المرجع المدرسي يبتدء دروس التدبر في القرآن الكريم بمكتبه في طهران
|
الهدى / طهران
وسط اجواء روحانية من ليالي شهر رمضان المبارك ابتدء سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي بمكتبه في طهران بالقاء دروس التفسير كما هي العادة في كل عام.
و حضر البحث جمع من العلماء والافاضل واساتذة الجامعات و طلاب العلوم الدينية والطلاب الجامعيين، حيث ابتدء سماحته الحديث بان لكل سورة من القران الكريم اطار يؤطرها وهذا هو معنى السور التي تحيط بالدار او المدينة، ومن هنا فان لكل سورة موضوع يختص بها تتمحور آياتها حول ذلك الموضوع، ومن هذه السور هي سورة الروم.
حيث اشار سماحته الى ان الاطار العام لهذه السورة حسبما يبدو هو بيان العلاقة بين عالم الخلق وعالم الامر، حيث ان في الخليقة خطان متباينان احدهما ثابت وهو ما يسمى في لغة اليوم بالقوانين الطبيعية و يسمى حسب لغة القران بالسنن الالهية، ولكن الخط الثاني هو الخط المسيطر على السنن وهو خط يفوق الطبيعيات ويفوق القوانين، فالنار مثلاً من طبيعتها الفيزيائية والكيميائيه ان تكون محرقة انّى كانت، ( فهذا عن عالم الخلق والسن) ولكن نفس هذه النار صارت برداً وسلاماً على ابراهيم (وهذا عالم الامر)، والعصا التي صنعت من الخشب تبقى عصا الا اذا جاء امر من الله يفوق الاوامر الطبيعية فتكون ثعباناً باذن الله تعالى.
وهكذا فاذا اراد الله شيئاً انما يقول له كن فيكون.. وامر الله كلمح بالبصر..
وسورة روم تسعى لبيان العلاقة بين عالمي الخلق والامر عبر بيان شواهد تاريخية على ذلك وحقائق علمية من خلال الابتداء بقصة حرب الروم مع الفرس حيث يقول تعالى: "ألم * غُلِبَتِ الرُّومُ * ِفي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * ِفي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ".
|
|