المواطن العراقي عشية رمضان. .
بين "جمود" سياسي و"لهيب" في الاسعار وحرارة الجو. .
|
الهدى/ محمد الموسوي:
تشهد الأسواق في كربلاء المقدسة، وعموم المحافظات، وعشية حلول شهر رمضان المبارك تزاحما لتوفير مستلزمات هذا الشهر الفضيل، من الاغذية والبضائع، وخشية من استمرار التصاعد في الغلاء. يأتي ذلك فيما يشكو المواطن من ارتفاع درجات الحرارة وإنخفاض ساعات التغذية الكهربائية، مع تردي واضح في الخدمات الاخرى.
و في الوقت الذي يأمل فيه المواطن ان يتم تحسين مفردات البطاقة التموينية في رمضان بحسب ماوعدت وزارة التجارة في وقت سابق، برر مصدر في الوزارة سبب تاخير وصول المواد الغذائية للمواطن بعدم توفر الأموال أللازمة لشراء مواد غذائية، فضلا عن وجود مستحقات مالية على الوزارة للتجار. في هذه الاثناء شكك رئيس اللجنة الأقتصادية في مجلس محافظة كربلاء بالتصريحات التي اعلنت من خلالها وزارة التجارة بتسليم حصة تموينية كاملة قبل شهر رمضان، كاشفا في الوقت ذاته عن انه سيتم تسليم المواطنين خمسة كيلوات طحين صفر ضمن حصة البطاقة التموينية خلال شهر رمضان المبارك. ونفى طارق الخيكاني في تصريح لـ"الهدى"، الأنباء التي تحدثت عن قيام وزارة التجارة بتوزيع حصتين تموينيتين خلال شهر رمضان، واصفا ذلك بالأشاعة !؟. وكان رئيس اللجنة الأقتصادية قد ذكر في تصريح سابق ان وزارة التجارة ستقوم بتوزيع حصص غذائية اضافية للعوائل الفقيرة والمتعففة في محافظة كربلاء. مشيرا الى العملية ستشمل الأحياء المكتظة بالسكان والتي يعاني معظم سكانها من الفقر، لافتا الى انه سيتم الأستعانة بالمخاتير واعضاء المجالس المحلية لتحديد الفقراء في الأحياء الأخرى.
ويقول مواطنون التقاهم مراسل الهدى، أن بعض التجار واصحاب المحال و الاسواق بدأوا بإستغلال اجواء رمضان وقاموا برفع غير مبرر في اسعار المواد الغذائية، والتي اصبح ضحيتها المواطن الفقير خاصة.
وقال المواطن سعد عبدالله الخفاجي " عند حلول هذا الشهر يقوم كثير من التجار والباعة للاسف بالاستغلال و باحتكار المواد الغذائية ورفع اسعارها لا لشيء الا ليملأ جيوبه على حساب البسطاء". ويقول الحاج ابوعلي أننا "كل عام نعيش هذه المعاناة فبدلا من التفرغ للعبادة والصلاة نحمل هما اخر هو توفير اساسيات الافطار التي اثقلت كاهلنا بارتفاع اسعارها الجنوني". ودعا " التجار والمتعاملين بالمواد الغذائية الى النظر بعين الرحمة لاهلهم وان يخففوا من الاسعار".
الى ذلك ذكر عدد من ألاهالي أن المواد الغذائية والخضروات ارتفعت بشكل ملحوظ حتى قبيل ايام من حلول رمضان، فيما القى باعة المفرد اللوم على تجار الجملة للمحاصيل الزراعية واللحوم وباقي المواد الغذائية. وفيما اتهم مواطنون الطرفين ( الباعة والتجار) برفع الأسعار مع بداية شهر رمضان في كل عام. بينوا ان هذا الأرتفاع يجب ان يتم وضع حد له من قبل الحكومة، لكنهم اشاروا الى ان الحكومة يبدو انها مشغولة بالتناحر على الكراسي ونسيت الشعب !. وفيما قال بعض المواطنين الذين التقاهم مراسل "الهدى" أن الحكومة، والجهات المختصة في المحافظات يجب أن تتدخل لمنع هذه الظاهرة خلال شهر رمضان، وتمارس دورها في الرقابة والمحاسبة الحقيقية، لردع التلاعب بالأسعار في رمضان، طالب بعض المواطنين من مراجع وعلماء الدين التدخل واعلان "حرمة استغلال شهر رمضان والعيد وممارسة الظلم بحق الناس من خلال رفع الأسعار على الناس" مؤكدين أن رفع الأسعار ضرر يلحق خاصة بطبقة الفقراء الذين يعدون شريحة واسعة جدا، لدرجة أن التقارير الحكومية الرسمية، فضلا عن تقارير الامم المتحدة، تؤكد 7 ملايين ونصف المليون، او مايصل الى ربع الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر. في حين عبر المواطن محمود عبدالحسن ( 50 عاما) عن قناعته أن أن "الغلاء سيستمر لإن الرقابة والمحاسبة لن تكون فاعلة و حقيقية، وهو ماكان الحال عليه ايضا في اشهر رمضان السابقة، ولإن الرقابة بالاساس اذا لم تكن متوفرة عند الانسان ونابعة من الضمير والاخلاق فلن تجدي الرقابةالحكومية ولا حتى الفتاوى الدينية) حسب تعبيره.
|
|