بمناسبة يومه العالمي: "غسل اليدين" يوفر مليار دينار لميزانية العراق
أمر جميل وسليم ولكن: ماذا عن غسل الايادي من الفساد السياسي والمالي ؟!
|
احيت منظمة رعاية الطفولة" اليونيسيف" التابعة للامم المتحدة، مطلع الاسبوع الجاري، احتفالات وفعاليات في مختلف انحاء العالم، لاسيما في صفوف الاطفال، ب" اليوم العالمي لغسل اليدين" بهدف الوقاية من الإمراض. وغسل 200 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم -بينهم تلاميذ وآباء ومعلمون ومشاهير ومسؤولون حكوميون- أياديهم باستخدام الصابون. وأكدت الأمم المتحدة على أهمية غسل اليدين وإسهامه في إنقاذ الملايين من البشر حول العالم. ويركز هذا اليوم العالمي على أهمية غسل الأيدي بالماء والصابون بوصفه واحدا من التدخلات الصحية الأكثر فاعلية وقليلة التكاليف. وفي العراق جرت احتفاليات بالمناسبة في عدد من محافظات البلاد، نظمتها دوائر الصحة، ومنظمات مجتمع مدني. وفي كربلاء المقدسة، وخلال احتفالية أقامتها جامعة كربلاء، بالتعاون مع دائرة صحة المحافظة، أعلن وزير الصحة الدكتور صالح الحسناوي، إن عملية غسل اليدين إذا ما تم تطبيقها توفر للبلد نحو مليار دينار من الميزانية لأنها تعد وقاية من الكثير من الأمراض، وأشار الوزير إلى اننا نحتاج الى ثقافة لهذه الطريقة التي تعد من ابسط أنواع الثقافة في التطبيق وان بدت عملية بسيطة، إلا إنها وقائية وفي غاية الأهمية. من جهته قال مدير عام صحة كربلاء الدكتور علاء حمودي بدير، قال ان عدد الوفيات في العالم بلغ بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل نتيجة لأمراض الإسهال والالتهاب الرئوي، مضيفا أنه تبين أن عملية غسل اليدين تخفض حالات الوفيات بالنسبة للإسهال إلى خمسين بالمئة، والالتهاب الرئوي إلى خمسة عشر بالمئة وهي بذلك تنقذ الكثير من الأرواح.
من الجميل والمفيد التوعية الصحية والثقافية لامور كهذه قد تعد في نظر الكثيرين "كمالية" وربما "تافهة" !، بالمقارنة مع حجم ونوعية المشاكل التي نعاني منها، لاسيما في العراق، ولكن تبقى ثقافة النظافة دليل على الوعي الحضاري، والشخصي، وله كما اشار الوزير ومدير صحة كربلاء المقدسة، فوائد وقائية صحية كبيرة، فضلا عن المالية. ومع ذلك أيضا يُثار سؤال مهم، وهو ترى كم هي الفائدة، وكم من ملايين الدولارات (وليس الدنانير)، من اموال وحقوق الشعب ستتوفر لخزينة الدولة، لو أن الدعوة لـ"غسل اليدين" يوجه ليس الى الاطفال وابناء الشعب عامة، فحسب، وانما بالدرجة الاساس الى الكثير من الساسة والوزراء والوكلاء والمدراء والنواب، والاحزاب والتكتلات، وعقود المشاريع وصفقاتها و... لغسل الايدي عن الفساد المالي والاداري، وقبل كل ذلك عن "الفساد السياسي" الذي هو من يغطي ويسند ويشيع باقي انواع الفساد !؟، وفيما لو كان الامر يتعلق بتوفير " الصابون" وباقي مساحيق الغسيل، فإن عامة الناس من المؤكد أنهم على استعداد للتبرع بحصتهم منها (مع انها لم تعد من مفرادات الحصة التموينية) وتوفير كمية هائلة منها للفاسدين سياسيا واداريا، وقبل ذلك ذمة وضميرا، ولكن ياترى أيضا هل يفيد "غسل اليدين" فاسد الضمير والذمة، ام انه في الحقيقة بحاجة الى خلطة صابون من " اخلاق" ومسحوق من "خشية الله تعالى"، وبخاخ قوي من " وعي وصوت عال ومراقبة وارادة" شعبية (قبل أن تكون قانونية مسوفة)تفضح وتمنع وترفض وتتظاهر ولاتهادن، وتطالب بالحقوق والعدالة في وجه الفساد الأسود والمفضوح مهما تم ستره وتغطيته بأقنعة بيضاء او ملونة من الاعذار والصمت والتبريرات..
|
|