ظاهرة
ملحمة الاربعين ومسؤولية العراق الجديد
|
* حسن الحسني
عشية ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام دار حوار بيني وبين زميلي حول هذه المناسبة السنوية الكبرى..
ـ قال زميلي: سوف يستقبل عالمنا الاسلامي هذه المناسبة الكبيرة ويودعها كالاعوام السابقة..!
ـ قلت (مقاطعاً): تقصد، ماهو الجديد في هذا العام؟ !
ـ قال : بالتأكيد ان احياء ذكرى واقعة عاشوراء في كل عام هو (الجديد) بعينه لأنه ضمانة أكيدة لاستلهام دروس الصبر والثبات على القيم الإلهية التي ورَّثها الانبياء والرسل (ع) كافة صاحب واقعة عاشوراء في كربلاء عام 61هـ، ولكن.. في هذا العام بالذات مع ملاحظة التحديات الكبرى التي تمرّ بها الامة.
ـ قال : قبل كل شيء لابد ان نسأل : اين المسؤولون العراقيون الذين طالما اهتمّوا بهكذا مناسبات وبعضهم وظّفوها لاهداف سياسية وانتخابية، فهل تهمّهم هذه المناسبة بعد تشكيل الحكومة الجديدية؟ لقد بنوا مجدهم السياسي ببركات هكذا مناسبات تحييها جماهير الامة بكل شوق وتضحية، فألا يستحق قلب العراق بل قلب العالم الاسلامي (كربلاء) الاهتمام والرعاية الاكبر لتكون خير راية مدعاة لقيم العدل والمساواة والحب والتعاون في العراق الجديد؟
ـ قلت: تقصد الاهتمام الاكبر بكربلاء على الصعيد الخدمي والعمراني لانها اصبحت ملاذاً لزوار وسيّاح العالم؟
ـ قال: بالتأكيد.. ولكن الذي يؤسفني؛ نسمع صيحات من بعض اصحاب القوائم في بغداد والمحافظات بضرورة (تشذيب) هذه الملحمة التي يفتخر بها العراقيون، بانها خير ركن شديد يأوون اليه في الملمات في زمن التحديات وخير وقود لمسيرة الايمان والصبر والاستقامة
ـ قلت: ماهو مشروع (التشذيب) هذا؟!
ـ قال: مثلا؛ التقليل من ايام المناسبة، او لا داعي لهذا الاستعداد الجماهيري الكبير والخدمات، و(تكليف) عبء مسؤولية الامن وتوفير وسائط النقل والخدمات و...
ـ قلت: اذا صح ما تقول، فأي (تشذيب) هذا، بل (تجريب) للعقول التي نست او تناست بانه (كل مالدينا من عاشوراء وصفر)، ولو لا هذه الذكريات المباركة لانتهى العراقيون ومُسخت هويتهم لو انتبهنا الى حجم المؤامرة التي قادها المشروع (العلماني ـ العروبي ـ البعثي) ضد غيارى هذا الشعب الباسل.. انهم فقدوا أبصائرهم ـ مع الاسف ـ ولم يروا آثار وبركات صبر العراق والعراقيين بفضل جبل الصبر والثبات الحسين(ع) وبطلة كربلاء(ع).
ـ قال: أتساءل: بغض النظر عن بركات هذه الملحمة الحسينية، فلو كان للآخرين هذه الذكرى لرأينا كيف تعاطوا معها ـ على الاقل ـ على الصعيد السياحي، باعتبار ان السياحة (صناعة بلا دخان) وافضل مورد تنموي ومن بدائل الطاقة على المستوى الاقتصادي.
ـ قلت: ولكن نحن ايضا لا بد ان لا ننسى مسؤولية رجال المنبر الحسيني والشعراء والرواديد والخطباء واصحاب المواكب، بان عليهم مسؤولية حمل الراية الزينبية، بنشر اخلاق ومبادئ وقيم مدرسة عاشوراء، فَرُبّ لافتة واحدة تحمل رواية او حديثا عن ائمة الهدى عليهم السلام توضع في كل خيمة لموكب حسيني خدمي، بامكانها ان تذكي شعلة تنير الدرب لمسيرة المؤمنين تسهم بدورها في بناء الاسرة والمحافظة والبلد والحكومة.. وتصون المجتمع من عوامل التقهقر والتخلف التي نهض من اجلها الامام الحسين عليه السلام.
|
|