الداخلية الكويتية تنفي التعرض لهم
شكاوى متتالية من صيادي الفاو: دوريات كويتية وإيرانية "تقطع رزقنا" وتعتدي علينا
|
نفت وزارة الداخلية الكويتية تعرض دوريات وزوارق خفر السواحل العائدة لها الى الصيادين العراقيين من أهالي الفاو بالبصرة. فيما يؤكد هؤلاء الصيادون أنهم ومنذ عدة سنوات يتعرضون للاهانات والضرب ومصادرة معداتهم وحرمانهم من تحصيل رزقهم، من قبل الدوريات الكويتية في مياه الخليج، فضلا عن الايرانية في شط العرب، وهو مايؤكده أيضا المسولون الرسميون في قضاء الفاو.
وبحسب تصريح له، منتصف الاسبوع الماضي، أشاد مساعد مدير الادارة العامة لخفر السواحل الكويتية العميد عبدالله ناجي، بالتعاون بين خفر السواحل في الكويت ونظرائهم في العراق في معالجة عمليات الدخول الخاطئة الى المياه الاقليمية للبلدين. موضحا ان زوارق خفر السواحل تعمل داخل المياه الكويتية ولا تغادر الى المياه الاقليمية. على حدّ قوله. ويأتي النفي الكويتي في رد على تقرير نشرته وكالة "رويترز" قبل يومين، قال فيه صيادو اسماك في قضاء الفاو، انهم يتعرضون لمضايقات من قبل الدوريات الكويتية والايرانية تصل احيانا حد الضرب واطلاق النار ومصادرة الزوارق والمعدات. وقال عقيل عبد الرسول رئيس جمعية الصيادين في الفاو انه "كل خمسة ايام يتعرض صيادون لمضايقات من تلك الدوريات"، ويضيف "تقوم دوريات كويتية باعتراض زوارق صيادين ويتعرضون لهم بالضرب المبرح ويستهزئون بهم بحيث تبلغ الاهانات احيانا صبغ وجوههم ورمي شباك الصيد ومعداتهم في البحر قائلين للصيادين :لا مياه لديكم اذهبوا للصيد في اليابسة"!.اما شهيد عبد الامير الخضر (45 عاما) فقال: "اوقفتنا دورية كويتية وصعدوا الى الزورق (...) امرونا بالغناء والرقص وخلع ثيابنا وضربونا وصبغوا وجوهنا واجسادنا واخذوا كل محتويات الزورق وانسحبوا". و يؤكد الصياد عضو جمعية الصيادين في الفاو بدران عيسى التميمي (62 عاما) ان "الدوريات الكويتية والايرانية تتسبب لنا بمضايقات شتى". بدوره، قال علي عبد السيد محمد (27 عاما): "اوقفتنا دورية ايرانية وصعدوا الى الزورق لتكسير اجهزتنا وضربوا المسؤول واحد البحارة. تدخلت لانقاذ جماعتي فسارع احد عناصر الدورية لاطلاق النار على قدمي وقاموا برمي المسؤول وشخص آخر الى البحر". ويتابع: "بات العمل صعبا فالكويتيون والايرانيون يطاردوننا ولا احد ينقذنا". بدوره، يقول الصياد موسى عبد الخضر سلطان (50 عاما): "للاسف، لقمة سائغة .. كما تراجعت حركة الصيد لعدة اسباب بينها سعر الوقود فضلاً عن المياه الاقليمية الموجودة بيننا وبين الكويت وايران". ويضيف: " صارت المنطقة للكويتيين الذين يعاقبون كل عراقي يدخلها ويحجزون زورقه او يصادرونه. حتى خور عبدالله التابع للعراق صار نصفه لهم وفي هذا المكان اكثر نسبة من الاسماك". ويبلغ طول الواجهة البحرية للعراق حوالي الخمسين كلم فقط.
من جانبه أكد قائمقام الفاو وليد الشريفي أن ماوصفها بالاعتداءات الكويتية والايرانية "مستمرة بحق الصيادين العراقيين". واضاف: "في الواقع، تريد القوات البحرية الكويتية السيطرة على المياه الاقليمية العراقية بطريقة ما وللاسف فان القوات البحرية العراقية لا تزال ضعيفة من ناحية التجهيزات مثل الزوارق السريعة والحديثة مقارنة بالقوات البحرية الاخرى". ويوضح الشريفي: "للاسف، غالبا ما تكون التجاوزات غير اخلاقية مثل الضرب والاستهزاء وغيرها. نحن بدورنا وجهنا اكثر من نداء الى الحكومة المحلية. حتى البرلمان لديه علم بهذه التجاوزات وننتظر ترسيم الحدود البحرية والبرية".
ويحد الفاو من الشرق ايران وشط العرب ومن الغرب خور عبدالله وجزيرة بوبيان الكويتية ومن الجنوب رأس البيشة، وكان سكانها قد هُجروا منها بسبب الحرب التي شنها المقبور صدام على ايران (1980-1988)، ثم عادت اعداد كبيرة منهم اليها بعد الحرب، حيث يمارس الكثير منهم مهنة الصيد، بحيث بلغ عددهم آنذاك حوالي ثلاثين الفا والفي زورق لكن عددهم يبلغ حاليا نحو عشرة الاف صياد مع اربعمئة زورق، حسب رئيس المجلس البلدي وعضو جمعية الصيد عبد علي فاضل رماثي، الذي اضاف أنه بعد سقوط النظام المقبور"بدأ الصيادون يتعرضون لمضايقات من قبل الايرانيين والكويتيين حيث يمنعونهم من الصيد حتى في المياه الاقليمية العراقية"، حسب قوله. ويتابع الرماثي ان "الكويتيين يصادرون مستلزمات الصيادين ويرمونها في البحر ويتعرضون لهم بالضرب والاهانات. اما الايرانيون، فيقومون باطلاق النار ما ادى الى مقتل عدد منهم قبل اكثر من سبعة اشهر"، وهو أمر لم يتسنَّ التحقق منه او عن اسبابه، من مصادر رسمية.
|
|