قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

بخبث الشيطان ويد العدوان "حرب" دولية واقليمية ضد شعبنا.. فما نحن صانعون ؟؟؟
احمد مهدي الياسري
لو قلنا انه صراع وجود وبقاء، وانها ارادة وقرار بحرق العراق وشعبه ..، نكون لانجانب الحقيقة , وصدقنا حينما قلنا ان هناك طرفين لاثالث لهما، هما بعض دول الاقليم واخص بالذكر الدول التي يزعجها التداول الديمقراطي للسلطة لانه يهدد رؤوسهم وبقائهم في الحكم، فضلاً عن من خسر الحكم في العراق بعد التاسع من نيسان، والفكر التكفيري الحاقد على مكون الغالبية العراقية ,, وامة عدّت اسلامنا وحبنا لله ورسوله وآل بيته الطيبين الطاهرين كفر والحاد !، وهم اليوم من وراء حرق العراق، ومنها هذه الجولة الاخيرة من التفجيرات القذرة .. وهناك أيضا اللاعب الابرز في الصراع الدولي على المنطقة، امريكا وخصمائها.. فننال نحن في العراق شظاياه، بل قنابله وحرائقه وآثاره، ولن يتوقف الامر والنزيف الاّ بحل استراتيجي يوازي ثقل الهجوم ويساويه بالقوة , ولكي لا اكون كمن يجتر الوجع ويبكي على الاطلال ويمارس او يغني انشودة الآه والانين ليريح العدو سادخل في تحديد ابرز ملامح الحل للقضاء على هذه الجريمة القذرة التي تمارس بحق شعبنا، ومع شديد الاسف نجد التهاون الكبير تجاه هذه المخاطر المحدقة من قبل ساسة البلد المنهمكين في كيفية كسر عظم بعضهم البعض وكيفية تسقيط بعضهم البعض وفي كيفية ابداع وسائل الاستحواذ والتسلط دون حساب للمخاطر المحدقة بالعراق وشعبه فضلاً عن غضهم الطرف عن هول الاختراق السياسي والامني الداخلي والذي يكاد ان يصل الى حد استطاعته شل الحياة السياسية والاقتصادية في أي وقت يختاره .. لا ابالغ اذا ماقلت ان هذا المسلسل الدموي لتدمير العراق يمول بامكانات كاملة لأكثر من سبع دول اقليمية مع تغطية وقبول دول كبرى تمارس سياسة قذرة في المنطقة.. تعمل لايقاف مايسمى بالمد الشيعي، ويتم هذا لحساب عملاء الولايات المتحدة، دول ومحور الاعتلال العربي، زائداً هذه المرة اللاعب التركي الذي دخل على الخط بشكل سافر الآن، وبالطبع يأتي هذا التحالف كنتيجة للتوتر الامريكي الايراني، واجزم انه سينفرط حالما يتم الاتفاق بين القوتين الامريكية والايرانية وهذا مايرعب دول الاعتلال العربي، اضافة لتامين حدود وأمن اسرائيل التي لاتتحرك الولايات المتحدة في المنطقة الا من اجلها كلاعب اساسي وحليف استراتيجي. وهناك دول اقليمية عربية يرعبها التحول الديمقراطي في العراق تعمل على احتضان ازبال البعث الصدامي وتعمل جاهدة عبر دعمهم بكل الامكانات المتاحة لاجل اقلاق الوضع في الداخل العراقي واسالة الدماء فيه لاجل ارسال رسالة الى شعوبها مفادها ان فكرتم بالتغيير في تلك البلاد فان النتيجة ماتروه ..
ليعلم الجميع ان عدونا يدير المعركة عن قرب وبعد وبإمكانات هائلة ولا ابالغ ايضا ان قلت انها حرب دولية واقليمية ضد شعب العراق تدار بخبث الشيطان وبيد العدوان وبخسة الخونة وبتكالب وتشابك معقد وكبير وخطير وقد اختار اعداؤنا لتنفيذ الاجندة الارهابية ولادارة دفة التدمير اخس الخلق في الوجود واقذرهم وهم حثالات التكفير القذرة معهم حثالة البعث التي تربت في مواخير الرذيلة والسقوط ونمت اجنة نجسة .. فانجبت مانراه الآن ورأيناه طوال الحقبة الصدامية المدعومة عربيا في العقود الماضية وحتى الآن .. يكفينا ترديد مقولة الآه وبكائية الشجب والتنديد .. والغفلة عن انتاج الحل الواقعي غير القابل للقسمة على اثنين واعتقد ان هناك ازمة كبيرة في العراق وهي ازمة قيادة موحدة وازمة قرار موحد وازمة ارادة موحدة وازمة عقل سياسي غيور يقلب الطاولة على اعداء العراق ويمسك بزمام المبادرة والتحكم به كبديل لسياسة ردود الافعال الجارية الآن في العراق منذ زمن السقوط حتى اليوم، وهنا اقولها أن من المعيب علينا وعلى ساستنا في العراق ان ترى هذه الجريمة القذرة وغيرها وتستمر في لعبة الركون الى حب الدنيا والسلطة والكرسي والثروة وتنسى ان الله والتاريخ يراقبون الامر عن كثب ويسجلون كل شاردة تهاون وواردة تخاذل ونزوة طمع وعطش لما لايروى، ولهاث وراء حطام زال بزوال الغابرين والطغاة ويزول بزوال الروح او اثناء وجودها في الجسد، ليكون المتخاذل والمتهاون عبرة لمن يليه في مسيرة التاريخ الماضية بخيرها وشرها تنبئنا بإبلغ العبر ..
الذي يجري سببه ضعفنا وتهاوننا وانقسامنا وما اسلفت من تشخيص واختراق عدونا لجميع مفاصل الدولة عبر عملاء منهم المعروف والمعلن ومنهم الخلايا النائمة وهناك من وقع في متاهات الفساد فامسكوا عليه وثائق استخدمت لابتزازهم وجعلهم يدورون في فلك ارهابهم وهؤلاء موجودون في المفاصل الامنية والادارية وسبق وان شخصنا الامر منذ ساعات السقوط الاولى وقلناها وكررناها ومع الاسف وكأننا اسمعنا لو نادينا احياء.. ولاحياة لمن ننادي .. القتلة الحقيقيون والآمرون للمنفذين لهذه الجرائم هم مخابرات دول في المنطقة ..تقاتل باقذر الاسلحة من اجل قبر الديمقراطية في العراق لكي لاتنتقل عدواها اليهم ولا استثني هنا احدا، وهناك ادلة موثقة لدى القوى الامنية والقوى السياسية العراقية وقيادات البلد تثبت ضلوع هذه الدول بتمويل هذه الجرائم ودعمهم للارهاب بالمال والاختراق والدعم السياسي والاعلامي، والمتابع الباحث عن الحقيقة غير خاف عليه وضوح الصورة وجلاء الحقيقة.. ولكن الذي لا افهمه هو عدم استخدام تلك الادلة في الهجوم المضاد كرد ناجع يفضح تلك القوى الخسيسة ويضعها امام واقع ان تكون هي صاحبة رد الفعل وعندها ننتقل الى مرحلة متقدمة في مواجهة العدو ..
هناك امر اخر اراه حلا مهما يقي شعبنا ووطننا شرور هذه الهجمة القذرة ومن خلال اطلاعي على مجريات الكثير من الامور ماخفي منها وماظهر، وجدت ان عدونا راهن خلال الفترة المنصرمة على امرين مهمين، الاول هو محاولة شق الصف الوطني العراقي وتوسيع رقعة الخلافات بين الاطراف الفاعلة في العملية السياسية قدر استطاعتهم عبر تغذية الخلافات ودس الفتن واختراق الجهات كافة واللعب على وتر الخلافات السابقة وتاجيج أي خلاف يقع عبر تغذيته بتسريبات مصدرها المخترقين يدعمهم اعلام مشبوه يدار باموال خليجية طائلة ومؤسسات اعلامية تكرس كامل جهدها لبث السموم والفتن بين تلك الاطراف مع اختراق كبير لمفاصل الدولة مهمتها عرقلة الخدمات وزعزعة الأمن وهناك ادلة موثقة تثبت ان الاختراق الواسع لمفاصل الدولة .. وقلة الوعي وغياب الثقافة السياسية والامنية هو امر واقع. والشق الثاني العمل على اهانة المجموع السياسي عبر ترسيخ بديهية الفشل الذريع والصاقها بمجموع تلك المكونات السياسية للقول فيما بعد ان بديلهم وعملاءهم هم الحل وهنا اهتم العدو اهتماماً كبيراً بشق الصف ووضع للأمر امكانات جبارة تعمل على التغلغل في تلك الدوائر السياسية والامنية تتلون كما الحرباء وتهتف بهتافات الحزب وتنادي بنداءاته وتنقل كل شاردة وواردة الى عدونا.. والامر غير خافٍ على الجميع ولا انكر هنا وجود نزعة الانا وبعدي الطوفان التي ابتلي بمرضها الكثير من الساسة تتنازعهم لذة التسلط والكرسي، وما ان يختلف هؤلاء مع بعضهم .. حتى يتحولوا كشضية تزيد بإحراق الجسد الممزق اصلا، وهذه الظاهرة أسهمت كثيرا في تعزيز قوة العدو ودعم حركته وراهن العدو على هذا الهوان ونجح كثيرا مع الاسف في ذلك وادت هذه الانا الفردية المصلحية على وضع الحواجز الهائلة بين القيادات والشرفاء الخلص من ابناء الوطن، وهذه الحواجز تبنيها طبقة طفيلية وصولية منافقة فاسدة ودنيئة .. على غرار الطبقات المنافقة التي كانت تحيط بطاغية العراق، لتؤمن مصالحها على حساب الوطن وشعبه، وعلى كل حال لنعترف بوجود هذا الواقع الممزق المرير ... ولكي لاتكون الصورة سوداوية للغاية لا انكر وجود قوى وشخصيات وطنية مخلصة وامينة ولها باعها الكبير في مجال خدمة العراق وشعبه ولكنها انساقت شاءت ام ابت الى حيث مايريده العدو عبر عدم سعيهم الدؤوب لاجل ردم الهوة وتقريب وجهات النظر المختلفة والالتقاء على المشتركات واقولها بصراحة ان لم تتم المبادرة والثورة على هذا الواقع المرير فان الامر يقول اننا نسير الى حتفنا بارجلنا وبارادتنا المتخاذلة والمخدرة ..
اعتقد جازما ان الضربة القاصمة لظهر العدو اجدها في انطلاق ارادة غيورة وطنية موحدة وعبر اعلان قرار مفصلي مصيري قوامه ان تعمل القوى التي اشتركت في المظلومية والمحنة والبلاء والقتل والالغاء على اقرار آلية محددة قوامها توحيد صف القوى التي اثبتت المحنة ان بيدها مفتاح الحل واعلان الغاء جميع المسميات المتشتتة التي افرحت العدو واحزنت ملايين المنكوبين، واقرار عهد وطني يشرف على اقراره غالبية الشعب العراقي وان يتم بناء اطار موحد تثبت فيه المشتركات وتؤطر باطار شرعي وشعبي وان ينجز مجلس حكماء وقيادة سياسية موحدة لاتتحرك الا عبر قرار مشترك يمر بعدة مراحل تلغي الفردية والاستئثار بالقرار وتحول المعركة من سياسة رد الفعل الهزيل الى الفعل المبادر المربك للعدو ومخططاته الدنيئة ولنا في تجارب غيرنا عبرة ولن اتطرق لتلك التجارب لانها شاخصة امامنا بسلبياتها وايجابياتها بعد توحيد الصف .. الامر الآخر يجب تثبيت هذا الاطار الموحد ليدير دفة الحكم والعملية السياسية في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ العراق وان يعمل على ادارة البلد وفق الدستور المكتوب وعليه اتخاذ قرار المبادرة وحسم قرار التحالفات الدولية والاقليمية بما ينسجم ومصالح الوطن وشعبه بالاعتماد على ارادة وقوة ومساندة الشارع الشعبي والذي يقر ويبارك وحدة تلك الاطراف وهو رقم صعب للغاية في الساحة العراقية والاقليمية لم يستثمر بعد، وهو قوي مادام موحدا بوحدة قياداته وايثارهم متماسكا متحابا , وضعيفا مادامت قوته مشتتة واواصر المحبة والتآلف مفقودة بسبب تنازع قياداته السياسية، وهذا الشارع ممكن استثماره لصالح تمرير أي قرار سياسي مصيري سيُركع أي قوة مهما تجبرت وعتت تستهتر بمصالحنا .. وبعد ان توضع النقاط على الحروف مع القوى الدولية والاقليمية الفاعلة والتي من الممكن استمالتها لصالح شعبنا وان تتخذ هذه القيادة الموحدة قرار التعامل مع تلك القوى والدول بالمثل فقطع العلاقات مع الاعداء والمواصلين لدرب التخريب ومنع أي تعامل اقتصادي وسياسي معهم وفتح افاق التعامل السياسي والاقتصادي وعلى مصراعيه مع القوى والدول التي تتعهد بان تكون داعمة للعملية السياسية ولهذا الشعب وتتعامل معه باحترام متبادل لابفوقية وسياسة الاملاء والاوامر بل وفق تبادل المصالح المشتركة .. اعتقد ان وحدة الصف وخلق قاعدة من التعامل الاريحي بين جميع الاطراف والقيادات سيجعل من عدونا في حيرة ومراجعة لحساباته ومراهناته وانا اؤكد هنا ان عدونا سيكشر عن سموم نابه وسيلعب على المكشوف وبعلانية اكثر وضوحا هذه المرة ولكنه لن ينتصر لان الارض بايدينا والقوة بايدينا وامامنا الكثير من الخيارات البديلة من الممكن استثمارها للوصول الى اكبر قدر من الحصانة والرخاء ولاينقص شعبنا ان يتحرك بعقول جبارة لديها ارادة وشجاعة تصنع من المستحيل واقعا ملموسا ..