المرجع المُدرّسي"دام ظله" عشية ذكرى رحيل نبي الرحمة (ع) :
لايمكن إنقاذ الأمة من الفساد والتخلف من دون إستحضار القرآن الكريم وتأريخ النبي (ص) في واقعنا المعاش
|
من العجيب أن يطالب البعض بالفصل بين دور وأهداف الشعائر الدينية والحسينية وواقعه السياسي !؟
الهدى / كربلاء المقدسة:
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرسي (دام ظله) الى تحولٍ حضاري في الأمة، عادّاً ذلك الحل الوحيد لانتشال المسلمين من الاوضاع الفاسدة التي يعيشونها، وقال: "إن لم يكن النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) بيننا، فأن كلماتهم وحضارتهم وتاريخهم والقرآن الكريم، كل ذلك موجود بين أيدينا..".
وتساءل سماحته في محاضرة القاها بمكتبه مساء الجمعة الماضية، عشية حلول ذكرى رحيل النبي الاكرم(ص) ،عن أسباب التخلف و التمزق ، والوضع الرديء الذي يعيشه المسلمون؟ و اشار الى فشل محاولات العلمانية في العالم الاسلامي من أن تُلحقه بركب الغرب، كما تسائل عن سر وجود ظواهر وثقافة اليوم كانت سائدة في الجاهلية، وقال: "هل عدنا الى الجاهلية؟ وهل عادت حياتنا الى تلك الظروف الصعبة التي كان يعيشها الناس في الجزيرة العربية، حيث كان (شعارهم الخوف ودثارهم السيف) ؟! ، ولماذا عاد " شعارنا اليوم السيف ودثارنا البندقية "!؟.وطالب سماحته المرجع في هذا السياق بوقفة تأمل شجاعة ولحظة محاسبة و وقفة شجاعة لتحقيق التغيير في هذا الواقع، ونبّه الى عدم وجود أي عذر أمامنا مع وجود الينبوع الرسالي والسماوي المتمثل بالقرآن الكريم والرسول الأكرم (ص) وأهل البيت(ع)، مشيرا الى أن المشكلة والمعضلة الكبرى، أننا لم نتمكن للاسف من الاستفادة من كل هذا الامتيازات العظيمة.
ومن جانب آخر دعا سماحة المرجع المدرسي الى شكر النعم الإلهية ومنها نعمة التقدم والأمن والحرية والرفاه وغيرها من النعم الحضارية، وحذر من حالة الاستسهال بهذه النعم، مؤكداً إنها هي نعمة إلهية لها عواملها وأسبابها ولابد أن يحافظ الانسان على تلك الأسباب والعوامل. وأشار سماحته الى هوية بُناة الحضارة وقال بانهم ليسوا أولئك الذين يكتفون بأداء الواجبات الشرعية والحفاظ على حدود الله فقط، إنما يفكرون في النهضة والتطور وخلق حالة جديدة، و وصف سماحته هذه الفئة في الأمة بانهم بقية الله في الأرض وهم الذين يحافظون على هذه الرسالة ويحافظون على وحدة الأمة ونهضتها وحيويتها، وأردف سماحته بالقول: إذا استحضرنا الرسالة الإلهية واستحضرنا تاريخ النبي وكلماته و وصاياه، واستحضرنا القرآن الكريم في حياتنا وفي واقعنا، آنئذ يمكن القول إننا بدأنا التحرك الى الأمام.
وفي هذا السياق أكد سماحته على ضرورة العودة الى القرآن والى الرسول الأكرم والى أهل بيته والى نهجهم و كلماتهم و علومهم، وأن نجاح هذه الحركة رهن بعودة هذه الثقافة لتكون الخط والثقافة الحاكمة في الامة، وأن لذلك عدة شروط منها، اكتشاف الرجال الذين يحملون راية الرسالة، و وجود مسيرة جماهيرية تتصل بالأمة كلها. وقال سماحته : لايمكن لشخص او جماعة و لحزبٍ معين أن يحقق التغيير لوحده، ودعا في الوقت نفسه الكتّاب والقرّاء والخطباء والعلماء وكل من أوتي فصل الخطاب بأن يقرأوا القرآن الكريم بعمق وأن يعكسوه على الحالة الإجتماعية وأن يفسروا الظواهر الإجتماعية والسياسية وأية ظاهرة أخرى في ضوء القرآن الكريم وليس وفق تفسيراتهم الخاصة، ثم يقيسوا أنفسهم بواقع المسلمين الأوائل السابقين ، ومنهج أهل البيت (ع) وتكون نظرتهم نظرة إيجابية متفائلة مستقبلية تتجه نحو النهضة والتغيير. كما طالب سماحة المرجع المدرسي الناس بأن يختاروا ويلتفوا حول من يقودهم الى حيث تحقيق أهدافهم الرسالية، وأضاف: في هذا السياق: اليوم نجد بعض الناس يفصل بين الشعائر الدينية و واقعه السياسي، ويقول: (لا تسيسوا الإمام الحسين (ع)...)! واضاف : إن هذا أمر عجيب، فما هي السياسة ؟!، وتابع موضحا: إن الإمام الحسين(ع) إنما قاد معارضة ضد الحكم اليزيدي الطاغوتي بالبيان كما عارضه بالتعبئة والقيام وبالسيف، وهذه هي السياسة باقرار جميع المتعلمين والاكاديميين، وهنالك كلمة مأثورة عن النبي (ص) مشيرا الى أن من المأثور عن الإمام الحسين (ع) مضمون قوله عن جده الرسول الأكرم (ص) ، من رأى سلطاناًَ ظالماً فأنكر عليه ثم قتل فهو سيد الشهداء..
التفاصيل ص 6
|
|