قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي في كلمة أمام طلبة الحوزة العلمية:
العلماء يبقون صرخة بوجه الطغاة والفساد والظلم
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى / كربلاء المقدسة
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي "دام ظله" أن العلماء الرساليين كانوا وسيبقون على الدوام مع الحق ومع الجماهير للدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة، وشجب في الوقت نفسه وعاظ السلاطين الذين يسيئون الى الدين وقيمه من خلال الدفاع عن الحاكم الفاسد والظالم بفتاواهم بتحريم التظاهر والاحتجاج .
وخلال مراسيم تعميم ثلّة من طلبة العلوم الدينية بمكتبه في كربلاء المقدسة قال سماحة المرجع المدرسي: أن التظاهرات والانتفاضات الشعبية ضد الظلم والفساد والتي شهدتها وتشهدها العديد من دول المنطقة، تعبر عن ارادة ووعي الشعوب، وانها تعني بكلمة واحدة ان (الانسان انبعث في داخله الانسان و وجد نفسه، وعرف مسؤوليته، ونزل الى الشارع وتحدى الظلم والفساد السياسي والامني وغيره).
وفي سياق حديثه أكد سماحته، على أن العلماء الرساليين (كانو وسيبقون على الدوام مع الحق ومع الجماهير للدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة ، وقلت سابقا واكرر اليوم ان أيديهم بيد الناس دائماً في أي نظام حكم، وان شاء الله لا تأخذنا في الله لومة لائم ولا يفكر الذي عنده شيء في نفسه، لا يفكر بانه يأتي يوم يترك فيه العلماء مسؤوليتهم من اجل بعض متاع الحياة الدنيا وحطامها في اروقة واجهزة النظام السياسي من وزارات او مناصب ومؤسسات و ماشابه، وان كانوا يفعلون ذلك لفعلوا مع الانظمة السابقة، ولما كانوا يحظون بالاحترام والتقدير من الشعب كما هو اليوم). واضاف سماحته: (انما يقف الشعب مع العلماء لانه وجد ان العلماء معه، وبالذات في ايام العسر والشدة، وهذا طريقنا... ولذلك كان العلماء عبر التاريخ مستهدفين دائما من قبل بعض السياسيين، لانهم كانوا دائما يراقبون الوضع السياسي ويقولون كلمتهم الحاسمة في الوقت المناسب. وفي العراق اليوم وفي كل يوم ستبقى بحول الله وقوته صرخة العلماء قوية في وجه الطغاة وفي وجه الانحراف والفساد).
وفي هذا السياق شجب سماحة المرجع المدرسي وبشدة (وعاظ البلاط والسلاطين) في كل مكان، من الذين يدافعون عن الانظمة الفاسدة الظالمة ويسخّرون الدين والفتوى لصالح الحاكم وبقائه وضد ارادة وحق وتطلعات الشعوب. وأكد بالقول: (المشكلة ان هؤلاء بفتاواهم و احاديثهم يسيئون بالغ الاساءة للامة و للدين وقيمه، و يجعلون الناس يكفرون بالدين، لان الناس يعدوّن هؤلاء يمثلون الدين. لكن كلا.... إن هؤلاء لا يمثلون الدين، إنما الذي يمثل الدين، من يعمل ويتحدث بروح الدين وواقعه وقيمه من الحق والعدل ورفض الظلم والطغيان والفساد).
ووجه سماحة المرجع المدرسي كلمة الى المرتبطين بالحكام قائلاً: (اقول كلمة لبعض الناس الموظفين عند الحكام من اشباه العلماء الذين يُحرّمون اليوم التظاهرات والانتفاضات ويحرمون الاحتجاج من دون دليل، انما يتشبثون ببعض المرويات و الافكار الواهية وهم لا يعلمون ان القرآن الكريم أعلى صوتا وابلغ كلمة، فهو يأمرنا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء الوعاظ للاسف ينهون عن ذلك...! فما هو معنى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عندكم؟ اذا كان طاغية يحكم بلداً بغير ما انزل الله ويفسد في الارض ويتخذ عباد الله خِولا، ولم يقل احدهم كلمة الحق في وجهه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فماذا بقي من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ اقول لهؤلاء كفوا... لا تكونوا هامان العصر/ انتم تشبهون هامان الذي كان يؤيد ويدعم فرعون الذي وقف أمام نبي الله موسى و واجه رسالة السماء، انتم بذلك تكونون مثل ذلك الخطيب الذي قال له الامام زين العابدين (ع): اشتريت سخط الله بمرضاة المخلوق...).