امريكا تواصل سحب قواتها.. وتخلّف (15) الف عنصر في سفارتها !
|
بغداد/ الهدى:
تواصل القوات الأميركية مغادرة العراق لتنهي مع نهاية الشهر الجاري وجودها الذي استمر نحو 9 اعوام، وذلك بحسب الاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن، الا ان بعض الجوانب المرتبط بها الانسحاب لاتزال مدار جدل وبحث بين الجانبين، وبين الفرقاء السياسيين في العراق، ومن ذلك ما يتعلق بعدم وفاء الادارة الامريكية بأخراج العراق من البند السابع، وما يثار حول إمكانية بقاء نحو 3 الاف عسكري امريكي بعد الانسحاب ومنحهم الحصانة من عدمها، فضلا عن العدد الكبير جدا للموظفين في السفارة الامريكية البالغ 15 الف عنصر، الامر الذي ترفضه الكثير من الكتل وتعده بمثابة قاعدة استخباراتية كبيرة وليس سفارة دبلماسية كماهو متعارف بين الدول.
من جانبه قال الرئيس الامريكي باراك اوباما، أمس الاثنين، ان حجم سفارة بلاده في العراق سيكون مشابها لحجم سفارات اخرى لبلاده في دول عديدة في المنطقة، حسب تعبيره. وبرر اوباما خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء نوري المالكي، العدد الكبير للعاملين في السفارة بالقول ان "هناك حاجات لجعل الرقم اكبر بسبب الوضع الامني في العراق، ولا يمكن ان نضع الموظفين المدنيين الا مع حماية امنية وهذا ما يجعل العدد اكبر مما ينبغي ان يكون" على حدّ قوله. واضاف ان "حجم التعاملات الكبيرة والواسعة مع العراق سيجعل السفارة تتطلب وجود موظفين بعدد كبير".وكان المتحدث باسم السفارة الأميركية ببغداد مايكل مكليلان، أكد السبت الماضي ، أن عدد موظفي السفارة الحاليين يقارب الـ15 ألفا، لافتا إلى أن هذا العدد جاء بدراية وموافقة الحكومة العراقية.وأكد مكليلان أن "السفارة الأميركية في العراق تحتاج هذا العدد من العاملين لكبر حجم العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، فضلا عن حجم السفارة الأميركية بالعراق".واعتبر أن "حجم السفارة الأميركية بالعراق متناسب مع الاتفاقية" المبرمة مع العراق. واعتبر النائب في كتلة المواطن ، علي شبر، أن بقاء 15 ألفاً "يعني أن الدولة الأميركية مهيمنة حتى الآن ووجودها فاعل وقوي في العراق"، مطالباً بـ"السيادة الكاملة وأن تكون العلاقات طبيعية كباقي الدولة".و أن "يكون هناك تبادل بين السفارات ضمن الأعراف الدبلوماسية"، حسب تعبيره.واعتبر عضو التيار الصدري جواد الجبوري إن "الحديث عن وجود الالاف من الموظفين في السفارة الاميركية في بغداد بعد الانسحاب امر لا يتطابق مع الاعراف الدبلوماسية، فالتمثيل الدبلوماسي لا يتجاوز العشرات حتى وأن كانت المصالح تصل الى ذروتها".واوضح هذا العدد " يعني انتفاء تسمية سفارة وتحولها الى قاعدة لقوات الاحتلال"، مبينا أن "التمثيل الدبلوماسي الاميركي يجب ان يكون متساوياً للتمثيل الدبلوماسي العراقي في واشنطن والذي لا يتجاوز مئة شخص". من جانبه عدّ رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الاثنين، بقاء 15 الف موظف في السفارة الأميركية ببغداد بعد انسحاب قواتها أمرا "غير منطقي"، مشددا على ضرورة اعتماد رأي الحكومة العراقية باتخاذها هكذا قرار. وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان أن "بقاء 15 الف موظف يعملون في السفارة الأميركية امر غير مرغوب به لان الجيش الامريكي ينسحب نهاية العام الجاري وبقاؤهم بهذه الاعداد غير منطقي". وأضاف أن "هناك تبادلا مع العراق للتمثيل الدبلوماسي والعلاقات الثنائية ضمن إطار الاتفاقية الاستراتيجي الموقعة مع العراق".
(الناتو) : لا حصانة .. لا تدريب
من جانبه أعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس انتهاء مهمته التدريبية في العراق في 31 ديسمبر الحالي، بعد رفض العراق منح الحصانة الى عناصر الحلف. وقال راسموسن في بيان "تعذر ايجاد اتفاق حول تمديد هذا البرنامج المكلل بالنجاح، بالرغم من المفاوضات المضنية" بين حلف شمال الاطلسي والسلطات العراقية. وقال راسموسن "المهمة التي بدأت في 2004 بطلب من السلطات العراقية كللت بالنجاح" حسب قوله. والاتفاق الحالي بين الحلف والحكومة العراقية ينص على ان يحاسب العسكريون والمدربون في الحلف امام القضاء العسكري للحلف او الدول الاعضاء فيه وليس امام القضاء العسكري العراقي. ورفضت بغداد تمديد هذه الحصانة بعد 31 ديسمبر وانسحاب اخر الجنود الاميركيين.
|
|