قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
اكثر من مليون و500 الف عراقي يعانون من آثارها وتحتاج 19 الف خبير لأزالتها
العراق يحوي ربع الألغام المزروعة في العالم و 25 بالمائة من الضحايا أطفال
الهدى/ رجاء عبد الرحمن:
أطلقت وزارة البيئة البرنامج الوطني الشامل للتوعية بمخاطر الالغام، بالتعاون مع عدد من الوزارات كالصحة والعمل والشؤون الاجتماعية والدفاع والتربية و مجالس المحافظات، من اجل وضع احصاءات رسمية لاعداد الضحايا والمصابين، ووضع الخطط لتقديم المساعدات اللازمة لهم. من جهتها اقامت دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية المهرجان الرياضي والبطولة الاولى للناشئين لمناسبة يوم المعاق العراقي، بحسب بيان للوزراة. وذكر مصدر مسؤول في الدائرة في بيان تلقت (الهدى) نسخة منه أن المهرجان الذي نظم بالتعاون مع اللجنة البارالمبية الوطنية شارك فيه "تلاميذ معاهد العوق التابعة للدائرة بمشاركة 17 معهدا من معاهد المعاقين من المكفوفين والصم والبكم وذوي الاعاقات الحركية والاعاقة العقلية". من جانبه قال النائب عن محافظة البصرة منصور التميمي ان مجلس النواب يتجاهل موضوع انتشار الالغام في محافظات العراق الحدودية، مشيرا في تصريح لصحفي الى وجود ماوصفها بـ"مؤامرة"، حسب قوله،لافشال مشروع يقضي بتشكيل لجنة تأخذ على عاتقها اعداد دراسة وتقارير عن انتشار الالغام في العراق. وفي كربلاء المقدسة اعلنت رئيسة لجنة البيئة في مجلس المحافظة عن وجود الغام ومواد غير منفلقة من مخلفات الحروب وقوات التحالف في المحافظة. وقالت سهيلة شنو الزبيدي لـ (الهدى) إن هناك ثلاث مناطق في المحافظة مزروعة بهذه المواد الخطرة، و جراء تحويلها من قبل القوات التحالف إلى معسكرات، مشيرة إلى أن هناك عمليات جارية من قبل مديريات الدفاع المدني والهندسة العسكرية وشؤون الالغام وبيئة كربلاء لتطهير هذه المناطق، وهي الرزازة وام غراغر ومنشأة فتح، مشيرة إلى أن هذه المناطق تم عزلها وإحاطتها بسياج خوفا من دخول الأبرياء اليها وتعرضهم إلى القتل أو الاعاقة، وان اللجنة تراقب المشاريع التي ستقوم بها المؤسسات الحكومية في تلك الاماكن لغرض القيام بواجبها وابلاغ الجهات المختصة عن خلو مناطق المشاريع من المتفجرات.
من جانبها ذكرت بعثة الأمم المتحدة إلى العراق (يونامي)، أن نحو مليون و600 الف عراقي يعانون من آثار الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات، فيما اشار وكيل وزارة البيئة أن العراقي يحوي ربع الألغام المزروعة في العالم، حسب بيان لبعثة المنظمة الدولية. ونقل بيان الذي تلقت (الهدى) نسخة منه عن كرستين مكناب نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق قولها إن "المناطق الملوثة بالألغام في العراق تغطي مساحة 1730 كم مربع، تسبب الضرر لحوالي 1,6 مليون عراقي يعيشون في حوالي 1600 مجتمع محلي في العراق"، فيما ذكر وكيل وزارة البيئة الدكتور كمال لطيف، وفقا للبيان، أن العراق "يحوي ربع الألغام المزروعة في العالم".و يعد "أحد أكثر بلدان العالم تلوثاً بالألغام، حيث لا يزال يوجد فيه حوالي 20 مليون لغماً مزروعاً حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق".وبحسب البيان فإن الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات "لها أثر مدمر على أطفال العراق، حيث أن ما يقارب من 25 بالمائة من كافة الضحايا هم من الأطفال تحت سن 14 سنة". وفي السياق ذاته كشف ممثل الأمم المتحدة في العراق (يونامي) دانييل اوكستبغير، عن وجود اكثر من تسعة الاف شخص معاق في العراق جراء حوادث انفجار القنابل العنقودية، مبينا وجود اكثر من 400 منطقة خطرة في 13 محافظة عراقية. وقال بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الالغام إن هناك اكثر من 2000 طفل اصيبوا او قتلوا جراء حوادث القنابل غير المنفجرة. من جانبه ذكر وكيل وزارة البيئة كمال لطيف أن تلوث الالغام الموجود في العراق سببه الحروب التي خاضها العراق، وفي ذات السياق أكد ممثل منظمة اليونيسيف في العراق أسكندر خان ا ان "للألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات أثراً مدمراً على أطفال العراق بصورة خاصة".
وكانت دول عديدة احيت مؤخرا عبر مكاتب الامم المتحدة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الالغام والقنابل غير المنفلقة التي تعد تهديدا خطيرا على سلامة السكان المدنيين. وبالمناسبة حذر وزير البيئة سركون لازار من ان العراق يطفو على بحر من الالغام والمقذوفات غير المنفلقة، داعيا الى تظافر جهود كل الجهات المعنية للتخلص من اثارها. وقال في احتفالية نظمتها الوزارة ان جنوب ووسط العراق الاكثر تاثرا بهذه الالغام، مشيرا الى ان هناك اخطار نفسية واقتصادية اضافة الى الاخطار الجسديه التي تسببها هذه المقذوفات غير المسيطر عليها. فيما اكد وكيل الوزارة كمال لطيف ان العراق يحتاج الى جيش تعداده 19 الف خبير من خبراء ازالة الالغام للايفاء بالتزاماته الدولية وفق اتفاقية اوتاوا في تنظيف العراق من الالغام بحلول عام 2018 أو بعد ذلك بعام أو عامين.واقر بان البرنامج الحكومي لن يكون قادرا وحده على توفير هذا الجيش من مزيلي الالغام منوها بدور شركات القطاع الخاص وكوادرها من العسكريين السابقين فضلا عن منظمات المجتمع المدني.