العراق في المقدمة !؟
|
محمد حسن الوائلي
العراق في المقدمة ... ولكن اي مقدمة ؟
منظمة الشفافية الدولية المتخصصة بدراسة وتوثيق قضايا الفساد الاداري والمالي في مختلف انحاء العالم، والتي تصدر باستمرار احصائيات بهذا الشأن، اصدرت مؤخرا تقريرا احصائيا جاء العراق فيه الى جانب ثلاث دول احتلت المراتب الاربع المتقدمة الاولى في نسبة الفساد وهذه الدول هي الصومال وافغانستان وميانمار .
وهذه ليست المرة الاولى التي يحتل فيها العراق مراتب متقدمة في الجوانب والمجالات السلبية من قبيل الفساد الاداري والمالي والامية والمرض وانعدام الخدمات وعناصر فشل واخفاق اخرى.
فقبل عدة اسابيع حطم العراق الرقم القياسي العالمي في تأخر تشكيل الحكومة، بعد ان كسر السياسيون الرقم القياسي السابق المسجل قبل 33 عاما في هولندا وهو 208 يوما، اي حوالي سبعة اشهر.
وقبل عدة اسابيع ايضا ظهرت تقارير تؤكد ان ربع سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر، اي ما يقارب او يتجاوز سبعة ملايين شخص.
وقبل عدة اسابيع ظهرت تقارير اخر تؤكد ان بضعة ملايين طفل عراقي لم يلتحقوا بالمدارس او انهم تركوها لاسباب معيشية او لاهمال الاهل.
وتؤكد التقارير والوقائع والشواهد ان اكثر من ثمانين مليار دينار صرفت كرواتب وامتيازات ومخصصات خمسة اشهر على 325 شخص هم اعضاء مجلس النواب الجديد من دون ان يؤدوا اي عمل لخدمة البلاد والعباد. وهذا ما لم يحصل في عموم الدول والمجتمعات المتحضرة والتي تحترم نفسها وتحترم ابناءها.
اذا كان نظام المقبور صدام يتحمل جزءا كبيرا من ذلك، فإن السلطات والحكومات التي جاءت من بعده تتحمل هي الاخرى مسؤولية غير قليلة حيال ذلك.
|
|