تعاريف داخلية
|
*صلاح حسن السيلاوي
من ذاق جمجمتي فأدرك طعمها
سيلمّ أشتات الاغاني من شفاه مواجعي
ليرى الصدى كذبابةٍ
زمني على جرحي فهل تمتصّ منه
سوى دمي لتطير في أفق الرئة؟
العيد يطرق باب حزني في غدي
والباب نيران وكبريت يدي
يتزوج البوم القبيح فراشتي
لأقيس في المنفى مساحة مرقدي
الموت أقرب من يديّ
وها انا احبو على وجع الاشارة للغد
انا نسمة شتوية نسيت بحضن الصيف
وقلبي مناجم غربةٍ شفتاي غنّة ريف
انا داخل اللغز الذي معناه ظاهره الخفي
انا داخلي حرب بداخل سوسنة
انا سرّ اكوان و روحي مئذنة
فوسادتي جرحي
أنا مجهر الكلمات جرحي حنجرة
وعمودي الفقري رمح داخلي ترتقيه الجمجمة
وعلى ربابة اضلعي حبل الوريد وتر
انا للرحيل وللخلود مواجعي
انا كلما هز الندى صدري يفاجئني سفر
بارود حرب كان عطر حديقتي
سأجيء يا وطن المباهج والأسى
سأجيء ذي عكازتي جرحي
وجرحي غيمةٌ لك فارتق
قلبي وقلبك دمعة المصلوب مرفوعا
على رمح القدر
لك ياذئاب على قميصي قرعة
يا أعين الجرح البصيرة حدّقي
فأنا على مهر القصيدة جامح
والبئر أوسع من طريقي الضيق
دهراً يحاصرني التفكك فاتحدت بفيض روحي
ثم فجرت اتحادي في ضحى رئة الزمن
حتى عظامي فيّ تطعنني
قلب غريب لي وعنه غريبة روحي واحشائي
كأني من عتيق الدهر أوغل في شغاف
الدهر اعصابي
لقد صهل الزمان على لساني
لم تبق فيّ خليقةٌ إلاّ و وحيٌ يبتني فيها
قبور السر أفصح مئذنة
جسدي زجاج والمرايا جلدتي
أمشي فتسكنني الخلائق كلها
كل المواجع ترتدي ثوب الافاعي في دمي
غطى غبار الذكريات دفاتري
قلمي وعاشقة بكفيها يدي
نزل الندى بدمي
تنفّسه دمي رعداً بأصوار القصيدة
واسفاق بجسمها صيفٌ وسال ليبتدي
ويتشابك الزلزال في شفتي معي
فيثور كل الساكنين اضالعي
انا رغم صمتي كل جسمي ألسنٌ لسّاعةٌ
وانا الوحيد هنا صريع مسامعي
|
|