ثقافة طارئة وممارسات خطيرة تبحث عن معالجات قبل استفحالها
بسبب (الانتحار) .. انتحار شاب في الفكوت ومصرع صبي على يد والده!؟
|
وفي ميسان: محاولة انتحار (جماعي) لحراس أمنيين في (درع الجزيرة)
رجاء عبدالرحمن/ الهدى:
تحدوهم الأمال بالنجاح وتحقيق نتائج ايجابية تؤهلهم للانتقال الى صفوف ومراحل جديدة من حياتهم الدراسية، توجه اكثر من اربعة ملايين طالب وطالبة، في المرحلة الإبتدائية، الآربعاء،وفي جميع انحاء العراق لاداء الامتحانات النهائية للمرحلة الابتدائية للصفوف (غير المنتهية) للعام الدراسي الحالي. وقال الناطق الاعلامي بأسم الوزارة وليد حسين لـ (الهدى) أن الوزارة اوعزت الى المديريات العامة في بغداد والمحافظات باستكمال استعداداتها لإنجاح العملية الامتحانية في تهيئة وتجهيز القاعات والدفاتر والمستلزمات الداخلة بالعملية الامتحانية .و أن الوزارة اصدرت تعميما خاصا بالتعليمات الإمتحانية والاحتياطات الأمنية المشددة كتوفير الحراس الامنيين للمدارس، مؤكدا وجود التعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية لتوفير الحماية اللازمة لجميع المدارس والطلبة. وكانت وزارة التربية قد حددت في وقت سابق موعد بدء امتحانات الابتدائية (المرحلة المنتهية/ البكلوريا) في 22 من الشهر الجاري، فيما حددت موعد بدء أمتحانات المرحلة المنتهية المتوسطة في الرابع من حزيران/يونيو المقبل، و حددت موعد أمتحانات المرحلة المنتهية الاعدادية في الـ30 من حزيران/يونيو المقبل. وقال وكيل الوزارة عدنان إبراهيم بأن الاحصائية شبه النهائية للطلبة المشمولين بتأدية الامتحانات النهائية (للمرحلتين المتوسطة والاعدادية فقط) بلغت 590 ألف طالب وطالبة.
ويعد العراق من المجتمعات (الشابة) حيث يتميز بغالبية واضحة من مواطنيه الذين تنحصر اعمارهم في سن الخامسة والثلاثين فما دون، وعلى الرغم من المشاكل والتحديات التي تواجه هذه الشريحة الواسعة ، فأن جيل اليافعين والشباب يعدون أملا واعدا لبناء مستقبل البلاد علة مختلف الاصعدة، وهم يسعون لاثبات جدارتهم واظهار طاقاتهم ومواهبهم الخلاقة والاصرار على التحصيل الدراسي ونيل الشهادات الدراسات والدرجات التي تؤهلهم لدخول الاختصاصات الجامعية التي يرغبون بها ، بالنسبة لطلاب الاعدادية، او الانتقال لصفوف ومراحل دراسية جديدة بثقة اكبر ودرجات اعلى، بالنسبة لطلاب المتوسطة والابتدائية. غير أن هذه الصورة او الوصف، باتت تعكره في السنوات الاخيرة وتؤثر فيه ثقافة خطيرة، وتوجهات وممارسات طارئة وغريبة عن المجتمع العراقي، ومن ذلك تكرار حوادث "الانتحار" ، التي ترتبط بالامتحانات ،فضلا عن حوادث مؤلمة اخرى تعد اسلوبا سقيما في التربية ودفع الابناء نحو التوجه لدرائتهم، ابرزها استخدام العنف المفرط من قبل بعض اولياء امور الطلبة قد تؤدي في بعض الاحيان الى وفاة ابنائهم !؟. وفي هذا السياق قال مصدر في شرطة محافظة واسط، إن صبيا لقي حتفه نتيجة تعرضه لضرب مبرح على يد والده، بسبب امتناعه عن المذاكرة ، وأوضح المصدر لـ (الهدى) أن الصبي (ع. أ) والبالغ من العمر 13 عاما، " قتل عصر، الثلاثاء الماضي على يد والده في حي (...) شرقي الكوت"، مبينا أن الضحية "طالب في الصف الاول المتوسط، وقد توفي بعد أن انهال عليه والده ضربا باستخدامه (كيبل) كهربائي لامتناعه عن المذاكرة والتهيؤ للامتحانات النهائية".وبحسب المصدر فإن الشرطة "فتحت تحقيقا في الحادث والقت القبض على لعرضه على قاضي التحقيق ". وفي جادث آخر قال مصدر في شرطة محافظة واسط إن شابا انتحر شنقا جنوبي الكوت، الثلاثاء الماضي، بسبب عدم مشاركته في امتحان البكلوريا.وأضاف ان الشاب (م. خ ) الذي يبلغ من العمر 18 عاما " انتحر في منزله بحي (..) جنوبي الكوت ". مبينا ان "الضحية هو احد طلبة الصف السادس العلمي وانتحر بسبب عدم السماح له بالمشاركة في الامتحان الوزاري البكلوريا‘"، مشيرا الى ان "الجثة وجدت معلقة بحبل مشدود في المروحة السقفية للمنزل". يذكر ان مدناً اخرى في البلاد شهدت حالات مماثلة العام الماضي ، يوعزها الاطباء النفسيين الى الضغوط النفسية والتغيرات والتأثيرات الثقافية التي يشهدها المجتمع.
وفي الناصرية: امرأة تقتل زوجها خلال حفل زفافه عل الثانية
ثقافة العنف والموت هذه والتي تبدو بحسب الخبراء أنها في احد جوانبها الاساساية تعد افرازا لتغييرات اجتماعية وثقافية وافدة، ولما مرت به البلاد من ويلات ومأساة وأرهاب ومشاهد قتل ودماء ليس السنوات الاخيرة فحسب، بل لاكثر من ثلاثة عقود مضت، باتت تتخذ صورا ودوافعاً واسباباً متعددة، تصل احيانا الى داخل محيط الاسرة الواحدة، الامر الذي قد يجعل من سبب ما (كالغيرة الزوجية) دافعا للقتل. ففي محافظة ذي قار دفعت الغيرة المفرطة إحدى نساء ناحية سيد دخيل جنوب الناصرية ، إلى قتل زوجها بعد أن تزوج بأخرى ، حيث عمدت إلى فتح النار عليه خلال حفل زفافه الثاني . وذكر مدير ناحية سيد دخيل، فائق نعمة إن احد أبناء الناحية قتل على يد زوجته الأولى قبل أيام بعد أن علمت بزواجه من أخرى ، مؤكدا إن الشرطة تحقق في ملابسات الحادث .ونقلت شبكة اخبار الناصرية عنه قوله إن القاتلة أخذت سلاح زوجها من المنزل ، حيث لا يخلو بيت عراقي من السلاح ، وتوجهت إلى حفل الزفاف وفتحت النار على زوجها العريس لترديه قتيلا على الفور . ولم يكشف نعمة عن تفاصيل أكثر عن الحادث مكتفيا بالإشارة إلى إن القتيل يعمل كاتبا في احد معامل الطابوق في المحافظة ، وان القاتلة لا زالت خارج قبضة العدالة .
وفي ميسان: محاولة انتحار (جماعي) لـ33 حارساً أمنياً أجنبياً
وعلى صعيد ذي صلة ، كشف نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة ميسان عن إحباط عملية انتحار جماعي الخميس الماضي، لـ (35) حارساً أمنيا من دولة سريلانكا يعملون في شركة محلية مختصة ببناء مجمعات سكنية ريفية في ناحية الخير، بعدما حُجبت رواتبهم عنهم لمدة سنتين. وقال ميثم لفته الفرطوسي في تصريحات لوسائل الاعلام أن العمال الذين تم انقاذ حياتهم يعملون في شركة (درع الجزيرة) الأمنية المسؤولة عن حماية شركة طلعت حسام الدين للإسكان الريفي المتعاقدة مع وزارة الدولة لشؤون الاهوار لبناء 3000 وحدة سكنية في ناحية الخير جنوب مدينة العمارة.مبينا إن 35 عاملا سريلانكيا أقدموا على الانتحار بعد صعودهم إلى سطح مبنى الشركة وربطوا رقابهم بحبال مهددين بالانتحار احتجاجا على تأخر مستحقاتهم الشهرية لمدة سنتين.واضاف أنه تم تطويق المكان من قبل قوات الجيش العراقي للحفاظ على النظام العام وانقاذ حياة هؤلاء العمال والعمل على تهدئتهم والتفاوض معهم لامتصاص غضبهم المفرط . وأكد بالقول " نجحنا بذلك بعدما أخبرناهم بان السيد المحافظ صرف لهم مبلغ 250 ألف دينار لكل عامل منهم كمساعدة من الحكومة المحلية وقد أجرينا اتصالات مكثفة مع الجهات ذات العلاقة لحسم ملفهم وأعادتهم إلى أهلهم سالمين بعد صرف مستحقاتهم المالية ".وكشف الفرطوسي ان "الاجر الشهري للعامل الواحد منهم يترواح بين 1500 الى 2500 دولار"، مشيرا الى ان الشركة المنفذة للمشروع "متعاقد معها من قبل الامانة العامة لمجلس الوزراء بواسطة وزارة الاسكان". وناشد الجهات المسؤولة الإسراع في حل المشكلة حفاظا على ارواح هؤلاء العمال وترحيلهم إلى بلدهم. من جهته قال رئيس ناحية الخير حسين نعمه ، أن عمال الشركة يعانون من وضع معاشي صعب وان أهالي الناحية يقدمون لهم الطعام والشراب بشكل يومي والوزارة قررت سحب العمل من الشركة لتأخرها في التنفيذ، حيث تجاوز المشروع السقف الزمني المحدد وبات في عداد المشاريع المتلكئة . فيما اوضح محمد الطائي المشاور القانوني في شركة طلعت حسام الدين للمقاولات العامة ، إن الشركة تواجه ظرفا استثنائيا، واضاف في تصريح صحفي أن " معظم العاملين فيها من العراقيين والاجانب لم يستلموا مستحقاتهم لأسباب تتعلق بالحكومة العراقية وبإدارة الشركة"، مشيرا الى ان الفترة المقبلة ستشهد انفراجا ماليا.
|
|