قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
تحقيق.. افتتاح المتحف الحسيني في ذكرى مولد الامام الحسين (عليه السلام)..
الابداع الفني يبلور التراث الحسيني
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة عادل كزار / كربلاء المقدسة
ضمن مسيرتها نحو التوسعة العمرانية والتطور في المجالات الثقافية والتربوية، من المنتظر أن تفتتح الروضة الحسينية المقدسة متحفها الأول داخل الحرم الشريف ليتسنّى للزائرين الكرام الاطلاع على مجموعة من النفائس والآثار المتعلقة بتراث الإمام الحسين (عليه السلام)، وحسب القائمين على المتحف فانه من المتوقع أن يكون الثالث من شهر شعبان المعظم موعداً لافتتاح المتحف الحسيني تيمّناً بذكرى مولد سبط النبي الأكرم وصاحب هذه التربة الطاهرة في كربلاء المقدسة.
ولمزيد من تسليط الضوء أجرينا جولة سريعة على هذا المتحف والتقينا بالنحّات والمشرف على عمل المتحف الحسيني السيد علاء أحمد ضياء الدين والذي عمل مديراً للقسم الفني في مجلس النواب العراقي، والذي وصف هذا العمل بانه (الحلم الذي يراود كل انسان وهي باكورة الأعمال بالنسبة له وأعزها على قلبه).
* الفن لخدمة القضية الحسينية
يقع المتحف الحسيني داخل الحرم الحسيني الشريف عند مدخل باب القبلة و تُقدر مساحته بـ(38م x 15م) وعند دخولك للمتحف يواجهك جزء من سور هو عبارة عن قطعة أثرية تمثل مدخلاً وهي من آثار الروضة الحسينية، وقد رفع هذا السور عن حرم الإمام (عليه السلام) في سبعينيات القرن الماضي. كما ويتألف المتحف من طابقين وقد استخدم المصعد الكهربائي لتسهيل حركة الوافدين للمتحف.
وأوضح السيد ضياء الدين في حديثه لـ (الهدى): ان المتحف يضم صوراً تاريخية تبيّن مدينة كربلاء المقدسة سابقاً وكانت عبارة عن صحراء قاحلة، وبين كربلاء اليوم.
ويلاحظ الزائر لدى دخوله المتحف البوابة الرئيسة بارتفاع (3م x 1.77م) وهي فضية وقديمة ولا تقدر بثمن ويعود تاريخ صناعتها الى أكثر من ثمانين سنة، وكانت هذه البوابة منصوبة في باب قبلة الامام الحسين، وهي البوابة الرئيسة للحرم، قبل رفعها في سبعينيات القرن الماضي واستبدالها بالبوابة الخشبية الحالية.
وعند الدخول للمتحف يمكن متشاهد عمود طوله (4.80م وارتفاعه 9م هو هناك قطعة كرستالية مكتوب عليها الاسم المبارك لخامس اصحاب الكساء الإمام الحسين بن علي (ع) وسنضع المصحف الشريف هناك.
المعرض سيكون كإطار اللوحة الشمسية والتلاقي في الإضاءة يكون بين الجدران والسقف وهي شبيه بالأفق، والألون المستخدمة تبدأ من المدخل باللون الأزرق الغامق وينتهي باللون الفاتح بينما الجدار يبدأ من اللون الفاتح وينهيها بالغامق أي تكون العملية عكسية.
وعملية الاضاءة للمتحف صُممت بشكل يجذب انتباه الزائر الكريم حتى ليخيّل اليه بانه داخل مسرح، بينما الانارة المنبعثة من السقف هي انارة خدمية، وربما استخدمت هذه التقنية لإخراج الزائر من الاجواء المحيطة به ونقله الى عالم فنّي رائع يخدم القضية الحسينية.
وأضاف السيد ضياء الدين في حديثه: سيتم عرض نماذج من المقتنيات والنفائس الحسينية في هذا المتحف وسيكون الخط الأول عبارة عن خمسة لوحات بينما الخط الثاني سيكون ستة لوحات للعرض، وهناك تفاوت في احجام هذه اللوحات وقد تم استخدام الاسلوب الهندسي المميز في المتحف بشكل يميزه عن اللوحات والنقوش والزخارف الموجودة في الروضة الحسينية، وان عرض اللوحات سيكون بشكل متموج وملفت للانتباه، وعند مشاهدة لوحة سينشدّ الزائر الى اللوحة الثانية والثالثة وهكذا حتى النهاية.
من جانب آخر أوضح السيد ضياء الدين: ان المتحف محاط بعشرة شبابيك قديمة، وقد تم الاستفادة منها لعرض اللوحات والنفائس الثمينة.
*البوابة الفضية
ومن فرائد المتحف الحسيني أجزاء من الضريح الحسيني الشريف والذي يعود عمره الى 85 سنة خلت، وهو الضريح القديم الذي تنحّى جانباً ليحظى الضريح الجديد لضم المرقد الطاهر لسيد شباب أهل الجنة، وسيتم عرض جزء واحد وضلعين، عرض الشباك المعروض 5م وارتفاعه 1.94م وداخل الشباك سيتم وضع ستائر هي من نفائس الروضة الحسينية ومطرزة بالذهب والاحجار الكريمة. وعن المتحف أيضاً أضاف السيد ضياء الدين: إن هناك إطلالة للزائر على الروضة الحسينية المقدسة من خلال نافذتين كي نبقي زائر المتحف في الأجواء الروحانية للحرم الشريف ويكون بين زائري الامام الحسين (عليه السلام).
وحول المدة التي استغرقت لانهاء الأعمال في المتحف قال السيد ضياء الدين: بعد سبعة أشهر من الاعمال المتواصلة في هذا المشروع تم الانتهاء من إعداد هذا المتحف، وكانت البداية من بعض المقتنيات، ثم جاءت مرحلة الصيانة بالنسبة للنفائس والمقتنيات وتم الاستعانة بخبراء من المتحف العراقي وكانت الاستعانة هي بترميم وتنظيف وإدامة المقتنيات لفترات زمنية طويلة لتبقى محافظة على نظارتها وجودتها.
*منبر حسيني من التاريخ
من جملة معروضات المتحف الحسيني ؛ منبر قديم يُعد من ذخائر الروضة الحسينية ويعود تاريخه الى عام 1275 للهجرة وقد أوقف للحرم الشريف من قبل أحد ملوك إيران وهو مصنوع من الخشب والعاج والصدف، ويحظى بمكانة مهمة في المتحف الحسيني، وقد لحقت أضرار كبيرة بهذا المنبر الذي شهد المجالس الحسينية الصادحة والجماهيرية في السنوات الخوالي، في مناسبات عديدة، لذا فهو يُعد بحق تحفة ثمينة و وثيقة دالّة على مكانة الاعلام في الثقافة الحسينية، وحسب السيد ضياء الدين؛ فان عملية صيانته استغرقت اربعة اشهر كاملة.
*السمكة المتحجّرة
ولا نكتفي بعرض هذه الاشياء فقط وانما للسمكة المتحجرة مكانة مهمة وقيمتها في أنها تعود الى زمن (الطوفان) الذي شهده العالم في عهد نبي الله نوح (ع) وهي من حجر (الأباستر) وتم اعادتها للحرم الحسيني من قبل قاضي القضاة الشرعي في بيروت محمد كنعان.
واشار المشرف على المتحف ان كل المعروضات سيتم استبدالها بشكل مستمر كي يتم عرض اكبر عدد ممكن من المقتنيات الحسينية الثمينة الموجودة في المتحف.