قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

المرجع المُدرّسي: ايها المسؤولون اعتبروا وأصلحوا ولا تُلجئوا الناس الى (الشارع)
كربلاء المقدسة/ الهدى:
حذر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" من أن الامة ابتليت على مرّ تاريخها والى يومنا هذا بوعاظ السلاطين الذين يبررون للحكام والانظمة ظلمهم للشعوب ومصادرة حقوقها بناء على روايات مكذوبة وضعت مقابل حفنة من الاموال لتسهم في اخضاع الناس للنظام و الحاكم الجائر والقبول به وعدم جواز الوقوف بوجهه حتى لو كان ظالما !؟، وهو مايتنافى جملة وتفصيلا مع آيات القرآن الكريم وسيرة وتعاليم النبي الاكرم (ص). واشار سماحته في جانب من محاضرته الاسبوعية التي القاها بمكتبه في كربلاء المقدسة بحضور حشد من الوفود والزائرين، الى الاوضاع في المنطقة وتداعيات الاحداث في عدد من بلدانها، وقال سماحته أن "انساناً مظلوما هنا وهناك ، لم يحمل سلاحا، انما طالب بحقه المشروع، فاذا بالمعادلة تتبدل سواء في تونس او في مصر وغيرها .. وانا في الحقيقة انصح نصيحة اخٍ محب، كل المسؤولين في كل مكان ان يعتبروا ان كانوا الو ابصار وألباب ، ان لايعتقدوا او لا يقولوا بان هذه قضية مخصوصة بفلان شخص او مكان ، كلا ، فأن سنن الله واحدة في مصر او تونس او العراق وفي اي منطقة اخرى في العالم، فالسُّنة الالهية في أخذ الظالمين وفضح الظلم واحدة في كل مكان لاتتبدل ولاتتحول، فاذا لم تلتقطوا الاشارة فان العواصف سوف تقتلعكم لان سُنة الله هكذا، ان الظلم ظلمات وانه لايدوم وامده قصير مهما بدا انه مستحكم.."، واضاف ان الانسان الذي يمتلك ولو قدرا من العقل والبصيرة " يمكن ان يستبق الاحداث ولايقع في المهاوي ، و الوقاية خير من العلاج كما يقال.. و لو كان هذا الرئيس او ذلك الرئيس يقوم بالاصلاحات ولو قبل اشهر ، هذه الاصلاحات التي اضطر اليها اليوم ومع ذلك يفشل ، لو كان يعي ويعتبر ويستبق اليها لربما لم يكن ليواجه هذا المصير.." واشار سماحته الى ضرورة أن تكون للشعوب مشاركة حقيقية في ادارة بلدانها ونيل حقوقها وكرامتها والتعبير عن ذاتها بعيدا عن التحايل والتضليل الذي يصل حتى الى الانتخابات والديمقراطية، من قبل الساسة والانظمة وبعناوين براقة موضحا أن " في اكثر من بلد اسلامي وعربي فان انتخاباتهم للاسف مشوبة بانواع التزوير ولا تعبر عن ارادة وواقع الشعب تعبيرا حقيقيا.." ودعا المسؤولين الى المسارعة في الاصلاح وعدم إلجاء الناس للنزول الى الشوارع ، قائلا " بينت في اوقات سابقة واكرر ان التحول الايجابي ممكن حتى بدون النزول الى الشوارع وبدون اراقة قطرة دم واحدة ، لو كانت هناك قلوب واعية ونفوس مستعدة، واناس استبقوا الاحداث وغيروا المعادلة، و ارجوا ان يكون كذلك والا فسوف يكون الزمن قد فاتنا..".