شهر ربيع القرآن
|
يقول الله سبحانه وتعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).
ويقول الإمام علي (ع): (تدبروا آيات القرآن واعتبروا به، فإنه أبلغ العبر). ويقول الإمام زين العابدين (ع) بتعبير يثير فينا البحث والسؤال عن سر تلك العلاقة المحببة والمؤنسة مع القرآن،: (لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشتُ بعد أن يكون القرآن معي). ويقول عن القرآن: (فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غضّ إلى يوم القيامة).
الأنس بالقرآن
حينما يكون الإنسان طموحاً، فإنه يتطلع إلى مصادقة أفضل الأشخاص وأسمى الناس، ولكن المؤمن إلى من يطمح ويتطلّع؟. من الطبيعي أن يكون الجواب بانه يتطلع إلى مصادقة ربه والأُنس معه، فالله نعم الصديق ونعم الرفيق الشفيق. فترى كيف يصادق الإنسان ربه؟. يقول سماحة المرجع المُدرّسي ـ حفظه الله ـ: إنما يصادق كتابه ويأنس بكلامه، حيث يعيش مع القرآن ويعيش القرآن معه. والعيش مع القرآن إنما يتحقق في البدء في أن يحب الإنسان كتاب ربه، ومن أحب القرآن فقد أحب الله، ذلك لأن كتاب الله بما يحوي من أفكار وروح وقدسية هو الوسيلة الى الله، وهو القائل سبحانه وتعالى : (يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) وأي وسيلة أفضل وأمتن من كلام الله، ومن رسول الله وأهل بيته الطبيبين الطاهرين، الذين لا يفارقون القرآن، ولا هو يفارقهم. فمن دون القرآن لا يمكن أن نصل لأهل البيت عليهم السلام، ومن دونهم أيضاً لا يمكن أن نفهم القرآن. أن باستطاعة كل إنسان أن يأنس إلى ربه ويصادقه، وذلك عبر تكريس المحبة لكلامه والالتزام به. وهذا المستوى من الطموح والتطلع ليس حكراً على أحد في حال من الأحوال، وما على من أراد تحقيق ذلك سوى التقدم بإرادة وعزيمة نحو المصادقة وعقد الميثاق.
******
ودعاؤكم فيه مستجاب
إِلهِي وَقَفَ السَّائِلُونَ بِبابِكَ، وَلاذَ الفُقَراءُ بِجَنابِكَ وَوَقَفَتْ سَفِينَةُ المَساكِينِ عَلى ساحِلِ بَحْرِ جُودِكَ وَكَرَمِكَ يَرْجُونَ الجَوازَ إِلى ساحَةِ رَحْمَتِكَ وَنِعْمَتِكَ.
إِلهِي إِنْ كُنْتَ لاتَرْحَمُ فِي هذا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إِلاّ مَنْ أَخْلَصَ لَكَ فِي صِيامِهِ وَقِيامِهِ فَمَنْ لِلْمُذْنِبِ المُقَصِّرِ إِذا غَرِقَ فِي بَحْرِ ذُنُوبِهِ وَآثامِهِ ؟.
إِلهِي إِنْ كُنْتَ لاتَرْحَمُ إِلاّ المُطِيعِينَ فَمَنْ لِلْعاصِينَ ؟ وَإِنْ كُنْتَ لاتَقْبَلُ إِلاّ مِنَ العامِلِينَ فَمَنْ لِلْمُقَصِّرِينَ ؟
إِلهِي رَبِحَ الصَّائِمُونَ، وَفازَ القَائِمُونَ، وَنَجا المُخْلِصُونَ، وَنَحْنُ عَبِيدُكَ المُذْنِبُونَ.فَارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ، وَاعْتِقْنا مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا بِرَحْمَتِكَ. يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
*******
كلامكم نور
قال الامام الصادق (ع) : صوم شهر رمضان فرضٌ في كلّ عامٍ، وأدنى ما يتمّ به فرض صومه العزيمة من قلب المؤمن على صومه بنيّةٍ صادقةٍ، وترك الأكل والشرب والنكاح في نهاره كلّه، وأن يحفظ في صومه جميع جوارحه كلّها من محارم الله ربه، متقرّباً بذلك كلّه إليه، فإذا فعل ذلك كان مؤدّياً لفرضه.
ما أشدّ هذا من شرط.. !
وقال الامام الباقر (ع) : يا جابر.. من دخل عليه شهر رمضان، فصام نهاره، وقام ورداً من ليلته، وحفظ فرجه ولسانه، وغضّ بصره، وكفّ أذاه، خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه. فقال له جابر : جعلت فداك !..ما أحسن هذا من حديث !.. قال عليه السلام: ما أشدّ هذا من شرط !.
|
|