ثمن الحرية
|
جابر محمد
دفعت الشعوب الحرة في العالم الآلاف بل الملايين من الأرواح ثمناً لحريتها.. و اليوم تدفع الشعوب العربية المنتفضة الدم مقابل رفع الظلم والاستبداد عن أوطانها. وما يجري في البحرين واليمن و ليبيا اليوم من نزيف حتماً لن يضيع هباء منثورا، بل سيسطر بحروف من ذهب مستقبلا باهرا لوطن وأجيال جديدة حرة ومؤمنة بأن زمن الظلم قد ولّى.
تبدأ أي ثورة حقيقية للوهلة الأولى التي تقوم فيها السلطات بهدر دماء المطالبين بحقوقهم وترسم فيها نهاية النظام، أي نظام كان حتى لو كانت قبضته حديدية، واليوم ثورات العالم العربي تتشابه في كل شيء من الخطابات إلى الاتهام بالمؤامرة، وإلى قصة الطائفية والحرب الأهلية التي يتوعّد بها القائد الهمام شعبه في حال تم إسقاطه، لا يدرك هؤلاء القادة مدى الظلم والقهر والقمع التي تقوم به أجهزتهم المخابراتية بحق الشعوب، فهل يتوقع هؤلاء أن هذه الشعوب ستظل صامتة خانعة إلى الأبد؟!
إن النار تأتي من مستصغر الشرر، للأسف الشديد ليس هناك حاكم يأتي على نفسه ويحقن الدماء ويجنّب وطنه الدمار، الوطن الذي ربطه بسلاسل بمصيره ومصير زمرته، كم هو مضحك أن يتذكر هذا القائد أو ذاك الطائفة أو القبيلة بعد شعوره بالخطر في الوقت الذي مارس فيه الظلم على فئته كبقية الفئات الأخرى، وبالتالي يريد أن يغرقها معه.. إلى اللقاء.
|
|