اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا وتجاوز قضية (قره باغ)
|
الهدى / وكالات
وسط اعتراضات في كل من تركيا وارمينيا وجمهورية اذربيجان، وقعت كلٌ من ارمينيا وتركيا اتفاقاً لتطبيع العلاقات بينهما وانهاء النزاع والتوتر بين البلدين الذي يعود الى الحرب العالمية الأولى وتحديداً الى عام 1915 حيث تتهم ارمينيا تركيا العثمانية بابادة الآلاف من الأرمن في تلك الحرب.
وينص الاتفاق الذي تم بوساطة امريكية – اوربية في مدينة زوريخ بسويسرا، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح الحدود بينهما، وتشكيل لجنة مشتركة من مؤرخين مستقلين لدراسة قضية (الإبادة الجماعية) التي طالما اتهم الأرمن تركيا بارتكابها بحقهم.
وقد شهدت أرمينا السبت الماضي مظاهرات احتجاجا على توقيع الاتفاق، والذي اعتبر المتظاهرون أنه لا يعالج مشكلة مقتل مئات آلاف الأرمن في عام 1915، وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا تنازل للأتراك".
وفي تركيا تعارض الأوساط القومية التركية هذا الاتفاق وترى في تشكيل اللجنة المشتركة لدراسة الوثائق الخاصة بمرحلة الحرب العالمية الأولى بموجب الاتفاق تنازلا تركيا لأرمينيا.
وكانت تركيا قد أغلقت حدودها مع أرمينيا عام 1993 بسبب النزاع الذي نشأ بين أرمينيا و جمهورية أذربيجان حول إقليم قره باغ، واشترطت أنقرة إحراز تقدم بين الدولتين حول الإقليم لكي تقوم بتحسين علاقاتها مع أرمينيا.
من جهتها وزارة الخارجية الاذربيجانية في بيان "ان تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا قبل انسحاب القوات الارمنية من المنطقة الاذربيجانية المحتلة يتناقض بشكل مباشر مع مصالح اذربيجان ويلقي بظلاله على العلاقات الاخوية بين اذربيجان وتركيا المبنية على جذور تاريخية".
واضافت "ان اذربيجان ترى ان فتح الحدود التركية الارمنية من جانب واحد قد يهدد السلام والاستقرار في المنطقة".
وتأتي معارضة اذربيجان لهذا الاتفاق بسبب استمرار احتلال الأرمن لاقليم قره باغ الواقع في جمهورية اذربيجان منذ عام 1993 عندما استولى على الاقليم ذو الاغلبية الارمنية انفصاليون مسلحون بدعم من جمهورية ارمينيا كما استولوا على سبعة اقاليم مجاورة لها داخل جمهورية اذربيجان المسلمة.
وقطعت ارمينيا واذربيجان العلاقات الاقتصادية و روابط النقل المباشرة بينهما ولم تتمكنا من التفاوض على تسوية لنزاع ناغورني قره باخ رغم سنوات من المحادثات.
|
|