المرجع المُدرّسي"دام ظله"خلال استقباله وفودا من كربلاء وبغداد والموصل وصلاح الدين وديالى:
نحتاج لصوت العقل والحكمة وعلى أعضاء البرلمان تعزيز جمع كلمة الشعب الذي انتخبهم
|
طاقات وفرص كبيرة في البلاد يجب أستثمارها بالادارة الجيدة والانسجام بين الشعب والقيادات
الهدى/ كربلاء المقدسة:
اعرب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" عن أمله في أن يقوم البرلمان الجديد بإداء دوره المطلوب ويتحمل أعضاؤه وجميع القادة والكتل السياسية المسؤولية الملقاة على عاتقهم، في خدمة ابناء الشعب العراقي الذي انتخبهم، وأن يظهروا التعاون فيما بينهم والحرص الكامل على مصالح البلاد وتحقيق تطلعات وطموحات الناس في توفير الخدمات والعمل على رفع المعاناة المستمرة في اكثر من جانب. منوها على أن من مسؤولية البرلمان والحكومة الجديدة رسم ملامح وقواعد سياسة واضحة ومحكمة للبلاد، وتعزيز التعايش السلمي بالأسس المشتركة السليمة في البلاد.
جاء ذلك خلال استقبال سماحته بمكتبه في كربلاء المقدسة ، عضو الائتلاف الوطني العراقي والنائب عن محافظة كربلاء المقدسة جواد الحسناوي والوفد المرافق له . واستقباله أيضا وفداً من نقابة السادة الاشراف برئاسة الامين العام للنقابة السيد عبد الهادي الحسيني ، ووفد أمارة السادة النعيم الاشراف في العراق والجزيرة العربية وبلاد الشام، برئاسة الامير احمد طه احمد الياسين ، ومجموعة من رؤساء القبائل والأفخاذ في الامارة في محافظات بغداد والموصل وصلاح الدين وديالى . حيث ثمن سماحته للوفد الزائر ، جهودهم وجهود كل عشائر العراق في دحر الارهاب والقاعدة من مناطقهم ومحافظاتهم .
واضاف سماحته في جانب من حديثه مع الوفود الزائرة، "لابد لنا اليوم ان نرسم ونعزز خريطة التعايش بالاسس السليمة في العراق، ويجب على اعضاء البرلمان الجديد ان يقوموا بهذا الدور ، وعليهم ان يوحدوا ويجمعوا كلمة الشعب العراقي ولا يكونوا هم سببا في الفرقة لهذا الشعب الذي اعطاهم اصواته وانتخبهم". كما أكد سماحته على نبذ الطائفية والعنصرية والالتزام بالوحدة والتكاتف، واوضح بالقول " لان البلاد الآن تمر في ظرف ووضع خاص نحن نحتاج اليوم حكومة شراكة ووحدة وطنية، فلا يستطيع احد ان يحكم العراق لوحده .. واشار في هذا السياق الى " أن "شعوبنا عبر التاريخ تقدمت بأخلاقها ومنهجها الحضاري الرصين ويجب ان نعيد وبالممارسة هذا الدور ..". وقال أن "العراق تتوفر فيه فرص كثيرة للتقدم الحضاري على كافة الاصعدة، يجب استثمارها وعدم التفريط بها، منها الامكانات والطاقات الكبيرة والكثيرة المتوفرة في هذا البلد والتي يجب الاستفادة منها ، ومن اعظمها ايضا روح الحماسة والاخوة و ولاية الشعب العراقي لأهل البيت (ع) وبكل قومياته وطوائفه، مايعزز من وحدة الصف والكلمة، حيث يتضح ذلك خلال الزيارات المليونية التي تشهدها كربلاء المقدسة في ظل كل هذه الظروف الصعبة مما لايمكن أن تكون معه مجرد تظاهرة سطحية او رياء ". كما اعتبر سماحته أن من الفرص المتاحة في البلاد أيضا "الدستور العراقي ، بالرغم من انه ليس الافضل والاكمل ولكن مجرد وجود دستور متفق عليه من جميع اطياف الشعب العراقي هو شيء جيد ..". واشار سماحته الى أننا " لدينا هذه الفرص وغيرها، ولكن تنقصنا الادارة الجيدة ومن صفات الادارة والاستثمار الجيد والصحيح لها ،الاخلاص في العمل ، و الكفاءة ، و الانسجام،حيث ان البلد لا يمكن أن يتقدم الا اذا كان هنالك انسجام جيد بين الشعب والقيادات، ففقدان ذلك يعد مشكلة كبيرة يجب ان نزيلها، وايجاد هذا الانسجام من الممكن ايجاده وتعزيزه من خلال المجالس المحلية والبرلمان والحوزات وكل المؤسسات الاخرى في المجتمع". مشيرا الى أن هناك بعض ، من يعمل على تشتيت الوحدة والكلمة وروح الانسجام في البلاد وبدفع خارجي . وختم بالقول "نحن بحاجة في العراق الى صوت ومنطق العقل والحكمة و الاخلاق و الفضيلة ، الذي يعلو على صوت المصالح الضيقة ، فهو الذي يبعث الامل للشعب العراقي في هذه الحياة". وختم سماحته بالقول أن على كل فرد وجهة ، أن يفكروا في مسؤولياتهم تجاه دينهم واهلهم وشعبهم ، ويعملوا من اجل اصلاح انفسهم اولا ، لإن ذلك هو المنطلق لعملية الاصلاح الاوسع في المجتمع .
|
|