الأرض وطبقاته السبع
|
*إعداد / زكي الناصر
"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً" (سورة الطلاق /12).
يعترف علماء الغرب اليوم بجهلهم الكبير في حقيقة ما في داخل الأرض، لأنهم لم ينفذوا إلا لعمق لا يزيد على 13 كيلو متر، علماً أن قطر الأرض يبلغ أكثر من 12 ألف كيلو متر، أي أنهم لم ينفذوا إلا لمسافة تقدر بواحد على الألف من قطر الأرض!! ويؤكدون استحالة اختراق طبقات الأرض ومعرفة التركيب الحقيقي لها.
طبعاً السبب في عدم قدرة البشر على النفاذ داخل الأرض لأن درجة الحرارة ترتفع بشكل كبير مع العمق، ويزداد الضغط بشكل هائل، فلا يمكن لأي آلة أن تتحمل مثل هذه الحرارة أو الضغط مهما بلغت من الصلابة، وهنا يتجلى التحدي الإلهي بقوله تعالى: "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" (الرحمن /33-34". فهذا النص القرآني قرر حقيقة علمية قبل 14 قرناً يعترف بها علماء الغرب اليوم، وهي استحالة النفاذ من أقطار السموات أو الأرض وهذه بحد ذاتهال معجزة علمية أخرى للقرآن الكريم.
أما ما يتعلق بعدد طبقات الأرض ففي البداية قرر العلماء أن عدد طبقات الأرض ثلاث:
1- طبقة خارجية هي القشرة الخارجية.
2- طبقة داخلية هي النواة.
3- وبينهما طبقة متوسطة هي الوشاح.
ولكن تبين فيما بعد أن نواة الأرض في المركز ليست كتلة واحدة، بل هي قسمان: قسم صلب في المركز يحيط به قسم سائل، ولذلك اضطر العلماء لاعتبار أن النواة هي طبقتين وليست طبقة واحدة. ثم تبين أن القشرة الأرضية تعوم على طبقة أخرى غير الوشاح، لها كثافة تختلف عن كثافة الوشاح، ولذلك أصبح عدد طبقات الأرض خمسة.
وحديثاً اضطر علماء أمريكا ومن خلال موقعهم (وكالة الجيولوجيا الأمريكية) وهو أشهر موقع جيولوجي في العالم، لإضافة طبقتين باعتبار أن الوشاح (أي الطبقة المتوسطة) هو في الحقيقة ثلاث طبقات وليس طبقة واحدة، وهذه الطبقات تختلف في كثافتها ودرجة حرارتها وطبيعة تركيبها وتختلف أيضاً بسماكتها و وزنها، ولذلك لا يمكن اعتبارها طبقة واحدة، وهكذا أصبح العدد سبعة!! وحقاً إنه تعالى "عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق /5).
وعليه فان طبقات الأرض السبع وحسب آخر ابحاث الانسان تتشكل من الآتي:
1- القشرة.
2- الغلاف الصخري.
3- نطاق الضعف الأرضي.
4- الوشاح الأعلى.
5- الوشاح الأدنى.
6- النواة الخارجية.
7- النواة الداخلية.
وحسب الوكالة الامريكية لابحاث علم الطبيعة فان هذا العدد هو النهائي ولايمكن أن يكون أكثر من سبعة، لأن كل التجارب والقياسات المأخوذة بواسطة أدق المقاييس يؤيد هذا العدد، لكن حسب القرآن الكريم الذي بين أيدينا والذي نزل على صدر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، فان هذا العدد مثبت قبل اربعة عشر قرناً من الزمن، وذلك في قوله تعالى من (سورة الطلاق) "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ" (الطلاق /12)، ولو إن هذه الدلالة هي من دلالات عديدة ربما يرمي اليها القرآن الكريم، الى جانب هذه الدلالة الظاهرية.
ويبقى السؤال أمامنا ودائماً، لماذا لم نستفد من هذه النبوءات والمعاجز القرآنية في مجال العلوم المختلفة، ومنها هذه القضية، إذ ربما كنّا نكون المبادرين والأوائل في اكتشاف الهزات الأرضية والبراكين قبل حصولها، أو معرفة أسرار الطبقات السفلى في الأرض وما تخزنه من مواد معدنية وثروات هائلة، وهو ما حصل عليه الغرب قبل قرن من الزمان، وبقينا محتاجين لخبراتهم وتجاربهم، بل بات علينا في كثير من الاحيان اللجوء الى الخبرات الاجنبية للاستفادة من ثرواتنا من نفط ومعادن ثمينة لكي نحولها الى أموال نضمن بها حياتنا المعيشية.
|
|