من افواهكم ندينكم
|
كامل محمد الاحمد
في ظرف اسبوع واحد او اقل افصح البعث الصدامي المجرم مرتين عن حقيقة منهجه وسلوكه الاجرامي الدموي. المرة الاولى في المؤتمر الذي عقده مؤخرا في العاصمة السورية دمشق، وشارك فيه عدد من كبار قياديي حزب البعث الملطخة ايديهم بدماء العراقيين الابرياء، سواء في عهد اللانظام الاجرامي الصدامي، أم بعد زواله غير مأسوف عليه في بداية عام 2003.
ففي هذا المؤتمر افصح هذا الحزب الدموي عن نواياه واهدافه واعترف صراحة بأنه من يقف وراء ارتكاب الكثير من الاعمال الارهابية خلال السنوات السبع الماضية، ولم يعد جلاوزة البعث الصدامي يتحرجون او يترددون من الافصاح والاعتراف بما اقترفوه من جرائم مروعة وبشعة. والمرة الثانية هي التصريحات التي ادلى بها المدعو مزهر مطني عواد لصحيفة الشرق الاوسط السعودية، والتي اعترف بها بالفم المليان بما اسماه بالاخطاء التي ارتكبها الحزب، وهو قصد الجرائم والكوارث التي الحقها بالشعب العراقي على مدى خمسة وثلاثين عاما، واستخدم كلمة الاخطاء لتخفيف وقع الحديث والتوصيف. واعترف ان المقبور صدام كان شخصا ديكتاتورا ومستبدا لايمكن مناقشته او الاعتراض على قراراته.
وابدى الاستعداد للاعتذار الى الشعب العراقي عن (اخطاء) حزب البعث!!.. وهذا شيء مضحك فعلا، من باب أن شر البلية مايضحك، فعلى ماذا يعتذر وهل تكفي كلمات اعتذار بسيطة لمحو تأريخ طويل حافل بكل اشكال ومظاهر الاجرام والدموية والظلم والقمع والتنكيل؟.. وبرر عواد ذلك التأريخ الاسود بالقول "ليس هناك تنظيم سياسي او نظام حكم بلا اخطاء، ولكن علينا ان لانحمل مبادىء الحزب هذه الاخطاء والجميع يعلم ان الحزب سلم قيادته الى صدام حسين ولم يكن هناك اي شخص يستطيع الاعتراض او ان يتفوه بأي كلمة امامه". مثل هذه الكلمات والتبريرات الواهية لم تعد تنطلي على ابسط انسان عراقي اصبح يعرف صدام وحزبه الدموي اكثر مما يعرف نفسه.. كل العراقيين باتوا يعرفون ان الخطر الحقيقي على العراق وعليهم هو حزب البعث الصدامي وقرينه تنظيم القاعدة الارهابي التكفيري.
|
|