قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
ميراث عاشوراء كلمتان: (لا) للظلم والفساد و يزيد ولكل طاغوت آخر و (نعم) للحسين و من يحمل رايته
المرجع المُدرّسي: العلماء في العراق رقباء وشهداء على السياسة ولن يهادنوا ويسكتوا على الفساد والظلم
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة كربلاء المقدسة/ الهدى:
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي(دام ظله) إن " من اعظم ما اورثنا اياه الامام الحسين عليه السلام في نهضته انه اسس في الامة تيارا للاصلاح، ليس مصلحا واحدا او اثنين، انما مؤسسة وحركة اصلاحية مستمرة متجددة حتى هذا اليوم وتبقى دائما رقيبة على الامة ، و هي حركة العلماء الذين اتخذوا من خط الامام عليه السلام وشهادته ونهضته منطلقا للقيام بهذا الدور، وهي حركة مدعومة بالحماس وبالبكاء والشعائر وغير ذلك من الصور التي تتجدد وتنمو سنة بعد اخرى.. لأنه عليه السلام اورثنا ميراث عاشوراء وهو بالمجمل يتلخص في كلمتين هما: كلمة لا ليزيد ومن ثم لا لكل طاغوت يشبه يزيد. و كلمة نعم للحسين ومن ثم لكل انسان يحمل راية الحسين سلام الله عليه..". واوضح سماحته في جانب من محاضرته الاسبوعية بحضور جمع من الوفود والزائرين وطلبة الحوزة العلمية أن " مسيرة وحركة العلماء اثبت التاريخ خلال قرون والى الأن جدوائيتها لان العلماء من اهل البيت العلماء ، من خط ابي عبد الله ، حينما حملوا الراية كانوا يعرفون انها مضمخة بالدم و ليست كأي راية سياسية او اجتماعية او ثقافية او اقتصادية .. وكما حافظ عليها ابو الفضل عليه السلام فأن هذه الراية لا تسقط ، قد يستشهد صاحب الراية ولكنها تبقى مرفوعة وتستمر .. ولذا فأن سرّ قوة واستقلالية علماء هذا الخط الحسيني وكل متبع له هو في كلمة واحدة هي : اننا اتباع ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه، حيث لامكان للخوف والخنوع، ومن يكون كذلك يكون مستقلا و هذه الاستقلالية تمنحه القدرة على الرقابة على الوضع العام.." وتابع : " ومن هنا فأن علماء الدين في العراق ليسوا جزءاً من السياسة والاعيبها ، فهم وفي لحظة من اللحظات حينما نزلوا الى الساحة ووجهوا الناس ودفعوهم لكي ينتخبوا ويقرروا ، ويفعلوا ذلك كلما تطلب الامر، فأن ذلك لا يعني انهم اصبحوا جزءاً من السياسة بل هم كانوا و يبقون رقباء وشهداء على هذه السياسة فاذا رأوا الفساد الادار ي والاقتصادي او الخلقي او اي نوع من الفساد يقفون ويرفعون صوتهم لانهم ليس لهم مصالح ومناصب سياسية يخشون فقدانها، ليس لهم مصلحة في السكوت على الظالم والفساد ، وبهذه الميزة يبقى العالِم مؤثرا دائما في الساحة ، لأن الطرف الاخر يفهم انه فيما اذا توغل في الفساد و في الانحراف والضلالة، فأن العالِم ينزل الى الساحة وينشر راية الامام الحسين عليه السلام ، وكل حاكم من الحكام في الامة يعتقد بنفسه انه قوي ومصون، يخطئ، فليس هناك حاكم اقوى من الحق ويستطيع ان يقاوم المعارضة الدينية الحقيقية التي تتجه الى الله تعالى.. التي تبغي الحق والعدل لا كرسي الحكم ولا تفتش عن المصلحة"، واضاف :" ولذلك فأن العلماء رغم انهم يقومون بدورهم لكننا الآن في العراق وغيره بحاجة الى المزيد من التوجه و الدخول في الساحة لا أن ندع السيل يبلغ الزبى ، وقد بلغ !، والكيل الى أن يطفح، وقد طفح ! ، نحن لا نرضى ولانريد أن يستمر هذا الفساد السياسي والاداري والاقتصادي في البلاد ، لا نريد لعاصمتنا بغداد أن تصنف لمدة عدة سنوات في ذيل قائمة اسوأ العواصم! او يصنف بلدنا من بين الدول الاكثر فساداً في العالم ، لا نريد رائحة الفساد الكريه تعم في كل مكان، والى متى ؟!... إن الامام الحسين عليه السلام يعلمنا أن من يبيع دينه خوفا او مقابل مصالح دنيوية زائلة فأن عاقبته ستكون سيئة ، وإن مجاري الأمور والأحكام بيد العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه.. وأن أن السكوت والتبرير وعدم تحمل المسؤولية يشيع الظلم والفساد والانحراف في اي بلد وفي اي زمان..." وختم بالقول " ونحن بعون الله سنحافظ و العلماء في بلدنا وسيحافظ معنا الاخرون من اتباع اهل البيت(ع) على تراث عاشوراء في الامة وهو كلمة لا للظلم والفساد وللطغاة والظلمة، وكلمة نعم للعلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه، نكون معهم في خطهم الرقابي في الامة، الذي لا يجعلها تنجرف في الانحراف والفساد، وتحمل كل الصعاب للقيام بهذا الدور.."