بشر و.. كراسي
|
سميح القلاف
تغيرت الكراسي بزمننا هذا وتطورت بسرعة، فاليوم نشوف بالأسواق أشكال وألوان وأحجام منها، بعضها عادي وبعضها له مميزات خاصة لراحة مستخدمها، ومنها كراسي تصعد وتنزل وتلف شمال ويمين، و"تنسدح" بضغطة زر، ومزودة بأجهزة مساج لكامل الجسم او "نصّه" ولها (جروخ) تساعدها على الحركة السلسة .
سبحانك يا رب .. ظلت الناس "ادّور" الكراسي السنعه، بطق عصي، فبعضهم يريد راحته بأي طريقة، وما يهمه اشكثر يدفع للحصول على كرسي له مواصفات "اسبيشل"، ليبين للناس أنه "بهالكرسي" يقدر يتحكم ويتحرك على كيفه. وغيره يريد الكرسي للإضافات الجديدة التي فيه، مثل ( الجروخ) اللّي تخليه يكعد "متسمت" والناس ادفعه وين ما يريد، ولأن الكرسي يتحرك، الناس تفتح له الطريق، ويكدر يلف ويدور على كيفه وراحته، وناس ادّور الكرسي اللي يصعد وينزل عن طريق الدفع الهيدروليكي او اللولبي، ما يهمه نوع الصعود ما دام الكرسي له ظهر متحرك مرن يسهل التحكم فيه حسب "الريلاكس" المطلوب. ودائما صاحب هالكرسي يحب يرفعه لفوق، ما يريده ينزل، على باله يظل دوم" فوق".. وللأسف بعض الناس اللي تركض على الكراسي اللي فيها هالمميزات كثيرين وينقسمون لقسمين.. أولهم "الغشيم" الذي يثق ويبالغ بقوة كرسيه ويسيء استخدام مميزاته، فيخونه الكرسي بيوم من الأيام، وبسرعة يطيح على وجهه أو "يتكرفس" على ظهره، لأن كل شي له عمر ومدّه استهلاك، فما يتحمل الوزن "الزايد" أو كثرة التسند!؟ .
أما النوع الثاني فهو المستخدم الحريص اللي يحاول ما يستعمل كرسيه إلاّ حسب نوع العمل، فيتحرك فيه بحرص، ويخلي وزنه على الأربع جروخ، وبين فترة والثانية "يجيك" البراغي، ويزيت المفاصل، لأنه يدري أن الكرسي ما راح يعمّر، فلازم يظل متمسك فيه لأطول فترة ممكنة، مع انه يعرف ان "هالكرسي" خدمه و اعطاه أكثر مما يريد، بالخير والشر، بالظلم والمصلحة، فتشوفه يداريه ويتحسف عليه إذا خرب، أو تبدّل، لأن الكرسي عزيز عليه.. واكو ناس قلّة، ما يحبون ولا "يواطنون" الكراسي، ومع ذلك الكرسي يجيهم هدية، ويأخذونه وهم كارهون، لأنهم يدرون أن الكرسي مهما كان وثير وشكله حلو، قد يكون "اخرطي " الصنع، يجلسون عليه بخوف ويميلون مع ميلانه وهم خايفين وعارفين أن الكرسي مهما كان نوعه له قيمة لازم تندفع، ومتأكدين أن الكرسي بالأخير هو اللي راح يبقى يدور، والدليل، إذا صدر منه صوت الصفير فهذه إشارة للنهاية لان هالصفير يعني تبديل الكرسي واللي يجلس عليه لإن الإنسان بشر مو جماد، والبشر يتغيرون، فمنهم من يمشي تارك ذكرى حلوة، تخلي العالم يتذكره بالخير، ومنهم من تنحذف وراه سبع "حجارات"، ويحمد ربّه انه بزمنّه ما نزل بالسوق كرسي مكتب مزود بزر"الأجكت"، او المقاعد المقذوفة" Ejection Seat "، التي في الطائرات الحربية، إلاّ بالرسوم المتحركة، ويمكن نشوفه بالمستقبل، وذيج الساعة الله يساعد أطباء المستشفيات من كثرة كسور الجماجم اللي للأسف فيها أمخاخ ..تجهل ان الكرسي "مو تشريف" بل "تكليف"..
تفحّصوا كراسيكم..!
|
|