قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي"دام ظله": التشهير و"التسقيط" بين المرشحين في الحملات الانتخابية لايجوز شرعاً
أيها الأخوة: لاتسقطوا وتبغضوا بعضكم البعض بسبب أختلاف الرؤى او من أجل المنصب او الكرسي
الهدى/ كربلاء المقدسة:
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" الناخبين والمرشحين الى الابتعاد عن منطق التشهير والتسقيط ضد بعضهم البعضهم أثناء خوضهم لحملة الانتخابات البرلمانية المقبلة، معتبراً أن ذلك لايجوز شرعاً، ولا قانوناً واخلاقاً، وأن هذا المسلك السيىء ونتائجه، له أثار سلبية على حياة المجتمع ومصالح البلاد والعباد، وأن من يقوم بهذا يدخل في سبيل ذلك بصراعات ويخلق او يعمق الازمات، معربا عن أمله بأن لاتشوب نتائج الانتخابات اي تلاعب او تزوير.
وفي جانب من محاضرته الاسبوعية التي القاها بحضور وفود علمائية ورسمية وثقافية، وحشد من الاهالي، ،مساء الخميس الماضي، بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، قال سماحته أن "الشعب العراقي يواجه الآن فترة عصيبة من حياته، و اقول بصراحة ونحن مقبلون على انتخابات البرلمان القادم، إن الانتخابات وماقد يرافقها من مشاكل وعقد موجودة في كل دول العالم،، والاحزاب مختلفة أيضاً، وهذا ليس بمشكلة، فكل حزب له رأي معين و رؤية معينة واساليب معينة، ولكن أيها الأخوة .. لا تبغضوا بعضكم بسبب هكذا اختلافات، فالذي يفوز ويحصل على كرسي المسؤولية، هنئوه وتعاونوا معه، وقد تكون أنت تحت الكرسي، لكنك قد تخدم اكثر ممن هو فوق الكرسي، إذن تعاونوا ولا يفكر أحدنا بأن يكون هو الرقم الأول والرقم الثاني والرقم الثالث .. ويدخل في سبيل ذلك بصراعات ويخلق او يعمق الازمات..". واضاف سماحته :" أيها الأخوة.. إن هذا وطننا وشعبنا، امة واحدة، واذا اردنا ان نتعامل مع بعضنا بهذا الاسلوب، اسلوب المصالح الضيقة والنزاعات عليها، أنت وأنا وجماعة فلان وعلان و... فإننا لن نعيش حياة مستقرة هانئة" وأضاف " من الجيد أن تكون هناك انتخابات وصناديق الاقتراع، وان شاء الله لا يحدث فيها تلاعب او تزوير، فمن يخرج من هذه الصناديق فائزاً فأهلاً به ولنتعاون معه، وما ذلّ قوم تعاونوا..".
وأكد سماحته أنه يجب على المرشحين والناخبين ان يحرصوا على أن: " لايسود في فترة الحملة الدعائية للانتخابات منطق التسقيط ـ والعياذ بالله ـ، فيقوم هذا المرشح او ذاك بالتكلم على غيره كلاماً غير صحيح كأن يتهمه ويحاول أن يشهر به لغايات ومصالح انتخابية وسياسية.." موضحا بالقول: "من الممكن أن يصعد ويفوز المرشح الذي نالته التهم والتسقيط، فستكون انت ايها المرشح الذي قام بهذا الفعل السيىء قد ارتكبت ذنباً على نفسك، ولم تحصد أي شيء، واذا حصل العكس وصعدت أنت الى هذا الكرسي فسيكون موقعك مغشوشا، بالظلم، لانك ظلمت الآخرين بكلامك وسلوكك الغير جائز لاشرعا ولاقانونا ولا اخلاقياً.. فإذا جئتك بقدح ماء وقلت لك أن هذا الماء مسموماً فهل تشربه؟!.."، وأضاف سماحته: " أيها الأخوة.. إن الحرام مثل السمّ، فما هو الفرق بينهما، فهل تقبل أن تجلس انت في بيت جيرانك ظلما وعدوانا؟! إذن، كيف تقبل ان تجلس على كرسي لا يعود لك وانت تعلم بأنك أخطأت في طريقة الوصول له، فهذه مسائل شرعية يجب ان نهتم بها، وهذا الشرع انزله ربنا علينا من أجل مصلحتنا الشخصية ومصلحة مجتمعنا العامة .. فيجب ان اكون من البداية عندما ادخل ساحة الانتخابات سواء كمرشح أم كمؤيد لمرشح، ان افكر وأعمل دائماً بما يمليه شرع الله سبحانه، قيم الدين، والأخلاق والتعاون فيما بين الجميع لمصلحة العباد والبلاد .. حتى يبارك الله مجتمعنا وحياتنا وفي انفسنا فيؤلف بينها وقلوبنا فيوحد بينها، ويجعل حياتنا طيبة حسنة بعيدة عن النكد والاخلاق السيئة".
هذا واستقبل سماحته بعد ذلك عددا من الوفود والاهالي من مختلف محافظات البلاد، كان منهم قائد شرطة ديالى اللواء الركن عبد الحسين الشمري، ووفدا من وجهاء واهالي ديالى، ووفدوا من اساتذة وطلبة الحوزات العلمية.