إزدواجيات
|
د. حسن عبدالله عباس/ الكويت
الازدواجية بمعنى النفاق، وهو أن تدافع عن الشيء وتستنكره في الوقت الواحد، فمثلاً القرضاوي مفتي الشعوب المظلومة المكدوحة الممسوحة يفتي بجواز ثوراتها جميعاً، ثم فجأة عند اشارة البحرين يتوقف !
الازدواجية بمعنى الاحساس بالنقص. فمثلاً دول الخليج جميعها ساعدتنا أيام الغزو الصدامي. هناك من انقذنا وساعدنا وفتح حدوده لنا، لكن بمجرد أن تصل عند الإيرانيين، يتحوّل الحديث عن أهداف ميسي، الإيرانيون أيضاً فتحوا حدودهم لنا لكن مع الفارق، فتحوها مع أننا قبل عامين من جوازنا لحدودهم البرية كنا نهدي العراقيين صواريخ ذكية لأناس أغبياء ليُفجروا بها مدنهم !.
الازدواجية بمعنى أن يكون لك وجهان... وجه تريد به أن تستجوب ناصر المحمد(رئيس وزراء الكويت) لأن حكومته ضربت الناس بالمطاعات، وآخر تريد به أن تستجوبه لأنه رفض أن يضرب الناس بالمدافع والطائرات. فإما لا يجوز العنف، وإما تقبل به على أهل البحرين وتجلس أمام ديوانيتك وتفتح قفاك وتُبيّض خدك وتقول للأمن لو سمحتم بالدور!.
الازدواجية أن تقول ما لا تفعل، او تفعل ما لا تُقر. فإما أن تقبل بالحكم الديموقراطي لجميع الناس وحقهم بالحرية وتقرير المصير ودستور عادل، وإما أن تقبل على نفسك ما يجري على غيرك وتخرُس عند إيقاف العمل بالدستور.
الازدواجية بمعنى ولاءان... فمثلاً النائب (في البرلمان الكويتي) وليد الطبطبائي من أكثر الناس تشكيكاً بولاء الشيعة لدولهم خصوصاً البحارنة، ولكنه بلا حياء ولا خجل ومن دون احترام للدستور و"لأبو الدستور" الشيخ المرحوم عبدالله السالم ولا للأرض ولا لشعبنا الكريم وتاريخه الطويل، يقف أمام مجلس الوزراء الكويتي ويجاهر بأن على الكويت ان تندمج تحت راية دولة أخرى!. وفي البحرين يتهمون المعارضة بأن لها تاريخاً بالتعاون مع الإيرانيين، ولكن لا احد يسأل لماذا الإيرانيون تحديداً؟ السبب لأن التاريخ يقول بأنها كانت ذات علاقة بالشأن البحريني، ففي عام 1860 وعندما احس الشيخ محمد آل خليفة رئيس البحرين آنذاك بالنوايا التوسعية للبريطانيين، أرسل لشاه إيران ناصر الدين غاجار يستصرخه وأنه هو وكل افراد آل خليفة يعتبرون انفسهم اخوة لحكام ايران، وفي رسالة اخرى بعثها لوزير الخارجية الإيرانية طلب فيها المساعدة والإدارة المباشرة للشؤون البحرينية وللتصدي للبريطانيين!
الازدواجية بمعنى أن تكون مؤرخاً وتعاني من فقدان الذاكرة... فمثلاً في البحرين يتهمون الشعب بأنه يحب الإيرانيين ويُكنون العداء "لغيرهم" بسبب البُعد التاريخي. والصحيح أن التاريخ لا يقول ذلك أبداً، بل العكس تماماً. فالشيخ محمد آل خليفة حينما استعان بناصر الدين غاجار، استعان به على التوسع البريطاني وحلفائه!.
الازدواجية أن تكون بلباس المتدينين... فمثلاً في البحرين يقول أحدهم "ارسل يا ناصر المحمد الجيوش ليقفوا صفاً مع اخوانهم الخليجيين" ويستنكر اللجنة الطبية (الكويتية). اللجنة الطبية كانت ذاهبة لتقف لجانب من، قوم (...)؟
الازدواجية بمعنى الاصطفاف الطائفي... فمثلاً في البحرين يتهمون الشيعة أنهم طائفيون ويصطفون وراء بعض، طيّب والاصطفاف الإقليمي حول الحكومة البحرينية نسميه ماذا، اصطفاف رياضي!
|
|