الأطفال ومخاطر تناول (الآيس كريم)
|
إعداد / ياسر الربيعي
مع حلول فصل الصيف حيث تزداد درجات الحرارة، فتزداد تبعاً لذلك درجة حرارة اجسامنا، فلنجأ عادة الى تبريدها لا عبر الوسائل الكهربائة غير المجدية لوجود الانقطاع المستمر في الكهرباء، إنما عن طريق الإقبال على تناول مثلجات ومنها (الآيس كريم)، لذا نرى الأطفال بالذات يلجأون الى تناول هذه المادة المصنّعة بكثرة.
يقول مشجعو ومروجو (الآيس كريم) إن لها فوائد كثيرة تتمثل بالمواد الأولية المتكون منها، مثل الحليب أو الفاكهة أو الشوكولاتة، وهي نفس الفوائد الغذائية التي تحتوي عليها موادها الأولية! كما تعطي لمن يتناولها مقداراً من النشوة يشعر بها، فمن المعروف ان للمشروبات الباردة والأطعمة المثلجة مفعولاً سريعا يمنح الشخص إحساسا بالارتواء واطفاء لهيب الحر، فضلا عن الترطيب وتخفيض حرارة الجسم إلى حد ما، لكن ما يجب التنبّه اليه هو إن صناعة (الآيس كريم) يمر بمراحل تصنيع تعرضه الى التلوث الميكروبي، كما يمكن غشّ (الآيس كريم) باضافة دهون مصنّعة ومثلجة وألوان غير ضارة للانسان، بمعنى إن رؤية (الآيس كريم) بأشكاله الزاهية وأنواعه المغرية معروضاً في برادات الكثير من الأسواق التجارية، لا يعني إنه الملجأ الآمن من الحر القائض أو وسيلة مفيدة لإسكات ثورة المطالبات عند الاطفال.
يقول المختصّون: إن هذه المادة اللذيذة والمثلّجة، من الممكن جداً أن تتعرض لبعض التلوثات الميكروبية خلال مرحلتين:
المرحلة الأولى: خلال الألبان والمواد الداخلة في صناعته، وذلك عندما يكون الحيوان الذي يعطي الألبان مصاباً بأمراض معدية أو عند إصابة العاملين بالزراعة والحلابين، أو عندما تكون أدوات الحلابة ملوثة وغير نظيفة، أو المياه المستعملة بالمزرعة ملوثة أو عند وجود حشرات ناقلة للميكروبات. كذلك يحدث ذلك عندما يستخدم منتجو الألبان بعض المواد الحافظة التي تضاف على الألبان الداخلة في صناعة (الآيس كريم) لتغطية سوء الإنتاج الناتج عن عدم استخدام الطرق الصحيّة والمواصفات القياسية، وهذه المواد تسبب أضراراً بالغة لمن يتناول الآيس كريم ويكون تأثيرها هدّاماً للجسم وبالأخص على الكبد والكليتين.
أما المرحلة الثانية: خلال خطوات صناعته، فعندما يترك مخلوط مكونات (الآيس كريم) ليبرد تكون هناك فرصة كبيرة لتكاثر الميكروبات، حيث أنه غني جداً بالمواد الغذائية التي تساعد على نموها وتكاثرها، كذلك قد تكون الأواني والماكينات المستخدمة في صناعته مصدراً للتلوث، وربما كان الأفراد العاملون بصناعته حاملين للأمراض، وكذلك الأتربة المحيطة بالمصنع التي قد تكون محملة بالميكروبات، وكذلك قد تكون أواني التعليب والتعبئة غير نظيفة، وهناك أمراض ربما تنتشر عن طريق تناول (الآيس كريم)، فهناك الحُمّى المتموجة وتنتج عن خطأ في طريقة البسترة أو عطل بأجهزة بسترة الألبان المستخدمة في (الآيس كريم)، وهناك أيضاً الحُمى القلاعية والسل بأنواعه، والحمى القرمزية، وسلمونيلا التيفود والباراتيفود، والدوسنتاريا الباسيلية، والحمى المجهولة، والفبروكوليرا، والتسممات الغذائية الناتجة عن ميكروب السلمونية والاستاف، التهاب الحلق المقيح.
أما مضاعفات تناول الآيس كريم بكثرة فهي:
1- النزلات المعوية (الإسهال والقيء).
2- التسمم الغذائي.
3- مضاعفات نتيجة وجود مواد حافظة.
4- تقلّصات في الأمعاء والمغص المعوي.
وتعد القيمة الغذائية لـ(الآيس كريم) هي نفس القيمة الغذائية للألبان، لكن يزيد عليها النسبة المئوية المرتفعة في الكالسيوم والفسفور، فضلاً عن غناه بالمواد السكرية مثل اللاكتوز الذي يساعد الجسم على استيعاب وامتصاص الكالسيوم والبروتين، فـ(الآيس كريم) مصنوع من اللبن كامل الدسم والسكر والكاستر وهي المواد التي تعطي له الطعم المميز والمواد التي تعطي له النكهة، وهي المواد التي تعطي له القوام مثل الجيلاتين أو النشا، والعيوب في صناعة (الآيس كريم) كثيرة، لذا يجب توخي الحذر فلا ينبغي الاسراف في أكلها فضلاً عن شرائها من أماكن مأمونة الصنع.
|
|