سماحة المرجع المُدرّسي يستقبل وفد مكاتب الدعوة الاسلامية في كربلاء وبابل:
على الساسة توحيد الصف ومصارحة الناس بالواقع وليس رفع شعارات لايتم تطبيقها
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي (دام ظله) في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة وفداً من حزب الدعوة الاسلامية، تنظيم الداخل، يتقدمهم الاستاذ مكي عبد الحسين الواسطي ومدراء واعضاء مكاتب الحزب في محافظتي كربلاء وبابل. وجرى خلال اللقاء التطرق الى تطوارات الاوضاع في البلاد، و الازمة السياسية جراء عدم تشكيل الحكومة والخلافات القائمة بين الكتل السياسية. حيث اكد سماحته في جانب من حديثه ان " الحياة منظومة مستمرة من الامتحانات فخيرها امتحان وشرها امتحان .. فينبغي علينا ان نكون حذرين جداً ولا نضيع انفسنا وطريقنا وايماننا والامانة التي حملنا اياها الشعب والعهد الذي عاهدنا به الله، بمثل هذه الصراعات والتحزبات على مكاسب فئوية و دنيوية زائلة.. ".
وعن دور الرموز السياسية والوطنية في البلد قال سماحته إن " السياسيين والوطنيين بصورة ادق بذلوا ما في وسعهم رغم كل هذه الظروف الصعبة، للنهوض بواقع هذا البلد وهذا الشعب المظلوم، والذي حدث في العراق افضل بكثير من الذي كان سيحدث لولا حكمة علماء الدين وبعض القادة السياسيين .. فنحن في العراق عانينا من ثلاث حروب مدمرة وابتلينا بنظام وحاكم دكتاتوري آذى العراقيين وهمش وقتل وشرد القيادات الحقيقية للعراق.. ". واضاف " الان العراق يقيد ويكبل ببعض العقود طويلة الامد وفي كل القطاعات الحيوية .. ولكن رغم هذا فأن رؤيتنا لمستقبل العراق يجب أن تكون رؤية تفاؤلية والاخوة السياسيون تعبوا ويتعبون لأن العمل كبير والضغوطات والتحديات اكبر، ولكن مشكلة السياسيين اليوم انهم اذا اخطأ احدهم لا يعترف بهذا الخطأ ويبرر لخطئه بكل وسائل التبرير ولكن لو أخطأ غيره فلا يبرر له بل ينتقص منه وهذا شيء مؤسف وغير صحيح، فيجب على الاخوة السياسيين ان يذكروا حسنات بعضهم ويمدحوا بعضهم ويعترفوا بأخطائهم كما اخطاء غيرهم. كذلك يجب عليهم مصارحة الناس بالواقع وعدم رفع شعارات رنانة وكاذبة، فيجب ان نتكلم مع الشعب بصورة واقعية، اما اعطاء الشعارات وعدم تطبيقها فهذا خطأ عظيم ".
واكد سماحة المرجع على وحدة الصف بالقول " يجب ان نوحد صفوفنا، فصحيح ان البلد يجب أن يقاد من قبل الاغلبية ولكن عليهم ان يتسع صدرهم للجميع ولا يستأثروا بالحكم، ويفسحوا المجال لغيرهم في العمل معهم في ادارة البلاد.." وأضاف " نحن نحتاج في العراق الى كلمة مسموعة، فعلى السياسيين ان لايتشبثوا بتوجهاتهم وآرائهم فقط، بل يسمعوا كلام ورأي المرجعيات الدينية مثلا، وكذلك يجب الاحتكام الى المحكمة الدستورية والى البرلمان بإعتبار أن اعضاءه منتخبون من قبل الناس وممثلون عنهم وعلى هولاء النواب أن يكونوا فعلا ممثلين لناخبيهم ويدافعوا عن حقوقهم ..".
|
|