قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
مجمع أم البنين(ع) الطبي في مدينة كربلاء المقدسة..
المراجعون: "مرتاحون" للخدمات والرعاية.. وشكوى من"غلاء " الادوية " في السوق
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة احمد حسين/ كربلاء المقدسة:
في سياق الجهود المتواصلة لتقديم افضل الخدمات، والاجواء المريحة للمرضى والمراجعين، والتي يبذلها الاخوة القائمون على مجمع أمّ البنين(ع) الطبي الخيري، في مدينة كربلاء المقدسة،تستمر كوادر المجمع في تقديم مزيد من الخدمات الصحية والعلاجية لاعداد كبيرة ومتزايدة من المراجعين، بينهم شرائح تقدم لهم الخدمات والعلاجات مجانا، كالايتام، وذوي الشهداء، والفقراء ، او بإسعار رمزية، للشرائح اخرى ، ولزوار كربلاء المقدسة، وذوي الدخل المحدود والمهجرين..
وفي أحاديث ادلوا بها لمراسل "الهدى"، اعرب بعض المرضى والمراجعين، عن شكرهم ورضاهم عما يقدم لهم من خدمات، وادوية وعلاجات متنوعة، إما مجانا، او بسعر رمزي . فيما اكد عدد منهم، أن المواطنين، لاسيما الفقراء، باتوا يعانون بشكل متزايد من ارتفاع كبير في اسعار الادوية التي تباع في الصيدليات، فضلا عن ارتفاع اسعارها وباقي الخدمات في المستشفيات الخاصة على وجه التحديد.
وقالت المراجعة، السيدة أم أكرم (54 عاما) ، أن " المعاملة الحسنة، وتوفر الاجهزة الحديثة في المجمع، والادوية المجانية، وغير ذلك، امور تشعرنا بالفرح والارتياح، وأن هناك من اهل الخير في المجتمع أناساً كثيرين، ويستحقون منا كل الشطر والتقدير..". مضيفة، أن " الناس في الحقيقة تشتكي يوما بعد آخر من غلاء اسعار الادوية في الصيدليات، والمستشفيات الخاصة، ونطالب المسؤولين بوضع حل لهذه الاوضاع..". اما المواطن فاصل عباس (43) عاما، فقد أكد أن عددا كبيرا من شريحة " الفقراء، والايتام، و حتى المتمكنين، اعرف أنهم يفضلون المجيء الى هذا المستوصف، لانه يقدم خدمات صحية جيدة وادوية بسعر بسيط، او مجاني للحالات الخاصة وهي كثيرة جدا.."، ويتابع :" الدولة رغم وجود المستشفيات العامة، والمستوصفات، لكنها لاتكفي ، ولاتوجد الكثير من الادوية خاصة لبعض الامراض والحالات، مايجبر المريض على التوجه لشرائها من السوق التجارية، وهنا تكون معاناته كبيرة جدا، لان الاسعار لاتطاق وفوق قدرة المريض المسكين، فهو يكون في محنة جديدة فوق محنة مرضه للاسف الشديد.."، ويرى هذا المواطن، أن " الدولة تعلن بين فترة واخرى عن توفير ادوية من هذا النوع للمرضى، ومجانا، ولكن للاسف لايمكن الحصول عليها بيسر وفي الوقت المطلوب، هذا ان توفرت فعلا، فنرجوا ان تقوم الحكومة على الاقل بمراقبة الصيدليات الخاصة، وتطبيق قانون حازم للاسعار، لإن تجار الادوية واصحاب الصيدليات، وحتى المستشفيات الخاصة، لايهمهم الا الربح حتى لو كان على حساب صحة ومعاناة المواطن المريض..".
وبهذا الخصوص، قال الاستاذ احمد جواد، مدير مجمع ام البنين(ع) الطبي، أنه يتم "اعطاء الدواء مجانا للمريض، وبخاصة ان لدينا فئات مراجعة كثيرة من الايتام وذوي الشهداء والمتعففين، والفقراء وذوي الدخل المحدود، فنحن لا نأخذ من المراجعين ، ومن فئات منهم وليس جميعهم طبعا، سوى رسوم تعتبر جدية جدا، للفحوصات التي يجريها الاطباء، و بإجهزة متطورة، وفي الحقيقة حتى هذه الرسوم مضطرون اليها لتأمين قسط من رواتب الاطباء والكادر العامل، فيما نتحمل باقي الاعباء المالية، وشراء الادوية، والمعدات والاجهزة.."، واوضح أنه "في سياق الجهود المتواصلة لتقديم افضل الخدمات، والاجواء المريحة للمرضى والمراجعين، تم إجراء تغييرات إنشائية على واجهة ، والساحة الامامية للمجمع، التي كانت منذ افتتاحه ارضا ترابية تتسبب احيانا بنوع من الازعاج للمراجعين ولكادر المجمع . حيث تم مؤخرا رصف قسم من الارضية الامامية بالطابوق المقرنص ذي الالوان الزاهية ، وتغطية القسم الآخر بالشجيرات الخضراء والاعشاب ، لتوفير مزيد من اجواء الشعور بالارتياح النفسي لدى المراجعين". ويضيف ، " منذ افتتاح المجمع منذ نحو ثلاث سنوات، تم فتح العديد من الاقسام الضرورية، بدأً من الباطنية، والاسنان والمختبر والتصميد والصيدلية، مرورا، بقسم النسائية والاطفال، المفاصل والكسور، وغيرها من الاقسام.."، موضحا أن " المجمع وهو احدى المؤسسات الصحية الخيرية التي يرعاها مكتب سماحة المرجع المُدرّسي دام ظله، قد عرفه اهالي مدينة كربلاء المقدسة وزوارها بتقديم مختلف الخدمات الطبية للجميع وخاصة لعوائل الايتام وابناء الشهداء والمهجرين والمتعففين وذوي الدخل المحدود وغيرهم وبأجور رمزية ، وفيه عدد لابأس به من الاجهوة الطبية المتطورة، فضلا عن جهازفحص اجهاد القلب لامراض القلب والعروق، وغيرها من الاجهزة الحديثة، وهناك قيد الدراسة مشروع افتتاح مختبر صناعة الاسنان وقسم الاشعة والسونار وطب العيون نأمل، وندعو الله تعالى ان يوفق لإن نستطيع توفيرها في المستقبل القريب..".
وختم بالقول " الجدير ذكره هنا هو الدور المشرف للمساهمين والمحسنين الخيرين الذين يساندون ويدعمون هذا المشروع الانساني بمختلف انواع الدعم والمساندة، مبتغين في ذلك وجه الله تعالى ورضاه، ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين، قدر المستطاع وبالامكانيات المتاحة..".
وبالعودة الى مطالب وآراء المواطنين، قال المراجع السيد احمد الموسوي، أن " المراجعين للمستوصف هم في الحقيقة بإعداد كبيرة، ولمختلف الاختصاصات، والكثير منهم اعرف انهم من شريحة الفقراء والمعدمين الذين لايستطيعون تحمل تفقات العلاج والفحص في المستشفيات، او شراء الادوية من السوق.."، ويتابع قوله أن " حقوق المواطن في الدولة او في الحقيقة في بنود وفقات الدستور، تؤكد أن الدولة تكفل الضمان والصحي و الاجتماعي للمواطن، خاصة في حال المرض والعجز او الشيخوخة أو اليتم أو البطالة، وغير ذلك من الحالات، وانها يجب أن تعمل على وقايتهم وصحتهم، وغيرها من الفقرات المعروفة.."، وأضاف" لكن هل هذا مطبق ، هو واقع الحال هكذا.." فيجيب" أنا لا ارى ذلك للاسف، فهذه تبدو مجرد خبر على ورق وشعارات فقط حتى الان، الدولة قد تكون تقدم بعض هذه الضمانات لكنها في الواقع غير كافية ابدا ، فنحن نريد تطبيق عادل وسريع ، فإنتشار الامراض والاوبئة، والادهى من ذلك هذا الغلاء الفاحش في اسعار الادوية والعلاجات، لايستطيع المواطن البسيط تحمله ابداً، فلابد ان تتحمل الحكومة المسؤولية هنا ، وتمنع هذا الانفلات في سوق الدواء والصيدليات، فنحن نشعر انها اصبحت تجارة جشعة لا يضبطها قانون او محاسبة، والضحية هو المريض المسكين الذي هو بالاساس لا يملك موردا كافيا لعلاجه، و يعيش دوامة البحث في تأمين معيشته ومعيشة عياله حيث غلاء الاسعار في كل شيء في السوق، في الغذاء، والسلع، ثم يأتيه هذا الغلاء المتصاعد في الدواء، فكيف يدبر امره ومن هو المسؤول عن حمايته وضمان حقه في الحياة الكريمة....". ويضرب السيد الموسوي مثلا بدول اخرى، ويقول أن " كل دول العالم تقريبا، وحتى دول الجوار، تطبق قوانين صحية تضمن وتكفل حقوق المواطنين، وكثير منها توفر علاج ورعاية مجانية لشرائح كبيرة، ولاتسمح لتجار الادوية، والصيدليات بالعمل كما يرغبون به من جشع في تحقيق ارباح في هذه المهنة التي هي انسانية بالاساس، ونحن لانقول انه يمنعون من الربح فهذا عملهم وحقهم، ولكن بتوازن وعدل وليس دون رقيب وحسيب، وعلى حساب صحة ودخل المواطنين الذين يعانون الحرمان والفقر...".
وفي ذات السياق ، فأن المواطن ،حسين عبدالله ، الذي كان يراجع لعلاجه زوجته، يرى أن هناك تدهورا في "طريقة تعامل بعض الاطباء في عياداتهم الخاصة مع المرضى والمراجعين... ، بل حتى في المستشفيات.."، وأن " بعض هولاء يتعاملون معنا على اساس منطق الربح وليس الانسانية والاخلاق والرحمة... وتصور كيف يكون حال المريض واهله اذا كان هذا التعامل ، وفوقه هذا الغلاء في سعر الادوية وباص المراجعة...؟!". ويضيف " نحن نلمس أن المستوصفات الخيرية فيها تعامل جيد ، ورحمة معنا، اكثر من اي مكان اخر، ونتمنى ان تبنى وتنتشر هذه المستوصفات والمستشفيات في جميع الاحياء في المحافظة، خاصة الاحياء الفقيرة التي تعاني، و فيها عدد كبير من السكان والفقراء..".