إستقبل وفودا علمائية ورسمية وعشائرية من مختلف محافظات البلاد
المرجع المُدرّسي"دام ظله": طريق إصلاح أنفسنا ومجتمعنا وعلاج مشاكلنا يبدأ من إصلاح الاخلاق
|
المجتمع الذي لا يتعاون ابناؤه ويتنازعون ويتفرقون على أبسط شيء لا يستطيع أن يتقدم
الهدى ـ كربلاء المقدسة:
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة خلال الايام القليلة الماضية، حشدا من الشخصيات والوفود العلمائية والرسمية والثقافية والعشائرية من بغداد والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة والبصرة وواسط وبابل والديوانية وغيرها من مختلف مناطق البلاد. كما استقبل سماحته وفودا اخرى من خارج البلاد، من بينها وفود من سوريا وايران وامريكا.
في غضون ذلك قال سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله" إننا اذا اردنا الحياة في مجتمع ينعم بالتقدم والأمن والرفاهية، فإنه " ينبغي علينا جميعاً أن نعمل جاهدين من أجل اصلاح مجتمعنا واصلاح ما بيننا والتحول الى ذلك النموذج الطيب، فإذا تحولنا الى النموذج الاسلامي الصحيح فإن الله سبحانه سيرحمنا وسيُذهب عنا هذا العناء والعذاب الذي إنما جاء بسبب هذه الامراض والفيروسات التي بداخلنا وهذه الاخلاقيات غير الحسنة التي انتشرت في مجتمعنا". وأكد سماحته بالقول " فالنصفِّ قلوبنا ونتراحم بيننا ونتعاون معاً، هذه الصفات إذا إلتزم المجمتع كله بها فسيصعد وينمو المجتمع وإذا التزمنا أنا وأنت بها كأفراد فسنصعد نحن وليس بالضرورة كل المجتمع، وحتى الفرد الواحد اذا التزم بينه وبين نفسه فسيوفقه الله في حياته..". وتساءل سماحته في جانب من محاضرته الاسبوعية أمام حشد من الوفود والزائرين: " هل كتب علينا نحن المسلمين في مختلف أقطار الارض أن نعيش مع الآلام والحروب والتهجير والتخلف والفقر والمرض، مع دول مفروضة علينا فرضاً تحكم بالنار والحديد وتضيق علينا انفاسنا وتلاحقنا بقوانين ما أنزل الله بها من سلطان؟، هل كان هذا علينا كتاباً مفروضاً وقدراً مقدراً، أم أن هناك سبباً آخر..". موضحا أن "هناك أموراً ليست إلا بقرار الانسان وربنا سبحانه وتعالى يقول: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ، فليست صدفة أن تعيش الامة في هذه الحقبة من الزمان في هذه الوضعية المزرية، إنما هنالك قانون إلهي في هذا الكون، وهو: إن احسنتم احسنتم لأنفسكم، وان أسأتم فلها. فالاساءة والاحسان من الانسان وتعود اليه.. وإن تلك السنن هي السنن فيما مضى والآن ومستقبلا، هي نفسها". وواصل سماحته بالقول " وإذا رأيت أمة تعشعش الفقر فيها ولزمت المشاكل بابها دائما من مشكلة الى مشكلة اخرى ومن طاغوت الى طاغوت آخر ومن حرب الى ارهاب ومن تخلف الى دكتاتورية ومن دكتاتورية الى تخلف، إذا رأيت هذه العلامات فهذه ليست المرض بل إن المرض في مكان آخر واكثر الناس مع الأسف ينظرون فقط الى علامات المرض ولا ينظرون الى الاسباب الحقيقية وراءها، وربنا سبحانه وتعالى يقول: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ". وأضاف سماحته أن " الله سبحانه وتعالى لم يفرض علينا حياة أليمة، والمشاكل لم يفرضها علينا وإنما جاءت بما كسبت ايدينا، وإذا كابرنا نحن ولم نُرد ولم نشأ أن نفهم هذه الحقيقة لا كأفراد وكل فرد لا يحب أن يعرف هذه الحقيقة، أو كمجتمع، فهذا المجتمع و الفرد أو ذاك لا يدرك نفسه فيلقي اللوم على زيد أو عمر أو التاريخ أو على الطبيعة أو على البيئة، و..إلخ، فلا يؤنب نفسه ويحاسبها ويقول أنا المسؤول، وكيف يحاسب نفسه ويغير واقعه، فيدرك أن الانسان مسؤول، و: وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ. فلننظف دواخلنا من هوى النفس والشيطان والوساوس، والثقافات الباطلة التي لم تدعنا نرى طريقنا، ونغير واقعنا من دون مكابرة والقاء للّوم على الآخرين". وأكد سماحته أن طريق علاج المشاكل والويلات وألازمات، و اصلاح انفسنا ومجتمعنا "يبدأ من شيء مهم جداً وهو اصلاح الاخلاق، فكلمة الاخلاق طالما سمعناها من آبائنا وامهاتنا واجدادنا وعلمائنا وقرأناها في الكتب المدرسية، فالوفاء والصدق والامانة هذه كلها قرأناها ولكن المسافة شاسعة بين ما نقرأ وبين ما نعمل ونطبق وهذه الاخلاق هي كل شيء في حياة الانسان فالمجتمع الذي يخون بعضه بعضاً ويحسد بعضه بعضاً ولا يتعاونون مع بعض ويتكالبون على الدنيا ويتنازعون على ابسط شيء ويتفرقون بأبسط شيء، هذا المجتمع لا يستطيع أن يتقدم، فأي مجتمع في التاريخ كله استطاع أن يتقدم في غضون الخيانة والتفرقة والحسد والكسل والفشل والكلام الذي يلقيه على كاهله ولم يطبقه وبخُلف الوعد ونقض العهد، ؟ وبالمقابل اذهب إلى أي مجتمع ناهض وواعد فتمعن فيه سترى عندهم نوعاً من الاخلاق.."
|
|