهم الى ما تعاهدت الكتل المعروفة على الساحة العراقية والتي لها رصيد جماهيري عريض في الشارع العراقي تعاهدوا على عدم الخروج عن مسار التنافس الشريف وعدم تكسير العظام والتشويه والقذف وتسقيط الشخصيات فيما بينهم.
لا أدري ماالذي يحدث لهذه الشخصيات المحترمة في استوديو سهير القيسي هل يعقل بأنهم بمجرد النظر الى شفتي القيسي المنفوختين بالأبر السعودية والاماراتية ينسون انفسهم وتأخذهم الحمية والحماسة بمهاجمة بعضهم البعض وتعرية احدهما الآخر بكل ماهو حق وباطل فتصل أدارة قناة العبرية الى هدفها بتشوية هذه الوجوه وما تمثل من احزاب وكتل ورموز وطنية عراقية والذي بالتالي سيدفع الجمهور والناخب العراقي ليس فقط حذفهم من عقولهم ووجدانهم واختيارهم في التصويت المقبل بل وحتى ان ذلك كله يدفع الجماهير عن العزوف عن المشاركة والذهاب الى صناديق الاقتراع متسائلين هل سنذهب وننتخب مرة اخرى هؤلاء الذين شاهدنا جزءا يسيرا من فضائحهم التي استطاعت سهير القيسي ان تظهرها على السطح وتدفعهم الى التهجم وتعرية بعضهم البعض ولمصلحة من ؟.
الى هذه اللحظة لم افهم. ماذا كان هؤلاء المحترمون يتوقعون من العربية عندما جاؤوا الى برنامجها وكما قلت لو تابعتم بدقة طبيعة الاسئلة وطريقة الحوار والسجال الذي تجرهم اليها القيسي والتي باية حال من الاحوال لاتصب لا في مصلحة هؤلاء المرشحين ولا كتلهم واحزابهم الذي يمثلونها ولا العملية السياسية عموما فعندما تستضيف مثل هذه القناة رجلين مثل صباح الساعدي من الائتلاف الوطني العراقي وعباس البياتي من ائتلاف دولة القانون وما يمثلانه هذان السيدان المحترمان فعند ذلك لا يمكن ان يكون شعار القناة إلاّ: (أيهما أصبت فهو فتح). انا شخصيا ورغم معرفتي لهذه الشخصيات عن قرب ومعايشتي لمعظمهم ولسنوات طويلة الاّ ان صورتهم خدشت عندي الى حد ما، فما بالك بالملايين من العراقيين الذين لايعرفون عنكم شيئا ايها السادة إلاّ ما تصلهم ويشاهدونها عن طريق الاعلام والفضائيات من شاكلة العربية وغيرها.
من المؤكد ان قناة العربية انجزت الكثير والكثير مما خططت لها من خلال برنامج سباق البرلمان، سباق تسقيط المرشحين ومن يمثلونهم منذ الآن، ومن ثم تسقيط الانتخابات والعملية السياسية القائمة والمستمرة في العراق ولا سيما أن المرجعية الدينية وعلى رأسها سماحة السيد السيستاني كان تأكيدها الوحيد ومازالت هو الدعوة الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات والتي هي الجواب والرد الكافي والشافي لكل المؤامرات التي تحاك هنا وهناك ضد العراق وما جرى ويجري فيه من التغييرات نحو الديمقراطية والقانون والمؤسسات والدستور وغلق السبل أمام احلام اولئك الذين ما يزالون يحوكون المؤامرات من الداخل والخارج لإ عادة العراق الى العهود المظلمة وانتزاع المنجزات التي تحققت.