قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

يتعلّمون اختيار شريك الحياة من القرود
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة إعداد / زهراء محمد علي
عرفنا إن الانسان استفاد كثيراً من الحيوانات لاسيما الطيور في التوصل لابتكارات ومكتشفات علمية عظيمة ساعدته لتغيير مجرى حياته بالكامل، و وضعته أمام عالم جديد، مثل الطائرة التي جاءت نسخة مطورة من تحليق الطيور في الأجواء الرحبة، وكذلك جهاز الارسال (اللاسلكي) الذي اقتبس فكرته من الصفة النادرة التي يمتلكها طائر الخفاش، وغير ذلك... لكن الانسان والحال كذلك، يقف على مسافة واضحة مع الحيوان، فالاول عاقل وناطق ومفكّر و ذو مشاعر وأحاسيس يفتقدها الحيوان بلا شك. لكن يبدو ان إنسان اليوم في بعض بلاد الارض لم يعد يبحث عما يفيده من الحيوان في مسيرته العلمية، إلا القليل طبعاً، بل بدأ يبحث ويحقق في المشتركات التي تجمعه مع هذا المخلوق، وفي مقدمتها الغريزة الجنسية، ويحاول اليوم ان يستفيد من تجارب الحيوان في هذا المجال علّه يستفيد في حياته الأسرية المنكوبة.
تناقلت الانباء خبراً مفاده أن (باحثاً) هولندياً نظم ندوة يشارك فيها الراغبين في تعلّم طرق العثور على شريك الحياة، وهو يقصد بذلك ظاهراً (الزواج)، ولكن المكان ليس مركز ثقافي أو نادي أو صالة أو غير ذلك، إنما المكان هو حديقة الحيوان الكائن في مدينة (أبنهويل)، وجاء في الخبر إن الندوة ستوجه أنظار المشاركين الى مناظر طبيعية لوسائل البحث عن الشريك في عالم الحيوان وبصفة خاصة بين القردة بأنواعها المختلفة!
يقول الباحث الهولندي (باتريك فان فيين) مدير الندوة: أن السلوك الإنساني للبحث عن شريك الحياة لا يختلف كثيراً عن القرود مثل الشمبانزي والغوريلا.
وجاء أيضاً أن هذا (الباحث) الهولندي أقام العشرات من الندوات العلمية والحلقات الدراسية لمديري الشركات لتعلم أسلوب القيادة في عالم القرود وكيفية الحفاظ على المناخ الطيب داخل المكاتب والشركات والمصانع وحظيت هذه الندوات بإقبال كبير من الخارج وخاصة من ألمانيا!
وتحمل الحلقات الدراسية عنوان (المديرون يكتشفون القرود في أنفسهم)، وجمع الباحث فيها خبراته من مشاهدة سلوك القرود على انفراد أو في داخل الجماعات، ويؤكد الباحث أن الطريقة البشرية للبحث عن شريك حياة وجذب الجنس الآخر تعتمد على انتقاء الكلمات ولكنها تتجاهل استخدام الغريزة التي تشبع احتياجاته.
ويشير الباحث الى وسائل الرجال في إغراء شريك الحياة من خلال التعبير عن الشخصية واختيار العطر المناسب وهو الوصفة السحرية التي تضمن النجاح، حيث تستطيع المرأة بغريزتها معرفة مدى توافق جهاز المناعة للرجل مع جهازها من خلال اشتمام الرائحة الطبيعية للرجل وهنا قد تسقط المرأة في كمين الرجل الذي يختار العطر ومزيل العرق المناسبين.
وجاء في الخبر نقلاً عن احدى المشاركات أنها ستحرص على حضور هذه الدورة للتعلم من سلوك الشمبانزي كيفية التغلب على حالات الفشل في العلاقات الزوجية وأهمية رائحة الجسد الداخلية ومقارنتها بالرائحة الخارجية بعد استخدام العطور والمعايير غير الظاهرة التي تؤثر على الرجل والمرأة عند اختيار شريك الحياة.
وبعد كل ذلك لا نجد حاجة للتعليق، لكن لنا القول بان الانسان في المجتمعات الاسلامية يجب عليه ألف مرة أن يشكر الله تعالى على نعمة الاسلام وما يحمله من تعاليم وقيم ومبادئ انسانية نبيلة، وفيها مناهج عمل متكاملة منها منهج الحياة الزوجية، ويكون فيها الانسان كريماً فاضلاً، لا يخطو مقدار أنملة عن شخصيته كانسان سواء باتجاه حيوان او جماد او نبات او أي شيء آخر. لنقرأ هذه الآية المباركة التي تصور لنا بكل وضوح مسيرة الانسان في علاقته الزوجية: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" (الأعراف /189)، ثم نسأل: هل من مقارنة بين السكون والاستقرار الذي يهبه الله للانسان بالزواج، وبين دوافع العلاقات الجنسية السائدة لدى الحيوان؟! وصدق القرآن الكريم حيث قال: "قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ" (عبس /17).