قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

(المؤمن هشٌ بش). . .علاقة الإبتسامة بطول العمر
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة * إعداد: كريم الموسوي
في نظامنا الإجتماعي هنالك تأكيد كبير على الاحتفاظ بالوجه البشوش والمنشرح، كأحد قواعد السلوك القويم في المجتمع الاسلامي الناجح، وفي نفس الوقت هنالك ذمٌ وتحذير من تقطيب الجبين وحالة العبوسية، سواءً داخل الاسرة او بين افراد المجتمع، وفي ذكره احد اوصاف المؤمن يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (المؤمن هشٌ بش)، وبما ان كل وصايا واحاديث المعصومين عليهم السلام عبارة عن دروس وحكم لحياتنا، فان لهذه البشاشة فوائدها بالتأكيد، وهو ما ثبت اليوم علمياً بان كل من يرسم الابتسامة على وجهه فترة أطول، يُحظى بعمر أطول. طبعاً الاعمار بيد الله قطعاً، لكن لا ننسى العوامل والاسباب ذات العلاقة بالموضوع، مثل كثير من الحالات المرضية التي يصاب بها الانسان بسبب جهله وعدم مراعاته الكثير من الآداب والتعاليم الصحية.
وفي دراسة علمية أجراها باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية نشرتها مجلة (علم النفس)، تأكد أن للابتسامة دوراً كبيراً في إطالة عمر الانسان، و العكس بالعكس. وقد اجرى الباحثون في جامعة (واين ستيت) بولاية ميتشيغان دراسة لصور 230 لاعباً شاركوا في رابطة البيسبول الأمريكية وبدؤوا بممارستها في عام 1950، وجُمعت هذه الصور وفقاً لإبتساماتهم.
وقام الباحثون بجمع معلومات عن اللاعبين لمعرفة السبب الذي جعل بعضهم يعيش لفترة أطول من غيرهم، فاطلعوا على سجلاتهم الجامعية وأوضاعهم العائلية والإجتماعية وأعمارهم، وما إذا كانوا يميلون إلى النحافة أو البدانة وفق مقاييس مؤشر كتلة الجسم. وتم تصنيف اللاعبين إلى فئات:
* (لا يبتسم)، إذا كان صاحب الصورة يحدق في الكاميرا بوجه جامد.
* (ابتسامة جزئية)، إذا كانت العضلات المحيطة بفمه مستغرقة في ابتسامته.
* (ابتسامة كلية)، إذا كان فمه مبتسماً وعيناه مبتسمتين وكانت كلتا الوجنتين مرتفعتين.
وقد أخِذَت صور اللاعبين من سجل لاعبي البيسبول لعام 1952، الذي يضم قائمة المحترفين، مشفوعة ببيانات شخصية لكل منهم مثل سنة الميلاد، ومؤشر كتلة الجسم والحالة العائلية وطول مدة العمل، وهو ما يعكس وضع اللياقة البدنية لكل واحد منهم. هذه الثروة من الإحصاءات أتاحت للباحثين إدراك العوامل الأخرى التي يمكن أن تتحكم في عمر الإنسان.
كذلك طلب من مجموعة من المتطوعين شاركوا في الدراسة من دون أن يطلعوهم على أهدافها تقرير ما إذا كانت ابتسامات اللاعبين التي وُضِعَت أمامهم تستحق الدرجة الأولى، أو نزولاً إلى الدرجتين الثانية أو الثالثة لمعرفة الارتباط بين السعادة التي تظهر على وجوههم من خلال بسماتهم أو ضحكاتهم وطول أو قصر أعمارهم.
وقد أظهرت الدراسة أنّه في الأوّل من يونيو/ حزيران عام 2009 تُوُفِّيَ جميع اللاعبين بإستثناء 46 منهم، وأن من بين اللاعبين الذين رحلوا اعتباراً من ذلك التاريخ، كان هناك من فئة (غير مبتسم) من عاشوا أعماراً متوسطها هو 72.9 سنة. أمّا من في فئة (الإبتسامة الجزئية) فقد تُوُفِّي أفرادها عن عمر يناهز 75 عاماً، في حين أنّ اللاعبين الذين كانوا في فئة (ابتسامة كاملة) عاشوا إلى سن شيخوخة بلغ متوسطه 79.9 سنة.
وبحسب أستاذ في أمراض النساء والتوليد وعلم النفس في الجامعة المذكورة، فإنّ اللاعبين الذين كانت بسماتهم عريضة عاشوا لفترة أطول من نظرائهم الذين كانت بسماتهم عادية.
وتقول الدراسة إنّه بقدر ما تعكس كثافة الإبتسامة العواطف الكامنة وراء التصرُّف العاطفي، فإن نتائج هذه الدراسة تنسجم مع نتائج الدراسات الأخرى التي تدل على أنّ العواطف لها علاقة إيجابية مع الصحّة العقلية والصحّة البدنية وطول العمر.
ويقول معدو الدراسة إنّه لم يتضح بعد ما إذا كان لاعبو البيسبول قد ابتسموا من تلقاء أنفسهم، أو أن ملامح ابتساماتهم تحققت بناء على أوامر من المصور، ولكن، على أي حال، فإنّ القليلين جداً (23) كانوا يبتسمون ابتسامة كاملة، وهم أقل من أصحاب الإبتسامة الجزئية (64) وغير المبتسمين (63)، الأمر الذي أعطى مؤشراً للباحثين على أنّه حتى إذا لم تكن الإبتسامة تتحقق بناء على الطلب، فإن كثافتها تعكس التصرُّف الكامن وراءها. لذلك يمكن الاستنتاج، كما رأى أيبيل، أن الإبتسامة العريضة مؤشر على السعادة وعلى الموقف الإيجابي لصاحبها، موضحاً أن من الصعب تصنّع السعادة عندما نبتسم.
وقد لفت العلماء في ختام دراستهم إلى أنّ الإبتسامة الحقيقية أو المثالية التي ترتسم على الوجه من دون تصنّع هي بسمة (دوشيمي)، وهو اسم عالِم الأعصاب الفرنسي الذي حدد معالمها، وهي تلك التي ترتفع فيها الوجنتان وزوايا الفم إلى أعلى وتظهر انتفاخات خفيفة على جانبي العينين.