قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

منهج الحق ومنهج الباطل .. دلالات العمليات الارهابية
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة احمد عبد الرحمن
مهما تنوعت وتعددت اساليب الجماعات الارهابية المعادية للشعب العراقي، والمعادية لكل ما يمت الى القيم والمبادئ الانسانية بصلة، فأنها تبقى تدور وتتمحور حول هدف واحد، هو ايقاف عجلة الحياة، عبر سفك الدماء الطاهرة، وازهاق الارواح البريئة، واهلاك الحرث والنسل، بصرف النظر عن الهوية والانتماء والدين والقومية والمذهب والعرق.
ماجرى مؤخرا في العاصمة بغداد، وقبلها في الخالص وكربلاء المقدسة، يشكل حلقة من حلقات مسلسل الاجرام الدموي التكفيري والصدامي ضد العراق والعراقيين. وقبل ايام قلائل، كتبنا نقول حول العمليات الارهابية التي وقعت في قضاء الخالص ومحافظة كربلاء المقدسة " ان هذا التصعيد في الاعمال الارهابية، الذي يمكن ان يقرأه البعض على انه يعد نوعا من التراجع في الوضع الامني، جاء في ظل حراك سياسي كبير تشهده الساحة العراقية على خلفية الانتخابات البرلمانية المقبلة والاستعدادات والتحركات المحمومة من قبل مختلف الاطراف السياسية للشروع بالمرحلة الجديدة واستحقاقاتها، المتمثلة اساسا بالاسراع بالتئام مجلس النواب الجديد، وانتخاب رئيس جديد، ومن ثم تشكيل الحكومة".
ولعل العمليات الارهابية التي شهدتها اكثر من منطقة من مناطق العاصمة، بدت مختلفة من حيث اسلوب التنفيذ عن سابقاتها، اذ انها استهدفت مجمعات سكنية يقطنها اطفال صغار، وشيوخ كبار، ونساء، ومن الطبيعي جدا ان يكون عدد الضحايا كبيرا وحجم الدمار هائلا، وهذا ما كشفت عنه الارقام والمعطيات الاولية، والمشاهد التي بثتها وسائل الاعلام المرئية. بيد ان تفجيرات المجمعات السكنية في حي العامل والسيدية والشعلة ومناطق اخرى، كانت صورة لاتختلف من حيث جوهرها ومضمونها عن صورة التفجيرات التي سبقتها، ولاتختلف عن صورة الاربعاء الدامي قبل ثمانية شهور، ولاتختلف عن الاحد الدامي قبل ستة شهور، ولاتختلف عن تفجيرات الثلاثاء الدامي قبل اربعة شهور ونصف.
وقد لا نأتي بجديد عندما نتحدث عن طبيعة وحقيقة اجندات الجماعات الارهابية ومن يقف ورائها، ولا نأتي بجديد ايضا عندما نعيد التذكير بما ينبغي فعله والقيام به من قبل الجهات الرسمية السياسية والامنية والاستخباراتية لوضع حد لنزيف الدم العراقي، ولا نأتي بجديد عندما نشدد مرة اخرى على ان تكاتف وتآزر العراقيين بمختلف الوانهم واطيافهم هو العامل الاساسي لدحر الارهابيين، والوصول الى شاطئ الامن والامان.
التحليل الموضوعي والقراءة الواقعية لعمليات الخالص وكربلاء لاتخرج عن سياق التحليلات الموضوعية والقراءات الواقعية للعمليات الارهابية التي شهدتها العاصمة بغداد، في عدة مناطق من بينها الصالحية والمنصور والشعب والجادرية وشارع فلسطين، ولاتخرج عن سياق التحليلات الموضوعية والقراءات الواقعية لمجزرة هور رجب، ولحوادث ارهابية اخرى وقعت في محافظتي الانبار ونينوى.ليس هناك غموض في دلالات تلك العمليات الارهابية واهدافها ودوافعها ومراميها، من حيث التوقيت، ومن حيث اسلوب التنفيذ ومكان التنفيذ ..الاجندات الحالية للجماعات الارهابية هي ذاتها اجنداتها قبل خمسة اعوام واربعة اعوام، وهي لم -ولن تتورع - عن فعل أي شيء مهما كان حجم دمويته واجرامه من اجل تنفيذ تلك الاجندات.
وعلينا هنا ان نشير بوضوح ـ وهذا ما يعرفه ويدركه الجميع ـ الى ان اعداء العراق ايا كانوا، يريدون افشال التجربة الديمقراطية، ويريدون تخريب كل ما تحقق من مكاسب ومنجزات، ويريدون اعادتنا الى عهد الديكتاتورية والتسلط والاستبداد، ونحن نريد العيش في ظل اجواء الوئام والحرية والديمقراطية. وشتان بين الارادتين، فإرادة الشر لا- ولن- تلتقي مع ارادة الشر. ونجاحهم -لاسمح الله- يعني فشلنا، وفشلهم واندحارهم يعني انتصارنا، ولاخيار للعراقيين سوى تحقيق الانتصار، وبالوحدة والتكاتف والتعاون والتآزر وتغليب مصالح الوطن والمواطن نصل الى الاهداف المنشودة، ونبلغ شاطئ الامن والامان.