لماذا نكون كطائر الزعرة!؟
|
بدر صالح
(الزعرة) اسم لطائر ربيعي صغير الحجم جدا معروف محليا، ولصغر حجمه لا يقدر على الطيران ضد اتجاه الريح، واذا طار تتلاعب به ذات الشمال وذات اليمين وفوق وتحت، اما اسمه الحقيقي فهو (طائر الذعرة)، لأنه مذعور باستمرار غير مستقر، حركته متواصلة، ويتلفت بكل اتجاه.
هناك سالفة قديمة معروفة تقول عن هذا الطير انه تمت توصيته للبحث عن عود شجرة، لا هو عدل، ولا هو أعوج، وفي الواقع مثل ذلك العود غير موجود، ومنذ ذلك الزمن والذعرة في حيرة تطاير.
وفي السنوات الأخيرة نرى أوضاعنا السياسية والاقتصادية والمسؤولين عنها في السلطتين، ونحن كشعب، اقترب أن ينطبق علينا مسمى طائر الزعرة، وحيرته، أثرت فينا، تصرفاتهم جميعا لا نعرف في أي اتجاه نسير، يبحثون عن الصح عن طريق ارتكاب الخطأ، لا استقرار، لا راحة بال، لا مصداقية..
بلد وشعب كل امكانات التفوق متوافرة فيه ولديه من التجارب الناجحة الكثير حتى المؤلم منها. حرية، ديموقراطية، مشاركة شعبية، مال وفير،شعب و شباب اثبت قدراته حتى في أحلك الظروف، ومع ذلك نرى اليوم، مع الأسف، تراجع شديد، تعصب وفئوية وفوضى سياسية واقتصادية وامنية وتدمير للنسيج الاجتماعي، اضاعة وقت ومال، واذا استمر هذت المنوال فالاوضاع من سيئ الى اسوأ، وكأن البلد يتيم ليس هناك من يكفله، او بلد آجار سينتهي عقده عن قريب.. من اجل صراع مناصب وصيت ومصالح.. انتبهوا يا جماعة، تره ماي البحر أخذ يدخل داخل سفينتكم وأنتم مشغولون عن سلامتها، فانتبهوا بعد الغرق لا سمح الله ترى البحر ما يفرق بين الركاب.
|
|