قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
تظاهرة لتركمان كركوك للمطالبة بكشف الجناة وحماية الكفاءات
العراق يفقد احد ابرز اطبائه المتخصصين إغتيالاً في مدينة تسعين
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة كركوك/ الهدى:
شهدت كركوك تظاهرة غفيرة نهاية الاسبوع، للمواطنين التركمان في المحافظة للتعبير عن شجبهم واستنكارهم لحالات الاغتيالات والخطف التي شهدتها محافظة كركوك مؤخرا، والتي كان اخرها جريمة الاغتيال الغادرة التي طالت احد اشهر الكفاءات الطبية العراقية في اختصاصه،هو الطبيب الاخصائي بجراحة المخ و الجملة العصبية الدكتور يلدرم جعفر عباس، وادت الى استشهاده وشقيقه المدرس زين العابدين على يد ارهابيين في مدينة تسعين وسط كركوك. وشيعت حشود غفيرة من سكان كركوك، جثمان الفقيد الذي استشهد مساء الاثنين الماضي، في ظل سخط واسع على حملة الاغتيالات والاختطاف للكفاءات التي انتشرت بشكل غير مسبوق في مدينة كركوك . وبحسب المصادر فان يلدرم (48 عاما) وهو اب لاربعة اطفال، استشهد امام منزل والدته بعد زيارتها، حيث كان مسلحون مجهولون ينتظرونه ليطلقوا النار عليه، وتؤكد عدد من المصادر المتطابقة ان الفقيد هو اشهر اطباء المتخصصين بالاعصاب في البلاد، ويقصده مرضى من جميع المحافظات ، و كان قد خصص اياما في عيادته لعلاج المتعففين مجانا.
وتجمع المتظاهرون امام مبنى ديوان محافظة كركوك طالبوا من خلال اللافتات والشعارات التي رفعوها الحكومة الاتحادية ومجلس النواب العراقي وضع حدّ لعمليات الاغتيال والخطف واستهداف العقول العلمية والكفاءات الطبية وبالاخص من المكون التركماني. وانتقد المتظاهرون ضعف الاجراءات المتخذة لمنع تكرار تلك العمليات. واعلن علي هاشم مختار اوغلو المتحدث باسم المتظاهرين ان "التركمان سيستمرون في التظاهرات السلمية والاعتصامات اذا لم تتحقق مطالبهم بحمايتهم من الارهاب" مؤكدا انهم يعانون من الخطف والاغتيالات " منذ 2003، وهذه العمليات تتكرر يوميا امام انظار الحكومة المركزية والمحلية". كما أعتصم العشرات من الاطباء والكوادر الطبية في مستشفى كركوك خلال تشييعهم الفقيد وشقيقه. و قال مدير عام دائرة صحة كركوك الدكتور صديق عمر رسول إن "عملية اغتيال الدكتور يلدرم فاجعة وصدمة أصابت أهالي كركوك بجميع مكوناته خاصة الأطباء"، مطالبا الحكومة العراقية والبرلمان بـ"حماية الأطباء والكفاءات " من جهته قال وزير الصحة الدكتور مجيد حمد امين أن استهداف الدكتور يلدرم جعفر عباس استهداف لتقويض بناء العراق الجديد وتفريغه من العقول والكفاءات . واصفا إياه بالعمل الغادر والجبان ومناشدا الجهات الأمنية باتخاذ اجراءات اكبر للحد من ظاهرة استهداف الاطباء وداعيا الجهات ذات العلاقة والمواطنين مد يد العون للكشف عن الجناة ومحاكمتهم.
من جانبه حمّل مكتب الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق في بريطانيا "المجاميع الارهابية التي تعشعشت في كركوك بمسميات مختلفة ولا رادع لهم لمصالح سياسية على حساب من لا يملكون حولاً ولا قوةً إلا بالله بإغتيال الدكتور يلدرم"، وأن فقدانه يُعد خسارة . و قال الاتحاد في بيان تلقت (الهدى) نسخة منه أن الفقيد يُعد "أشهر طبيب في الجملة العصبية في العراق والذي كان من المتفوِّقين القلائل في إختصاصه" وانه "عُرفَ بوداعته ومسالمته ومحبته وخدمته للجميع، وكان يُجري أصعب وأغلى العمليات الجراحية في الجملة العصبية لفقراء المحافظة مجاناً من دون أيِّ تمييز". وأضاف "كان الشهيد الدكتور يلدرم يعمل في مستشفيات كركوك بروح وطنية وإسلامية عالية بإجراء أصعب العمليات الجراحية في الأعصاب، وكان يترك منزله في الليل في الظروف الأمنية الصعبة لمعالجة جرحى الارهاب الذي ضرب العراق طولاً وعرضاً منذ سقوط رأس الارهاب البعثي في بغداد نيسان 2003م وإنَّ التهاون للقضاء على تلك المجاميع أدّى الى فقدان هذا الكادر الوطني المخلص وأمثاله والذي يضاف الى قائمة الكوادر الوطنية التي تم إغتيالهم بدم بارد خدمة لأعداء العراق والشعب العراقي طيلة السنوات الماضية سواء في زمن حكم البعث او بعد سقوطه". من جهتها طالبت الجبهة التركمانية العراقية (بتحقيقات تكشف عن الجناة الذين يستهدفون الأطباء و الكفاءات عامة والتركمان خاصة في كركوك، و تكشف عن اسباب التدهور الأمني المتصاعد فيها) وحمّل بيان للجبهة الحكومة ومجلس النواب وحكومة كركوك (مسؤولية جرائم الاستهداف الواضحة) بسبب عدم الاستجابة لطلب سابق بـ (تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في كركوك للوصول الى حقيقة هذه الاستهدافات و الكشف عن الجناة) .