قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الحاج "ابو عبدالله" وداعاً..
علي الجعفري
دمعي يجري لفقدي اخا ،صديقا، حبيبا، معلما ،مؤمنا، سخيا كريما جوادا، أنه الحاج فائق الكاظمي (ابو عبدالله).. عرفته منذ 35 عاما او ما يقارب، منذ كنت صغيرا، ولم اعرف منه وعنه الا كل خير، ولقد سمعت صوته الطيب قبل وفاته بأيام، وقد كان شجاعا لا يهاب الموت، بل سعيدا لانه سيلاقي المصطفى وآله صلى الله عليه وآله، مطمئنا صادقا, اللهم اشهدد وكفى بك شهيدا، اني لم اعرف عنه الا كل خير ولم اعهده الا مؤمنا مطيعا لله ولرسوله وآل رسوله عليهم السلام، خلوقا زاهدا، قربني لله ولرسوله بدروسه الاخلاقية والدينية .. فرحمة الله عليه.
لقد كان هذا المجاهد المؤمن والطيب مثالا للخلق العظيم وللايمان العميق ،ولقد وفقني الله سبحانه ان اتكلم معه قبل وفاته واسمع صوته الشجاع المؤمن وهو يكلمني بكل اطمئنان ان الحياة الاخرة هي الحيوان، وان كل نفس ستفنى ويبقى وجه الله سبحانه. ولم يكن الا منتظرا لقاء الحبيب المصطفى وآله بيته الطيبين الطاهرين. وكان على مدى حياته الجندي المجهول في خدمة الاسلام والمسلمين عرفته في الكويت عندما كنت صغيرا وعرفته في السويد كبيرا واستمرت علاقتي الطيبة بمعلم علمني اصول ديني وعقائدي وعلمني كيف يكون الخلق الحميد .
لقد كان رسالياً، معطاءً سخياً، بخلقه وبنفسه وماله، فانه لم يكن يسمع بصاحب حاجة الا وكلني لقضاء حاجته، ولقد كان انسانا لا يحب الظهور ولا يحب ان تذكر عطاءاته، ولكن اليوم بعد أن فقدناه جسدا فانه لا يزال باقيا في قلوبنا في اعمالنا في عقولنا، فله اطلب وادعو الباري عز وجل ان يحشره مع النبي الاكرم واله بيته الطيبين الطاهرين والشهداء والصالحين، فنعم المؤمن الصالح كان، ونعم المؤمنون الصالحون خلف لنا، اولاده الاطياب,اعزي نفسي واهل بيته المؤمنين الصالحين، لاسيما زوجته العلوية الفاضلة وابناءه، واعزي المرجع سماحة اية الله العظمى السيد المدرسي، واية الله السيد هادي المدرسي رعاه الله ،وآل الكاظمي، بهذا الفقيد الحبيب .