و.. المستقبل هو الفيصل..
الشعب يراقب أصحاب القوائم عن كثب!؟
|
حسن الحسني
ـ سألني زميلي (ساخراً): أرأيت كيف دخلنا موسوعة (غينس) للأرقام القياسية من أوسع أبوابها؟
ـ قلت: تقصد.. تأخير تشكيل الحكومة؟
ـ قال: أجل!
ـ قلت: في رأيك.. أين تكمن المشكلة حتى نتأخّر هكذا، ولماذا لم تتأخر تشكيل حكومتنا في الدورة السابقة؟
ـ قال: في نظري هناك عوامل كثيرة منها؛ عدم الثقة بالنفس، وسوء الظن بالآخر، والكرسي أولاً، والنفس الطائفي وبقايا الفكر البعثي الصدامي، والشك والتردد بأن (الإسلام) هو الحل لكل مشاكلنا..
ـ قلت (مقاطعاً): لنركز على العامل الأخير.. فماذا تقصد بالشك بالإسلام، أو انه هو الحل فقط، وألم يكن نوابنا مسلمين بالأكثرية الساحقة، وان أغلب قوائمنا الفائزة هي قوائم إسلامية؟
ـ قال: هنا هي المشكلة..
ـ قلت (مقاطعاً): هي المشكلة ام الحل؟!
ـ قال: أقصد لابد ان ننظر ان بلدنا هو مسلم وان الإسلام بمبادئه الرصينة نزلت من الوحي الإلهي وفي كتاب الله العزيز لا لكي تقرأ فقط بل لتطبّق، وان ديننا قد صنع حضارات وحضارات، أولم يقل تعالى في سورة المائدة: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وفي آية أخرى (الفاسقون) و.. فيا ترى متى نطبق الإسلام أم ان دستورنا تحت يافطة الديمقراطية لا يمكن تطبيق الإسلام من خلاله؟
ـ قلت: الديمقراطية ان كانت مجرد وسيلة و(آلية) للتعاطي السياسي لا بأس بها أما اذا تحولت (دين) جديد فنحن ضدها..
ـ قال: انا أقول بصراحة، ان الكثير يمارس دوراً غير دوره، وان كثيراً من الإسلاميين تراهم في حرج، وان هذه الفوضى في بلاد المسلمين.. العراق بالذات، هي نتيجة الادعاء بأننا مسلمون ولكن ظلمنا أنفسنا بعدم تطبيقنا لكتاب الله، لأن الناس غير مستعدين يخسرون حياة (الآخرة) الأبدية الأزلية في مقابل (متعة) ـ ان كانت متعة حقاً ـ في دنيا عاجلة.
ـ قلت: دعوتك طيبة، لان الإسلام يدعو للإنسانية والتعايش مع كل الطوائف والأديان ويدعو الى (كلمة سواء) بين المسلمين وأهل الكتاب، فما بالك بين أصحاب الدين الواحد من أبناء الشيعة والسنة.
ـ قال: اني اعتقد جازماً بهذه الأحاديث الشريفة: (العلماء ورثة الأنبياء) و(العلماء أمناء الرسل) و(العلماء حكام الناس)، ونحن وشعبنا يريد حكومة العلماء في الأخلاق والتربية والانسانية والاقتصاد، لا أدعياء العلم بالرأسمال والمال فقط على حساب القيم الإلهية.
ـ قلت: هذا حديث ذو شجون، نعود ونقول هل هذا السبب الحقيقي لتعثر وتأخير تشكيل الحكومة في العراق؟
ـ قال: هكذا أرى بالتأكيد..
ـ قلت: مهما كان.. فشعبنا يراقب كافة القوائم وأصحابها عن كثب، ومن يريد ان يكون (هو) المحور ولا يهمه معاناة الناس، فشعبنا يراقب كل التصريحات والتصرفات المنبعثة من أعضاء مجلس النواب، وسوف يتخذ القرار الحاسم في الانتخابات القادمة.
|
|