قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

100 راتب
زيد حميد المختار
استمعت بكل ما أوتيت من مسامع ومدارك أنباء تعميم المائة راتب على جميع موظفي الدولة، بعدما كانت حكراً على أصحاب الدرجات الوظيفية الخاصة من مديرين عامين (وأنت صاعد)، باعتبار أنهم محتاجون ومستحقون للمساعدات ليتمكنوا من شراء "فيلا" متواضعة في الإمارات أو سيارة بسيطة مستوردة خصيصاً من ألمانيا موديل 2010 ذات دفع رباعي، ورحت (اطرح واجمع) مع زملائي الموظفين، كم ستبلغ بالضبط القيمة الإجمالية للمائة راتب لكل واحد منا؟ وكم يتبقى من المرتب الشهري بعد الاستقطاعات؟ وهل سيسد المعيشة حينها أم لا؟؟ علما أنه قبل الاستقطاعات لا يكفي حتى منتصف الشهر، لتبدأ مسيرة الدين وفاتورة (أبو علي) "صاحب الدكان القريب" إلى نهاية الشهر. وبعدها نرضخ لسطوة فاتورة الهموم من جديد.
وفي وسط هذه الحسابات العقيمة سأل احد الزملاء بلغة الاستغراب، كم ستبلغ قيمة المائة راتب لأي عضو في البرلمان إذا كان مرتبه 36 مليونا، بحسب ما هو مشاع؟ فأجبته: وكم هي قيمته في حال الخمسين مليونا مع مرتب رئيس الوزراء؟! فأجابني: وهل يا ترى أن المتبقي من راتب الرؤساء الثلاث (الوزراء والجمهورية والبرلمان) يكفيهم لمعيشة الكفاف بعد الاستقطاعات، خصوصا وانه قد انتهت ولايتهم وليس شرطا أن يتسنموا ولاية ؟، علما أن قيمة الراتب التقاعدي للبرلماني السابق هو سبعة ملايين، وبطبيعة الحال فان المرتب التقاعدي لأي رئيس أكثر بالضرورة بما لا يقل عن الضعف، فهل سيكفي وقتها للقمة العيش اللازمة لاستمرار الحياة؟!. إستذكرت متحسّراً وسط تلك الأجواء الحسابية، رواية مفادها أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ساوى بين عطائه، وهو خليفة المسلمين آنذاك، وعطاء ولاة الأمصار، والحطّابين !!.