قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

المرشَّحون.. ومَطالب الناخبين
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة تحقيق/ عبد الأمير رويح (*)
استعدادات للانتخابات القادمة، ومحاورات وأئتلافات تشكلت ونقاشات، بعضها أثمر بصيغ التوافق وغيرها تُرك لعدم الاستفادة وتحقيق المصلحة وآخر أُجل لما بعد الانتخابات وإقرار النتائج.. في مقابل ذلك هنالك شعب متلهف لتغيير نحو الأفضل كي يرتاح بعد ان أتعبته سنوات الحزن والعوز والحرمان التي تعاقبت عليه.
الانتخابات القادمة حلم يراود جميع الناخبين في العراق وهو فرصة ثمينة بنظر الكثير منهم والهدف منها التغيير واختيار الأفضل والأصلح للتعبير عن ارائهم بعيداً عن المصالح الضيقة والمكاسب الشخصية التي سعى لها البعض!.في هذا التحقيق نطرح بعض وجهات النظر التي يحملها الناخب العراقي تجاه المرشحين وكذلك نطرح فيه مطالبهم وماذا يريدون من ذلك المرشح القادم، آراء تباينت ومطالب اختلفت لكنها من وجهة نظرهم مشروعة رغم ان بعضها لا يخلو من الغرابة..
ماذا يريد الناخب من المرشّح بهذا السؤال، بدأنا أولاً مع الفنان التشكيلي عبد الحليم ياسر الذي يقول، "لا اعتقد ان هنالك مسؤولاً في الدولة لا يعرف ماذا يريد الشعب او ماذا يريد المثقف العراقي كلهم يعرفون لكن هناك ما يمنعهم من تنفيذها لأسباب قد نجهلها نحن، قد يكون منها مصالح حزبية او شخصية او الابتعاد عن هموم المواطن بسبب المسؤولية التي أنيطت به"!!. ويضيف " لا اعتقد ان هنالك تغييراً في شكل البرلمان الجديد فنحن سوف نرى نفس الوجوه ونفس الأشخاص التي نعرفها، اما من ناحية الشعارات فهي معروفه ومتداولة وقد عرفها الشارع العراقي حتى قبل ان تكتب وتعلن". حسب قوله.
الحاج حسن فياض من البصرة قال،" ما أريده من جميع المرشحين هو ان يعلموا ان هنالك رب عظيم لا تخفى عليه الخفايا ولا الاجتماعات المغلقة وسيحاسب الجميع عن كل صغيرة وكبيرة واعلموا أنكم تصديتم لأمر كبير هو خدمة الناس وبذلك وضعتم أنفسكم موضع المسؤولية العظمى التي لا يمكن الفرار منها فمن سيحصل على كرسي برلماني سيكون مسؤول أمام الله عن جميع العراقيين دون استثناء (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) لذا اكرر طلبي بتقوى الله في أبناء هذا الشعب المظلوم".
محمد عبد علي، 45 سنة، يقول، " أتمنى من المرشحين الجدد ان يكونوا بمستوى طموح أبناء الشعب وأتمنى منهم في أول جلسة لهم وبعد تأدية القسم ان يقرروا إلغاء جميع قوانين الامتيازات السابقة التي حصل عليها الوزراء والبرلمانيون السابقون ويقللوا رواتبهم حتى يكونوا وطنيين بمعنى الكلمة". ويضيف عبد علي،" ما شُرع من قوانين لمصلحة النواب والوزراء كان شيئاً محبطاً لنا جميعاً ونتساءل لماذا هذه الامتيازات ومالذي قدمتموه لشعبكم حتى تستحقوا كل ذلك؟ قراراتكم الخاصة لا تتعطل بينما قرارات الشعب تحتاج لتوافق الجميع وإرضاء رغباتهم ومن أجل ذلك فالشعب يتحمل ويظل يتحمل لما لا نهاية".
أما نديم صابر، زائر من محافظة بابل فيقول،" ما نريده من المرشح هو الصمت والانشغال بحملته الانتخابية التي نتمنى ان تكون بلا شعارات حتى لا تؤثر على مصداقيته مع شعبه فما سنقوله سوف لا ينفذ لأسباب كثيرة ومعروفه ومنها انه أي المرشح مرتبط بحزب وجه لها مصالح واتفاقات مع الآخرين لا يستطيع تجاوزها". ويضيف "لقد شبعنا من الشعارات وسئمنا الهتافات فكل من يرشح تراه يحمل معانات الفقراء على ظهره ويدور بها من مكان الى مكان لكن بعد ان يفوز يتركها في صندوق الانتخابات مع ورقة الناخب المخدوع لينشغل بمعانات أخوته النواب والمسؤولين"!!
وجهات نظر..
احد الاخوة الذين التقيناهم تحدّثَ بألم وحسرة عن واقع المواطن العراقي في زمن الديمقراطية والتحرر والانفتاح بعد ان ردّدَ "لا أريد شيئاً منهم!!"، ثم قال،" من العجيب والغريب ان ينشغل البرلماني بأموره الخاصة ومنافعه الشخصية ويترك مصالح الشعب فما لاحظته أشعرني بالإحباط ففي الوقت الذي يعاني فيه العراقي من شظف العيش ترى المسؤول يتمتع بخيرات البلاد فيحاول كسب المزيد والمزيد من دون قناعة، فراتب البرلماني الواحد يعادل راتب 5000 عائلة متعففة، وما أُسقط عنهم من سُلف يعادل ميزانية دولة نامية ان لم أبالغ، اما عن اجتماعاتهم فحدِّث ولا حرج ان كانت لمصلحتهم الخاصة فيجتمعون جميعاً بلا تأخُّر ويصوتون وكأنهم أخوة بالأغلبية المطلقة اما في غيرها فأن حضروا متفضلين فما ان يجلسوا في الكافتيريا الخاصة بالمجلس لتبادل الحديث او قراءة الصحف وشرب العصير وان تناقشوا في جلساتهم فالتوافق هو الحل وإلا فلا!!".
السلام على الوطن، كلمة قالها الأخ نهار محمد،" وهو زائر لكربلاء من ذي قار، بعدها استرسل في الحديث قائلاً،" ان ما نطلبه من المرشح هو حب الوطن والمواطن ونحن نعرف ان الوطنية تربيه وشيء فطري يتمتع به الجميع لكن بعد الذي شاهدته في العراق أصبح لدي شك في بعض البرلمانيين الذين يدعون الوطنية واعتقد ان الوطن عندهم عبارة عن مصلحة ودولارات تصرف نهاية كل شهر .. فأنت في العراق من الممكن ان تصبح مليونيراً في أربع سنوات فقط وبدون ان تقدم أي شيء او أي مجهود يذكر!!". ويضيف " نحن لا نريد من المرشح سوى ان يضع الله بين عينيه في فقراء هذا الوطن الذين أنهكهم الفقر وأتعبهم حتى أصبحوا غرباء في وطنهم، والعجب أننا في أغنى دول العالم لكننا أفقرهم فلماذا ياترى؟".
لا علم لنا بشيء..
ضياء صاحب يقول " من العجيب ان نسعى لتجربة ديمقراطية اخرى ونحن نجهل مضمونها وأهدافها القادمة! نعم في تلك الفترة كانت الأوضاع متردية وصعبة فحدث ماحدث وأقرت الكثير من القوانين بصيغ التوافق السياسي والمصلحة الحزبية لا التوافق الوطني وهذا ما اضر بنا كثيراً، علينا اليوم ان نفهم ماذا لديهم كي نحلل ونختار، ما نريده هو اطلاعنا على بعض الخفايا التي نجهلها لنميز الخطأ واختيار الأصلح أما ان بقيت الحالة هكذا فلا اعتقد ان عراقاً جديدا سيولد!!". ويشاركه الرأي الأخ أبو زينب حيث يقول،" نحن اليوم في بلد ديمقراطي ولا بد لنا من معرفة حقوقنا وامتيازاتنا إننا نريد من الأحزاب والكيانات والمرشحين اطلاعنا على برامجهم الانتخابية التي يسعون لتطبيقها وهذا ما يُعمل به في اغلب دول العالم فلماذا لا يحدث في العراق، لذا نتمنى ان يخرج المرشح ويعلن عن برنامجه الانتخابي ونتمنى ان يكون مقنعاً وصحيحاً أي انه لا يبنى على حساب جراحات المستضعفين لغرض الحصول على كرسي برلماني فقط".
مع هذه الكلمات التي لا تخلو من العِبرة والإرشاد من أجل فهم الحياة والتعلّم منها ختمنا تحقيقنا هذا مع علمنا وعلم الجميع بأن هنالك الكثير من المطالب التي في نفوس المواطنين ومنهم قراؤنا الأعزاء لاتزال بحاجة للنشر والاطلاع...
(*) شبكة النبأ للمعلوماتية