جديد المكتبة الثقافية في كربلاء المقدسة
(موسوعة المسرح الكربلائي)
|
*رضا الخفاجي
صدر حديثا للكاتب والباحث في الشأن المسرحي العراقي الاستاذ عبد الرزاق كريم الكتاب الاول من موسوعة المسرح العراقي في كربلاء، حيث خصص الباحث هذا الجزء الى نشاطات وفعاليات (فرقة مسرح كربلاء الفني) وتضمن جميع اعمالها خلال اكثر من ثلاثين عاما مسلّطاً الضوء في الوقت نفسه على الفنانين الروّاد الذين ساهموا في النشاط المسرحي منذ خمسينات القرن الماضي والذين إنتموا الى فرقة مسرح كربلاء الفني بعد ذلك ومؤكداً على إن الفرقة بجميع كادرها كانت ومازالت تتبنى الأعمال المسرحية الجاّدة والهادفة الى رقيّ المجتمع حيث قدمت الاعمال التالية: مسرحية (العنكبوت) عام 1970م لمؤلفها الاستاذ عادل التميمي ومن اخراج الفنان الشهيد نعمة ابو سبع. و(ليالي الحصاد) لمحمود دياب ومن اخراج نعمة ابو سبع ايضاً الذي كانت له صفة الاسد في اخراج مسرحيات الفرقة.
وقد كانت الفرقة سبّاقة في تقديم فن الدمّى على خشبة المرح من خلال تقديمهم مسرحية (سبع السبمبع)، تأليف سلمان عبد واخراج علاء العبيدي.
ومن الاعمال المسرحية الهادفة التي شهدتها كربلاء المقدسة مسرحية (صوت الحرّ الرياحي) عام 1998م لمؤلفها الشاعر رضا الخفاجي ومن اخراج الفنانين: عقيل ابو غريب وعلي الانصاري، حيث تعدّ الفرقة من الناحية العملية، أول فرقة في العراق قدّمت وباسلوب معاصر المسرحية الاولى من المسرحيات المنتمية الى (المسرح الحديث) الذي كان حلماً وأصبح في الزمن الجديد حقيقة كبيرة.
لقد ثبّت الباحث عبد الرزاق عبد الكريم معاناة جميع فناني كربلاء المقدسة من اجل مسيرتهم الابداعية وبخاصة تلك المعاناة الكبيرة التي واجهتها الفرقة قبل واثناء وبعد عرض مسرحية (صوت الحرّ الرياحي) لان هذه المسرحية كانت تتقاطع فكريا مع نهج النظام الديكتاتوري المعادي لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، وبخاصة عندما حققت هذه المسرحية نجاحاً جماهيراً منقطع النظير لم تشهده حركة المسرح الكربلائي من قبل، مما اغضب أزلام النظام ومرتزقته الذين بدأوا يكتبون التقارير سيئة الصيت من اجل منع استمرار هذا الصوت الحسيني الاصيل الى الجماهير التي توافدت من داخل كربلاء ومن المحافظات المجاورة ومن مختلف الشرائح الاجتماعية، حيث تعّرض عدد من مسؤولي الفرقة الى الاستجواب من قبل أزلام النظام البائد.
هذه الموسوعة تُعد عملاً رائداً تفقتر اليه المكتبة الثقافية العراقية والعربية ومصدراً هاماً لجميع الباحثين في الشأن المسرحي العراقي آملين ان تصدر الاجزاء الاخرى في القريب العاجل لكي يطلّع مثقفوا المدينة المقدسة وجميع مثقفي العراق على المستوى الثقافي والحضاري الخلّاق لكربلاء الفكر والادب والفنّ الرفيع.
|
|