ما هو أمن الدولة ؟
|
مظفر عبدالله
كل القشور التي نتناولها في أحاديثنا وتحليلاتنا لتردي الأوضاع تتجة طوعا إلى جهة فقدان التخطيط ، السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والأمني، والذي من المفترض أنه على ضوءه وبموجبه تصدر الحكومة خططها التنموية الحقيقية والواقعية، لا خطط الشعارات الارتجالية التي سرعان ماتصبح ذكرى سيئة للفشل والهدر والنهب ..
ومن هذا المنطلق فإن الحديث عن أمن الدولة واستقرارها (الأمن بمفهومه العام والشامل) منقوص ما لم يعتمد مبدأ التخطيط بصفته الطريق الوحيد لإنهاء التخبط والفشل المصاحبين مع الصرف العبثي وغير المدقق في ظل اجواء الفساد المالي والاداري، على ما يسمى بمشاريع و خدمات لم تبث فاعليتها ولم يلمس المواطن منها شيئا حقيقيا مؤثرا على ارض الواقع..
وبغض النظر عن الموجبات والظروف التي تستدعي في بعض الاحيان تركيز الاهتمام على الجانب الأمني بمفهومه الضيق المعروف، الا أن أمن الدولة والمجتمع لا يأتي فقط في صرف المليارات على الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، وهي مشمولة بضعف التخطيط، ولا يمكن إلقاء عبء الأمن الحقيقي على وزارة الداخلية والدفاع فحسب ، بل هو أيضا موضوع وملف سياسي إقتصادي ، إسكاني واجتماعي ومالي وصحي وغذائي ونفسي ، وخدمي عام، لن يتقدم إلا بالتخطيط>>
فلا يمكن الركون إلى تحقيق استقرار مخادع باعتماد القبضة والسلاح، او سياسة الصرف المالي العبثي بلا طائل، و دون رقيب وحسيب، كما يجري منذ سنوات ، فإالى جانب الأمن بمفهومه البوليسي والعسكري البحت، فإن الملفات الاخرى كلها قضايا تسهم بشكل فاعل في النخر في أمن الدولة الحقيقي.
فأكبر وأخطر سلاح يحفظ الأمن الحقيقي، هو التخطيط والتنمية وغرس قيم المواطنة من خلال تطبيق العدالة والانصاف وتوفير ليس الخدمات فقط، بل كل ما من شأنه حفظ عزة وكرامة الانسان وحقوقه، فبدون ذلك لن يشعر بكيانه وحريته وكرامته وانسانيته، بل قد يتحول الى ناقم دائم على الدولة والحكومة والمسؤولين ، وبعبارة اخرى الى مشروع تفجير يخلل بصور واشكال متعددة أمن وكيان الدولة والمجتمع كلما سنحت له الفرصة والظروف.
|
|